الخط الساخن للأطفال .. مشروع معلق في الهواء ..!!

 

 إذا كنت بالولايات المتحدة فعليك أن تتصل على رقم 911 و إذا كنت في مصر فبإمكانك الاتصال على رقم 16000، أما إذا كنت في سوريا فقد تضطر إلى الانتظار بينما يتم البت في قرار تشكيل الخط الساخن لحماية الأطفال من العنف و الاستغلال ..!!

و على الرغم من أن هناك تسع دول عربية أدخلت الخط الساخن في مجالها العملي إلا أن المفاجئة ما زالت تُرسم على وجوه السوريين عندما يتخيلون أبناءهم يقدمون شكاوى ضدهم أو بلاغا عن سوء تصرفاتهم لاسيما أن الضرب  يعتبر واحد من قواعد التربية في مجتمعنا كما يعتبر البعض..!!

 

" سنتصل بالبوليس "  ثقافة لايمكن تعميميها ...

 

وجدت السيدة ريم دخان  " والدة لطفلين " أن فكرة الخط الساخن ضرورية جدا وهي مهمة للأطفال الذين يتعرضون لعنف حقيقي و استغلال لاسيما أطفال الشوارع و المشردين الذين يتعرضون للظلم و الفقر و الذين يضطرون أيضا إلى ترك مدارسهم و التوجه لأسواق العمل بهدف الحصول على بضع ليرات  ، و أضافت: إن فكرة الخط الساخن بحد ذاتها فكرة جديدة على مجتمعاتنا لايتم تقبلها بسهولة ، فقد شهدنا الخط الساخن للمرأة التي تلجأ إليه بعض النسوة بأجواء من السرية التامة ؟  

في حين لم يتقبل السيد أحمد العز " والد لخمسة أطفال " فكرة الخط الساخن و اعتبرها فكرة لا يمكن

تطبيقها لأن تربيتنا و أفكارنا لا تتقبل هذا الموضوع لأن الطفل لدينا يجب أن يبقى تحت جناح العائلة و لأنه ينمو في بيئة مختلفة عن بيئات المجتمعات الأخرى ، و شدد أنه قد يقوم بمعاقبة أطفاله في حال قاموا بالاتصال على الخط الساخن و اشتكوا عليه أو على والدتهم

أما الشابة رنا الكردي المتزوجة حديثا رأت في الخط الساخن ثقافة لايمكن تعميمها على الجميع لأنها قد تقع في أيدي أطفال لايحسنون استخدامه و هذا ما قد يوقع العائلة نفسها في العديد من المشكلات ، خاصة أن الوالد أو الوالدة قد يصلون إلى مرحلة لايمكن معها أن يوبخوا ابنهم على تصرف سيء يقوم به ، ومثالا على ذلك سردت لشام نيوز قصة لأحد أطفال أقاربها الذين يعيشون خارجا والذين قاموا بتخريب بعض أغراض المنزل و حين جاءت الأم لتعاقبهم قالوا لها " سنتصل بالبوليس " حينها لم تستطع الأم أن توبخ أولادها على سوء تصرفاتها ..

 

 

مصادقة سورية على اتفاقية حقوق الطفل  

وبعد مصادقة سورية على حقوق اتفاقية الطفل عام 1993 ، انضمت عام 2002 إلى البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل ، المتعلق ببيع الأطفال و استغلالهم في المواد الإباحية ، و في  عام 2005 أطلقت سوريا " خطة وطنية لحماية الطفل " شارك في إعدادها جهات حكومية و أهلية ، وكان من أهم البنود الواردة فيها : " إحداث مراكز إيواء لحماية الأسرة، و إيجاد ما يسمى بالخط الساخن يمّكن الطفل من التبليغ في حال تعرضه لأي شكل من أشكال العنف " إلا أن هذه البنود لم تطبق ، و كل ما طُرح بقي مسودات لمشاريع معلقة في الهواء وعندما حاولت شام نيوز الاتصال بالمعنيين من هيئة شؤون الأسرة لم تجب بحجة اجتماعات العمل

 

83 % من الأطفال يتعرضون لسوء معاملة

وفي عام 2008 عاد التقرير الوطني الأول حول سوء معاملة الأطفال في سوريا ليشير إلى أن نسبة الأطفال الذين يتعرضون إلى عنف جسدي بلغت 83% فيما قاربت نسبة الذين يتعرضون إلى عنف جسدي حوالي 20% من الأطفال ، و أضاف التقرير الذي أُعد بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة ، أن أكثر من 38.5 % من الذين تعرضوا إلى عنف جسدي أصيب برضوض و كسور و غيرها من الإصابات

وحول ذلك قال رامز حناوي المتخرج من كلية " علم الاجتماع " إن مشروع الخط الساخن تم تطبيقه في بعض الجهات المعنية بشؤون المرأة و الطفل ، لكنه لم يتلق الدعم المطلوب و اقتصر على حالات محددة ، فيحن تم تفعيل خط للمرأة و الذي سمي بخط الثقة .. و أشار إلى أن زيادة معدلات حالات العنف المسجلة التي يتعرض لها الأطفال و عدم وجود سكن مناسب لهم، دفعت الجهات المعنية إلى الوقوف على فكرة الخط الساخن للأطفال بهدف حمايتهم و تأمين التعليم و المستلزمات الأساسية لهم  ، خاصة أولئك الأطفال التي تعاني أسرهم من حالات طلاق و تدني في المستوى الاجتماعي و الاقتصادي

و أضاف : في الوقت ذاته لابد من أن يرافق هذا المشروع حملة لتثقيف المجتمع قبل أن يتم طرحه و تفعيله لمعرفة كيفية استخدامه و إلى أي فئة يتم توجيهه بهدف استخدامه بالطريقة الأفضل ولكي لا يتحول إلى وسيلة تسلية بين أيدي الأطفال ، وعن تأثير هذا الخط على أسلوب التربية في مجتمعنا تابع : في الحقيقة الفئة المثقفة و المتعلمة نادرا ما تقوم بتعنيف أطفالها في حين قد تقوم الفئات الأخرى بضربهم وهذا ما قد يدفع الأطفال إلى الخروج عن طوع إرادتهم، وبهدف إيجاد الحلول لذلك وجد حناوي أن الخط الساخن لابد أن يحدد الفئة المستهدفة و طريقة التعامل معه وأن  يرافقه فريق للتدخل في الأزمات العائلية إضافة إلى مأوى للأطفال و أقسام لحماية الأسرة و الاستعانة بمرشديين نفسيين للتخفيف من آثار العنف

 

 

شام نيوز- رامان آل رشي