الدراما التلفزيونية تغذي الخلافات بين "حماس" و"فتح"

يبدو أن الدراما التلفزيونية دخلت على خط الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية فبعد أيام من تكريم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأسرة مسلسل ما ملكت ايمانكم الذي ينتقد التطرف الاسلامي، هاهو التلفزيون الفلسطيني يعرض مسلسل "الجماعة الذي يتعرض لؤسسها حسن البنا بطريقة أزعجت "الأخوان المسلمين: في مصر والذين رأوا في الأمر سياسة موجهة لتشويه صورة الجماعة.
وانتقل الخلاف إلى فلسطين بعد قرار التلفزيون الفلسطيني عرض المسلسل، فقد أصدرت حركة حماس بياناً أدانت فيه إدارة تلفزيون فلسطين لعرضها المسلسل واعتبر بعض قيادتها أن عرض المسلسل في هذا الوقت يشكل ضربة لجهود المصالحة الفلسطينية.
وقالت «حماس» : «سلطة رام الله ليست فقط غير جاهزة للمصالحة، بل إن من مصلحتها إبقاء حال الانقسام، وعرض مسلسل «الجماعة» يأتي في هذا السياق».
ورد مدير التلفزيون الفلسطيني عماد الأصفر على «هذه الاتهامات التي ساقتها حركة حماس بحق التلفزيون وإدارته بسبب عرض مسلسل مصري الإنتاج، سبق وعرض في عشرات القنوات الفضائية في رمضان الماضي، بل حصد عدداً من الجوائز في مناسبات كأفضل عمل درامي في رمضان».
ونقلت صحيفة الحياة اللندية عن الأصفر قوله: «أستغرب الحديث غير المعقول، والذي لا يمكن أن يتصوره أحد، ويربط بين عرض المسلسل وتعطيل جهود المصالحة المتعطلة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولم يكن تلفزيون فلسطين يعرض المسلسل طوال هذه الفترة».
وأشار الى انه «لو كانت «حماس» تريد المصالحة لما تذرّعت بعرض مسلسل على تلفزيون فلسطين. هذه حجج فارغة، لأنه إذا توفرت إرادة المصالحة لا يمكن أن يعطلها مسلسل».
ونفى الأصفر أن تكون ثمة أهداف سياسية من وراء عرض مسلسل «الجماعة»، بخاصة أنه مسلسل ناجح من الناحية الفنية، سواء على مستوى النص أو الأداء أو الإخراج. ويقول: «كان يجب على «حماس» أو «حركة الإخوان المسلمين» أن تفخر بإنتاج عمل درامي ضخم حولها، وهو عمل مدقَّق وفق الأصول من كبار الباحثين في مصر، ومن شخصيات عاصرت تلك المرحلة، ومن عدد من أبناء الحركة... وإن كان ثمة من يرون فيه إبرازاً لأخطاء الحركة، فلا يوجد اي تنظيم سياسي بلا أخطاء، والذكي من يتعلم من أخطائه».
وكانت فضائية «الأقصى» التابعة لحركة «حماس»، قد أنتجت في السنوات الثلاث الماضية، سلسلة أفلام كارتونية موجهة للأطفال تتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة «فتح» بالخيانة والجاسوسية... بل وتربي النشء في غزة على أن أتباع «فتح» يحرقون المساجد وينزعون الحجاب عن الفتيات في رام الله وسائر مدن الضفة الغربية، وهو ما أثار «فتــح» وعدداً من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات أهلية، لخطورة «تكريس مفاهيم خاطئة قد تتغلغل في نفوس الأطفال وتكرس الانقسام وتزيد من شحنة الغل المتبادل بين «فتح» الضفة و «حماس» غزة».
شام نيوز