الداخلية تزج عناصر شرطة "الحريقة" في غرفة التأديب

أكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية مساء أمس أن عناصر الشرطة الثلاثة الذين تشاجروا مع الشاب عماد نسب في منطقة الحريقة تم زجهم في السجن فيما يسمى غرفة التأديب
وأوضح المصدر: إن العناصر الثلاثة ستتم إحالتهم على مجلس انضباطي وسينالون عقوبات قد تصل إلى التسريح من الخدمة، كما شدد المصدر على أن هذا الإجراء يتم اتخاذه مع أي عنصر يخالف التعليمات لأن الداخلية حازمة في تطبيق شعارها وهو الشرطة في خدمة الشعب. وعن حقيقة ما حصل أكد المصدر أن شرطياً قام فعلاً بتوجيه شتيمة إلى الشاب عماد نسب «وهذا تصرف غير مقبول»، لكنه أكد أيضاً أن الاشتباك بالأيدي قد بدأ به «نسب» ما دفع الشرطي لطلب المؤازرة من زملائه وهذا الإجراء معتمد في الوزارة لدى حصول اشتباك بالأيدي.
وكان شجار قد وقع ظهر الخميس الماضي في منطقة الحريقة بين شرطي والشاب عماد نسب تجمع على أثره مئات المواطنين مطالبين بحضور وزير الداخلية اللواء سعيد سمور ليرى بأم عينه تصرف بعض قوى الأمن الداخلي مع المواطنين وهذا ما حصل فعلاً إذ وصل الوزير واصطحب معه الشاب عماد نسب في سيارته وانتهت القصة عند هذا الحد.
وقد حاول البعض تسويق القصة بعيداً عن سياقها الطبيعي وبدا أن الاستقرار الذي تنعم به سورية والتفاف السوريين حول قيادتهم بات أمراً مزعجاً «للآخرين» الذين يتربصون بأمن سورية ويريدون الفوضى والخراب، وتأكيداً لذلك ما تم تداوله في اليومين الماضيين عن هذا الشجار المؤسف الذي تم التعامل معه من قبل بعض «الإعلام» وكأنه «انتفاضة» وذهب البعض إلى تبنيها في حين انفردت قنوات إعلامية في تحليلها وإعطائها أبعاداً لا علاقة لها بما حدث، وحصل الأمر أيضاً مع ما سمي قضية «طل الملوحي» التي إضافة إلى التصريحات الرسمية الآتية من الخارج والتي تُعد تدخلاً سافراً في شؤون سورية فهناك من يحاول تصوير قضية الملوحي وكأنها قضية رأي عام عالمي وتضخيمها معتمدين على عبارات من نوع «حرية الرأي» و«حرية التعبير» بهدف الضغط على سورية في حين أن الملوحي متهمة بقضية إفشاء معلومات لدولة أجنبية وهي تهمة تختلف كلياً عما يروجه البعض وأن التحقيقات السورية والمصرية أكدت كل المعلومات المتعلقة بالملوحي لكن هناك من يصر على أن الملوحي ظلمت وكان لا بد للولايات المتحدة الأميركية أن تستنفر قواها وقوة حلفائها للدفاع عن الملوحي التي حاول عناصر في السفارة الأميركية بمصر تجنيدها للعمل لمصلحتهم (راجع التحقيق الكامل حول طل الملوحي ص 3).
وبالعودة إلى الشجار الذي حصل ظهر الخميس في الحريقة بين المواطن الشاب عماد نسب وأحد عناصر قوى الأمن الداخلي «الشرطة» والذي تحول إلى عراك بالأيدي استدعى حضور عنصرين آخرين على أثره تجمع أهالي المنطقة ليعربوا عن غضبهم مما أصاب المواطن.
فإن هذه القضية التي قد تحدث في أي مكان في الدول العربية وغير العربية قد حاول البعض استغلالها والتبشير بقرب «انتفاضة» الشعب السوري في حين أن القضية لا تتعدى كما ذكرنا الشجار الفردي الذي تحول إلى جماعي وأكد كل الذين شاركوا فيه أنه بمجرد وصول وزير الداخلية إلى المنطقة «وصلنا حقنا» في إشارة إلى مطالبتهم بتدابير خاصة من قبل وزير الداخلية تتمثل بمعاقبة عناصر الشرطة المخطئين، وكان لهم ما أرادوا، بعدما فتحت الداخلية تحقيقاً واتخذت الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة.
ومع استمرار «الحملة» التي يسوقها الآخرون على سورية قال عدد من التجار في منطقة الحريقة إنهم لو علموا بأن ما حصل سيستعمل ضد سورية قيادة وشعباً لما سمحوا له بالحصول وخاصة أن الذين احتشدوا في الحريقة كانوا قبل يومين يرحبون بزيارة الرئيس الأسد إلى سوق الحميدية ويتدافعون من أجل مصافحته وتصويره مؤكدين أنهم لن يقبلوا بأن يستغل أي أحد ما حصل يوم الخميس لتفريغ حقده تجاه سورية.
أما المقربون من الشاب فأكدوا بدورهم أن ما حصل لم يكن من المفترض له أن يخرج عن سياقه وأنهم فوجئوا بالتجمع الكبير الذي حصل خلال دقائق في الحريقة وخاصة أن معظم الموجودين لم يتجمعوا بداية إلا بغرض الاستفسار عما يحدث، وأثنى المقربون من الشاب على تصرف ضباط الشرطة قبل وصول الوزير معتبرين أن ما حصل انتهى مع وصول كبار الضباط ووزير الداخلية وأنه لا داعي للغوص في أي تفاصيل أخرى لأنهم يرفضون رفضاً قاطعاً أن يستغل أي أحد ما حصل للانتقام من صمود سورية ووحدتها الوطنية.
وفي المحصلة ونتيجة لكل ما ينشر في وسائل الإعلام ومن تضخيم للأحداث والمشاجرات بات من الواضح أن الاستقرار الذي تنعم به سورية وصمودها في وجه كل المخططات التي تحاك للمنطقة بات أمراً مزعجاً للغاية «للآخرين» الذين يأملون في الضغط على سورية وانتزاع ما يمكن من تنازلات إضافة إلى ترويج أخبار عن «انتفاضة» تحصل في قلب دمشق وهي أمنيات «الآخرين» إلا أنها ستبقى أمنيات لأن سورية ستبقى منيعة أمام أي فوضى في ظل التفاف كل السوريين حول قيادتهم ووعيهم لما يحاك لهم.
شام نيوز- الوطن