الدم في آلة المال والأعمال

د. قاسم المقداد - تشرين
في الغرب يعرفون تماماً من يتحكم بمصائرهم المالية ، ومن يفتعل الأزمات عندهم ، ويفكك ويوحد الجغرافيا والتاريخ وفقاً لبعض المصالح العائلية المالية التي تدير شؤون الاقتصاد الغربي والعالمي.
المنظومة المصرفية الأميركية تديرها أربعة مصارف هي بنك أميركا وجبي مورغان شاس وسيتيغروب آند ويلز.. وهذه المصارف يملكها فرسان النفط الأربعة وهي إكسون موبيل ، ورويال دوتش شل ، وببآمكو وشيفرون تيكساكو. لكن هل يتوقف الاحتكار عند حدود النفط ؟ أبداً . إنه يتعداه إلى الإعلام والصناعات ذات التقنيات الرفيعة.. الخ. ويؤكد العارفون أن أحد عمالقة ثروة الأوليغارشية العالمية المالكة للشركات المصرفية المتحالفة هو US trust corporation الذي تأسس في عام 1853، وقد آلت ملكيته اليوم إلى بنك أميركا. ويقال إن والتر روتشيلد أحدث مديري ترست كوربورايشن ومديره الشرفي. والكل يعرف من هي عائلة روتشيلد ودورها في احتلال فلسطين. إن 80% من أسهم بنك نيويورك الفيدرالي، الذي يعد أقوى فروع البنك المركزي الأميركي مملوك من قبل ثماني عائلات ، منها أربع عائلات تقيم في الولايات المتحدة الأميركية والأربع الأخرى موزعة على باريس وروما وهامبورغ في ألمانيا.. وتؤكد المعلومات أن عشرة مصارف فقط تهيمن على 12 فرعاً من فروع المصرف المركزي الأميركي. والجدير بالذكر أن العائلات التي تملك تلك المصارف وشركات النفط ترتبط ببعضها بعلاقات مصاهرة قديمة تعود إلى بداية القرن العشرين. هذه العائلات المالية تحمي مصالحها بآلة إعلامية هائلة . فإذا خطر ببال أحدهم أن يتعرض لها بأي سوء تسارع تلك الآلة الإعلامية إلى التكذيب ، بل و إلى العقوبات المتنوعة ، بحيث تتمكن من إسكات أي طرف يمكنه تناولها بشكل سلبي. ولمن لا يعرف فإن أغلب قادة الاحتلال الأميركي للعراق كانوا مرتبطين بتلك الشركات النفطية أو بالمصارف المهيمنة عليها أو المرتبطة بها ( كوندوليزا رايس ، جورج بوش الأب والابن ، كولن باول الخ..). وقد عمل هؤلاء وبكل الوسائل على تجيير النفط العراقي لمصلحة الشركات التي يعملون من أجلها ، والتي تمتد إلى دول الخليج العربي كلها من دون استثناء ( من يتذكر فضيحة اليمامة التي تمكن الإعلام العائلي من التعمية عليها وطمسها ؟). بعض المتخصصين في الشؤون الاقتصادية والمالية من الغربيين يركزون اليوم جهودهم على تحليل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالغرب في هذه الأيام . ويبدو أن نتائج دراساتهم بدأت بالظهور وعنوانها الأساسي:» ابحثوا عن تلك العائلات المصرفية والنفطية لكي تروا جذور الأزمة. ويتذكر هؤلاء الأزمة الكبيرة التي عصفت بالولايات المتحدة في الثلاثينيات ، فكانت الحرب العالمية الثانية التي أشعلها هتلر الذي يقال إنه الابن غير الشرعي لروتشيلد النمساوي. ومن منا لا يتذكر غضب المضارب المالي الشهير سوروس على « النمور الآسيوية» التي استطاع ، مع حلفائه إسقاط تلك التجربة الاستقلالية الرائدة في العالم الثالث ، أو على الأقل إعادة من قاموا بها إلى « الحظيرة المالية العائلية الغربية». هل ستدفع المنطقة العربية الشرقية ثمن صراع فيلة المال والأعمال بذرائع مختلفة؟ وهل يتدارك المعنيون هذا الخطر القادم من خلال توطيد الوحدة الوطنية في بلدانهم والحفاظ على كرامة شعوبهم وتحصينهم في وجه الغزوة القادمة أم إنهم سيكونون شركاء فيما يعلمون أو لا يعلمون مما هو قادم؟