الخليل - هواجس العطش

قالت لجنة "النزاهة من اجل خدمة افضل في مدينة الخليل" في تقرير لها سلط الضوء على ازمة المياه الخانقة في محافظة الخليل ان الازمة لها العديد من المسببات، حيث لا يتحمل مسؤولية هذه الازمة المسؤولين وحسب بل ايضا المواطن ذاته والذي تبين ان له دور كبير في ظهرة هذه المشكلة، هذا الى جانب محدودية كميات المياه التي تقدمها المصادر الجوفية الفلسطينية، حيث تمنع قوات الاحتلال حفر آبار جديدة للمياه الجوفية في أية منطقة من أنحاء المحافظة إلا بإذن إسرائيلي، بناء على قرارات اتفاقية أوسلو، اذ ان بعض الممارسات الخاطئة في إدارة خدمة المياه في المدينة اثر بشكل كبير على تفاقم هذه المشكلة، ويعود ذلك الى سيطرة الاحتلال على مصادر المياه الرئيسية ومنع حفر مزيد من الآبار التي يمكن استغلالها لجمع اكبر قدر ممكن من مياه الشتاء، ليس هذا فحسب بل هناك تمييز في توزيع المياه في مناطق المدينة، الأمر الذي أدى إلى انتشار هذه المشكلة على نطاق أوسع في المدينة، بالإضافة الى سوء استعمال المياه من قبل المواطنين، كل ذلك تسبب في ظهور مشاكل زراعية وصحية واقتصادية وتراجع النشاط الإنساني و كان له تأثرا سلبيا على الأفراد والمجتمع.
وشدد التقرير على ان الازمة ادت الى تراجع الإنسان في الإنتاج الصناعي والزراعي والتنموي الحضاري، والمشكلة الأكبر التي نتجت من هذه المشكلة هي زيادة شراء المواطن صهاريج مياه الشرب، بسبب انقطاع شبكة المياه لفترة طويلة، بالإضافة إلى ضعف الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار الخضار والفواكه، "فمدينة يزداد نشاطها الإنساني والاقتصادي والاجتماعي بشكل ملحوظ، ولكن تزمة المياه شكلت ضربة قاسمة لهذا النشاط، وذلك يعود لقلة الوعي المنتشر عند الإفراد في سوء استخدامهم الأمثل للمياه، فنرى كثيرا من الإفراد يسرفون في الماء، دون حساب وعقاب ولا يوجد في المدينة أي محطات لتنقية المياه العادمة سواء على المستوى المنزلي او على مستوى البلدية وبذلك فأن المدينة غير مستفيدة على الإطلاق من تكرير المياه العادمة التي تنتجها بشكل يومي والتي تكفي لزراعة كافة المحافظة, ولكي ترتقي المدينة وتكون أكثر ازدهارا ان نغرس في نفوسنا ثقافة السلوك الفردي الحضاري , الذي ينتمي ويطور ويحافظ على مكونات الحياة الأساسية وأهمها المياه وعلينا أن نمارس سلوكيات تعكس حرصنا على هذه النعمة وعلينا ان نتقدم باستخدام وسائل تكنولوجيا حديثة لإعادة استخدام مياهنا العادمة في الري والزراعة وهذا ما تقوم به الدول المتقدمة حاليا والتي لا يوجد لديها أي مشاكل مائية".
وكانت مدينة الخليل والمواقع المجاورة بها قد شهدت ازمة مياه خانقة خلال اشهر الصيف ولا زالت وادت الى ضرب الحياة التجارية واغلاق بعض المصانع والشركات الت تعتمد في انتاجها على المياه بشكل مباشر، الامر الذي جعل اصحاب الشركات الكبيرة والمصانع والمحلات المختلفة توجيه نداء مناشدة للدكتور سلام فياض للتدخل من اجل ايجاد حل لهذه الازمة.
ويشار هنا الى مشروع النزاهة من أجل الفقراء مشروع منفذ من قبل معهد الابحاث التطبيقية – (أريج) و الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة-" أمان" ومؤسسة تيري البريطانية بتمويل من وكالة التعاون البريطاني (DFID)
شام نيوز - جريدة القدس