الخليج "الاماراتية" - التحدي

 

تحول التوطين من فكرة مطروحة بنعومة وهدوء إلى نوع من التحدي الذي يثير حوله الكثير من الجدل بل الضجيج .

 

الفكرة الأولى لا تنفذ اليوم بحذافيرها، فهي تتعرض إلى مراجعات كل حين، وتعديلات . يشطب بعضها، ويضاف بعض الضوء والظل إلى بعضها الآخر، ويستخلص في نهاية المطاف، بل في منتصف الطريق وذروته، أنه لا توطين هكذا مطلقاً، ولا بد من إضافة صفة “المدروس” إلى كلمة “التوطين” .

 

نعم . الغاية التوطين المدروس، وإذا رجعنا إلى خبراتنا في المؤسسات، وخبرات كل منا كأفراد، وجدنا أن فكرة التوطين تفشل كلما طرحت بشكل عشوائي، وأنها تنجح، بل تحقق نجاحات لافتة كلما اقترن التوطين بالتدريب والمعرفة الحقيقية لقدرات المرشح ومدى ملاءمة شروط سوق العمل إلى آخر هذا القاموس .

 

والتوطين مفهوم متغير لأن الواقع متغير . في بدايات النهضة يجد المواطن الدروب إلى الوظيفة مليئة بالورود والتمنيات، والتوطين اليوم يدخل في دائرة التحدي، والكلام أكثر على استقطاب الكفاءات، وهذا يعني أن الآليات اختلفت . الأفضل أولوية، والأفضل هو من “يتعب على نفسه” .

 

لذلك نجد الشباب اليوم يتجهون إلى التعليم العالي فوق الجامعي، ويحاولون اقتناص الشهادات المتخصصة اقتناصاً، ويحاولون الاستفادة من الوقت والفرص إلى المدى الأبعد .

 

هذا هو الخيار . قبول التحدي أو القنوع . أصلاً لا مجال إلا للتحدي . هذا هو الشرط الراهن، وهو لا يخص الأفراد أو المرشحين المفترضين للوظائف فقط، فجهات التوظيف معنية، والمدارس، والجامعات .

 

التحدي هذه الكلمة الكبيرة تشتمل على فكرة كبيرة . فكرة بحجم الأمل والثقة، فلنتذكر ونحن نحث الخطى إلى المستقبل أن غدنا يجب أن يكون أفضل من يومنا في كل المجالات، والموارد البشرية أصل التنمية، وليست فرعاً أبداً .

 

الخليج - ابن الديرة