الدردري في البنك الدولي

تردد بعض صالونات السياسة في العاصمة اللبنانية معلومات مكتومة عن "لجوء" نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الإقتصادية عبدالله الدردري إلى بيروت. وتقول إنه وصل قبل نحو شهر ونصف من دون ضجة ولا صخب إعلامي، بذريعة "قبول دعوة للمشاركة في اجتماع خبراء اقتصاديين نظمته إحدى وكالات الأمم المتحدة" في بيت الأمم المتحدة بالوسط التجاري.

ونقلا عن مشاركين في هذا الإجتماع، فإن "عبد الله الدردري الذي خسر منصبه الرسمي في التغيير الوزاري الأخير

لفت أنظار المشاركين من العرب والأجانب بالنكات والخبريات الساخرة من أجهزة الأمن السورية ومقدار غبائها وقمعها للشعب وكرهه لها".

وبعد أقل من أسبوعين على هذه المشاركة المفاجئة، اكتشف بعض "المعنيين" في بيروت أن المسؤول السوري السابق المذكور، قد شارك في اجتماع الخبراء المشار إليه للتغطية على الهدف الأساسي ألا وهو التوقيع على اتفاقية تعاقد للعمل كموظف في صندوق النقد الدولي، مقيم في بيروت، وأن رئيس الحكومة اللبناني السابق فؤاد السنيورة دعمه للحصول على المنصب "الدولي" الجديد.

وقد درس الدردري العلوم الإقتصادية في لندن، ويعتبر "مهندس" السياسات النيوليبرالية في سوريا. وكان كاتبا في جريدة سعودية، ثم صار موظفا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وثمة من يرى أن إسناد هذه "الوظيفة الدولية" إلى الدردري تعد مكافأة له، على "التزامه" بتطبيق برامج صندوق النقد في الإقتصاد السوري طيلة السنوات الماضية، الأمر الذي خلق أساسا ماديا للأحداث الإجتماعية والسياسية الحالية.

وكان لوحظ أنه أثناء انعقاد "اللقاء التشاوري للحوار الوطني" برئاسة السيد فاروق الشرع نائب الرئيس السوري، اتهم مشاركون كلا من رئيس الحكومة السابق ناجي العطري ووزير الاقتصاد في حكومته عبدالله الدردري بأنهما قد "ضلّلا القيادة السورية على مدى سبع سنوات بقولهما ان نسبة النمو هي 7,5 في المئة خلافاً للواقع".