الخبر "الجزائرية" - 470 شرطيا أصيبوا بصدمات نفسية وأمراض عصبية

أصيب 470 شرطي بمتاعب نفسية وعصبية، حسب آخر حصيلة رسمية للخلايا الطبية والنفسية لأمن الولايات، 90 بالمائة منها يعود السبب فيها إلى مخلفات العشرية السوداء وآخرون تعود إصاباتهم إلى أسباب عائلية واجتماعية.
وتفيد آخر الأرقام الرسمية للجنة الوطنية الطبية بالمديرية العامة للأمن الوطني أن عدد الإصابات بالنوبات العصبية والنفسية لم يتعد، سنة 2009، 470 إصابة عبر 48 ولاية. وحسب تقارير الخلايا الولائية للطب النفسي المنصبة قبل سبع سنوات على مستوى مديريات الأمن الولائي، فقد تم تسجيل تراجع بالمقارنة مع سنوات مضت، غير أنه مؤشر للإرهاق الكبير والضغط الذي عاشه رجال الشرطة لأسباب معظمها كانت تبعات العشرية السوداء، والبقية تعود إلى مشاكل اجتماعية ومهنية، حسب التقارير المحررة.
وككل سنة تجتمع اللجنة الوطنية الطبية للنظر في الحالات التي ترفعا لها الخلايا الولائية وتتخذ بالإجماع الإجراءات المناسبة التي تم اعتمادها للتخفيف على المصابين، وتتمثل أهم الإجراءات المتخذة في إما تغيير المهام أو توفير مناصب ملائمة مع طبيعة الإصابة، أو التقريب من العائلة. وكان في بداية الأمر من المسطر أن تتوسع إجراءات التكفل بالمصابين بأمراض نفسية داخل جهاز الشرطة، حسب الإمكانيات إلى منح امتيازات اجتماعية وترفيهية في مراكز الراحة.
وعن رتب العدد المصاب بمتاعب نفسية، قالت مصادر ''الخبر'' بأنها من كل الرتب، ومن بين المصابين محافظو شرطة وحتى عمداء ومفتشين إلى جانب أعوان، وبالأخص الذين تمرسوا في مكافحة الإرهاب، سواء خلال العشرية السوداء أو منذ بداية الألفية حيث عادت موجة الإرهاب.
ومن بين أسباب الإصابات الإرهاق الكبير أو الصدمات النفسية بسبب مشاهد الدم والأشلاء خلال التفجيرات والمجازر ومنهم من أصيبوا بصدمات نفسية بسبب مشاهد اغتيال زملاء لهم أو قتل جماعي لأهاليهم.. وهناك حالات كانت أسبابها اجتماعية محضة كبعد مقر عمل الشرطي عن سكنه العائلي ومنهم لظروف مادية. من جهة أخرى، أفاد العميد أول، خالد عمارة، مسؤول خلية الإعلام لدى المديرية العامة للأمن الوطني، في اتصال هاتفي به، أن برامج التكفل برجال الشرطة الذين تعرضوا لأمراض نفسية ترتكز على دراسة الحالة من طرف خلايا الطب النفسي الولائية وتجتمع لدراسة طريقة التخفيف على الإطار أو العون من خلال تمكينه من منصب عمل بعيد عن المؤثرات التي سببت له الإصابة، أو تقريب مكان عمله للسكن العائلي، وهناك حالات استفادت من التحويل في المهام وتغيير المصلحة التي كان يعمل بها وكلها إجراءات خففت من الإصابات، بل مكنت معظمهم من الشفاء الكلي.
وأجاب نفس المسؤول عن سؤال لـ''الخبر'' حول ما إذا كان الرقم مؤشرا سلبيا، فرد بالقول ''إن 470 إصابة خلال سنة 2009 يمثل نسبة ضعيفة جدا مقارنة بالعدد الإجمالي للشرطة الذي فاق 160 ألف رجل أمن، ولا يعكس أي صورة سلبية، بل إنه مؤشر على أن جهاز الشرطة بخير''.
الخبر - سامر رياض - 11 - 8 - 2010