الصفحة الأخيرة بقلم زياد غصن

الخوف من الأسوأ

اقتصادية

الأحد,٣١ تموز ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم


سلامات


على خلاف طبيعة النفس البشرية التواقة إلى الأمل، فإن الخوف من الأسوأ هو ما بات يستحوذ على تفكير المواطن السوري.

فالفشل الحكومي في وقف تدهور الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، وتنفيذ ما كان يعد به الوزراء من انفراجات قريبة، والعجز التام عن تحقيق بعض العدالة في توزيع الخدمات الأساسية، جميعها أسباب أوصلتنا كمواطنين إلى الإعتقاد التام أن القادم من الأيام سيكون أسوأ.

وليس هذا فحسب. إذ أن كثيرين ممن كانوا ينتظرون تغييراً أو تعديلاً حكومياً تخلوا عن أمنيتهم تلك، فحسب اعتقادهم لن يأت الأفضل، والدليل على ذلك ما جرى سابقاً من تغيرات وتعديلات وزارية تسببت بحدوث تسارع في تدهور الأوضاع الإقتصادية والمعيشية عوضاً عن توقفها وتحسنها لاحقاً.

لست مبالغاً إذا قلت إن الخوف من الأسوأ بات رفيقاً لنا حتى في تفاصيل حياتنا الشخصية، وهذا ليس من باب الحيطة والحذر، وإنما لأننا على قناعة أن هناك "لعنة" ما حلت بحياتنا، وتأبى أن تغادرها.

أعتقد أن هناك حاجة لعمل ما يوقف هذه الحالة، ويحولها تدريجياً من طاقة سلبية تكاد تفتك بحياتنا ومستقبلنا إلى طاقة إيجابية تستثمر في بناء مستقبل جديد.

لكن بالتأكيد هذا العمل لا يجب أن يعطى إلى الحكومة الحالية، وإلا حولته إلى مسبب جديد لتفاقم حالة الإحباط واليأس.


الصفحة الأخيرة بقلم زياد غصن