الدراجة الهوائية نادٍ رياضي متكامل، ووسيلة نقل مستدامة صديقة للبيئة!

رزان حبش – شام إف إم
غالباً ما يرتبط مفهوم الرفاهية بتوفر وسائل الراحة أو القدرة على ممارسة الهوايات المختلفة، فعلى سبيل المثال تعتبر السيارة من وسائل الراحة والرفاهية، وكذلك الأمر بالنسبة للالتحاق بنادٍ رياضي، الذي يمنح مظهراً يعبر عن رفاهية الشخص!.
إلا أن الذهاب والعودة من وإلى العمل بواسطة الدراجة الهوائية يخفف من العبء المادي الذي يفرضه استعمال السيارة، بالإضافة إلى أن بذل الجهد الجسدي أثناء قيادة الدراجة يمكن أن يُغني عن الذهاب لممارسة الرياضة في النادي، وغير ذلك فإن الدراجة هي وسيلة نقل صديقة للبيئة.
وتوفر رياضة ركوب الدراجة الهوائية التناسق العضلي العصبي، ويمكن اعتبارها نادٍ رياضياً متكاملاً بحسب ما وصفها الطبيب المختص في الطب الرياضي عزت شقالو.
وبيّن الطبيب في حديثه لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أن هذه الرياضة مفيدة أيضاً لصحة الجهاز التنفسي، كما أنها تُعالج العديد من الأمراض الناتجة عن الجلوس والاستلقاء لفترات طويلة، ولها دور في تحسين الصحة النفسية في حال قيادتها بأماكن ذات طبيعة جميلة وهادئة.
وأشار د. شقالو إلى أهمية الإشراف الطبي بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة كأمراض القلب والسكري والضغط.
بدوره لفت مراسل "شام إف إم" في دمشق إلى أن نسبة كبيرة من الشباب يلجؤون حالياً للتنقل عبر الدراجات الهوائية، نظراً لأسعارها المقبولة نوعاً ما مقارنةً بالدراجات الكهربائية والنارية، بالإضافة إلى تسهيلها لحركة تنقلهم.
وكانت أطلقت مؤسسة موج المحلية غير ربحية يوم السبت الماضي ضمن مشروع توازن 2024 مسيراً للدراجات الهوائية، للعام الثالث والذي يحمل رسالة "الرياضة حق للجميع".
وقالت منسقة مشروع توازن رهف غنيمة لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" إن المشروع قدّم هذه الفعاليات لتمكين المرأة وتشجيعها على استخدام وسيلة نقل مفيدة لها صحياً ومجدية مادياً، وصديقة للبيئة، وبهدف تعزيز ثقافة ركوب الدراجة للجميع، منوهةً إلى أن الدراجة سهلة الاستخدام، وتوفر الوقت والجهد والمال أثناء التنقل.
وحول الإقبال على المسير، بيّنت غنيمة أنه كان أفضل من السنوات السابقة، حيث بلغ عدد المشاركين الكليين (ممن يملكون دراجات ومن ليس لديهم دراجات) 325 مشاركاً ومشاركةً، مشيرةً إلى وجود مشاركين من ريف دمشق وحلب وحمص ومن السلمية والقلمون.
وأوضحت غنيمة أن من أكثر التحديات التي تواجه قيادة الدراجة، هي الصورة النمطية بأنها حكر على الرجال، لافتةً إلى أنه يمكن كسر هذه الصورة عن طريق التوعية المجتمعية والقيام بحملات توعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للوقوف بوجه الأساطير الخاطئة حول هذه الرياضة.
وذكرت منسقة مشروع توازن إلى السعي لتوسيع نطاق العمل ليشمل شرائح أكبر من المجتمع كالشابات والأشخاص من ذوي الهمم، مبيّنةً أن المؤسسات الحكومية كقيادة الشرطة والمؤسسات الصحية والهلال الأحمر كانت متعاونة جداً لإنجاح الحدث، كما أعربت عن أملها لتشجيع قيادة الدراجة في الأرياف والمدن.
أما فيما يخص أسعار الدراجات، أشار مراسل "شام إف إم" في دمشق لبرنامج "البلد اليوم" أن أسعار الدراجات الهوائية اليابانية السياحية ذات المواصفات الجيدة تتراوح بين 900 ألف ليرة ومليون و300 ليرة، فيما يتراوح سعر الدراجات الهجينة المناسبة لطرقات المدينة وأريافها، والجبلية المخصصة للطرقات الوعرة ما بين مليون ونصف ليرة و3 ملايين.
وحول أسعار الدراجات الكهربائية، بيّن مراسلنا أنها قد تصل إلى 9 ملايين ليرة، ويُضاف إليها مليوني ليرة للبطارية، فيما يمكن أن يصل سعر الدراجة النارية إلى 14 مليون ليرة.
يمكن اعتبار استعمال الدراجة الهوائية في التنقلات حلّاً مستداماً للكثير من الأشخاص، وهو حل يعود بالفائدة من نواحٍ عديدة، واستغلالها قد يساعد على تحسين نمط الحياة ونوعيتها.