الدابي: المعارضة لا تريد المراقبين لينقلوا الملف إلى مجلس الأمن

انتقد رئيس فريق المراقبين العرب في سورية الفريق أول محمد الدابي المعارضة السورية، معتبراً أنها لا تريد للمراقبين أن يعملوا من أجل نقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي، معرباً عن تمنياته بأن يتوقف التشدد (في مواقف المعارضة) والفتاوى (ضد المراقبين).
ورأى الدابي في حوار مع صحيفة الحياة اللندنية نشرته أمس، أن «إعلانه قبل يومين تصاعد العنف في سورية وعدم التعتيم على ذلك، يعدُّ دليلاً على صدقية المراقبين»، قائلاً: «إننا نعمل في نزاهة وشفافية».
وأوضح، أن الحكومة السورية بررت التصعيد الأمني الأخير بفقرة في البروتوكول تنص على «وقف العنف أيّاً كان مصدره»، متحدثاً أيضاً عن عدم تعاون المعارضة السورية مع وفد المراقبين، موضحاً: «جئنا لنراقب الأعمال التي يقوم بها الجانبان (الحكومة والمعارضة)، لكن للأسف الشديد، وجدنا عدم رضا من المعارضة». وأضاف: «الحكومة السورية تبرر ما قامت به بأن هناك اعتداءات على مناطقها، وأنها لا تعتدي، وأنهم يردّون على اعتداءات. هذه هي حجتهم. طبعاً البروتوكول لا يُلزم الجانب الآخر (المعارضة)، بل يُلزم الحكومة، ومن ثم فإن أي رد فعل من الحكومة يعتبر إخلالاً بنص البروتوكول، لكن الحكومة السورية تمسكت بفقرة في البروتوكول تقول بضرورة وقف العنف أياً كان مصدره».
وقال الدابي: إن «الحكومة السورية قالت للبعثة إننا ملزمون بإيقاف العنف أياً كان مصدره، ومن ثم لن نسمح لعصابات وجماعات مسلحة بأي عمل عدائي. وهنا بدت الصورة واضحة، أي إن العنف سيتواصل ويستمر».
ولفت في هذا السياق إلى «أن المعارضة السورية لا تتعامل معنا... وأصبحنا في نظرها مثل الحكومة السورية، وكل ذلك أدى إلى حالة نفسية لدى المراقبين الذين يجلسون في الفندق، وإذا أرادوا القيام بمهمة مراقبة فلن يتمكنوا من دخول مناطق المعارضة» بسبب خوفهم من رد فعل المعارضة.
وتابع: «في ضوء كل ذلك، تم التشاور مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، فتم تجميد عمل البعثة لتبقى في دمشق إلى أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً خلال الأيام المقبلة». وقال: «أطلب تحديد المعارضة ونوعيتها (للحوار معها في إطار البعثة)، إذ لا بد أن نتعامل مع المعارضة ما دام هناك حوار بين الجامعة العربية والمعارضة. نريد التعامل مع الطرفين (الحكومة والمعارضة). الآن لا نتعامل مع المعارضة، لأنها أهدرت دمنا، كما أدعو إلى بناء عمل جديد ومنهجية جديدة في شأن مهمة المراقبين ومن دون ضبابية في التعامل». وحول التقرير الأول الذي قدمه إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وهل ما زال متمسكاً به، قال: «إنه متوازن مئة بالمئة، ولا أتنازل عن سطر واحد فيه، لكن بعد يوم الثالث والعشرين من الشهر الحالي، حدث تصعيد خطير جداً، وهو نتيجة مواقف معينة، ورفض للتقرير من المعارضة. وقد تصاعدت أعمال العنف بين الجانبين، لكن قبل يوم 23 الحالي أنا مُصرّ على ما ورد في التقرير وسأحتفظ به للتاريخ».وتابع: «نحن جئنا إلى سورية لحقن الدماء. أهل سورية كلهم سواء عندنا. جئنا لنراقب الأعمال التي يقوم بها الجانبان (الحكومة والمعارضة)، لكن للأسف الشديد، وجدنا عدم رضا من المعارضة. هي لا تريدنا أن نعمل كي يذهبوا (بالملف) إلى مجلس الأمن وينهار النظام. نحن جئنا لنساعد الشعب السوري، والمعارضة مهمة، وهي عنصر أساس في عملنا، ونتمنى أن يتوقف هذا التشدد (في مواقف المعارضة) والفتاوى (ضد المراقبين)، وأن تتعامل معنا المعارضة بجدية، سواء المسلحة أم المدنية. نحن جئنا لننقذ أهلنا كلهم في سورية، ويشمل ذلك المُوالي والمُعارض، وندعوهم إلى أن تكون نظرتهم إلينا إيجابية».
شام نيوز. الوطن/ الحياة