الذكرى الرابعة لإعدام الرئيس العراقي صدام حسين

  

يصادف اليوم 30 كانون الاول  2010 الذكرى الرابعة لإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي أدانته المحكمة العراقية الخاصة بارتكاب جرائمِ حرب وجرائم ضد الانسانية في ما عرف بقضية "الدجيل".

وقد أثارت ملابسات إعدام صدام حسين وتوقيته، الذي تزامن مع عيد الاضحى، ردود فعل واسعة عبر العالم.

وكما في سنوات حكم صدام الخمس والثلاثين كانت محاكمته وكان إعدامه مثار جدل بين أنصاره وغرمائه. فقد رأى أنصاره في العراق وفي الدول العربية فيه رمزا لنظام وطني خسر مجده ثم حياته لأنه لم يساوم على عروبة ووحدة العراق واستقلالية قراره.

بينما رأى فيه غرماؤه من العراقيين أيضا ومن سواهم، حاكما مستبدا قمع الجموع وضيّع البلاد لاهثا خلف أوهامه.

هذا ولم يحسم الجدل بعد بين من يرون في إعدام صدام حسين عملا انتقاميا فاقدا لكل شرعية وبين من يعتبرونه تنفيذا للعدالة.

صدام حسين كان الرئيس الخامس للعراق، وقد شغل منصبه هذا بين عامي ١٩٧٩ و٢٠٠٣، وجاء خلفا للرئيس أحمد حسن البكر، وكان قبل ذلك نائبا لرئيس الجمهورية بين ١٩٧٥ و١٩٧٩، وهو مولود في ٢٨ أبريل ١٩٣٧ في قرية العوجة قرب مدينة تكريت، وقد ولد بعد وفاة والده فكفله خاله وتزوجت أمه وأنجبت لهُ ثلاثة إخوة، ثم انتقل لبغداد والتحق بالثانوية الوطنية، ثم بكلية الحقوق.

وفي ١٩٥٧ انضم الى حزب البعث وعمل مدرسا في مدرسة ثانوية، وكانت القومية العربية التي دعا إليها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر دافعاً للبعثيين الشباب مثل صدام، وفي ١٩٥٨ قامت مجموعة من ضباط الجيش بقيادة عبدالكريم قاسم بالإطاحة بالملك فيصل الثاني.
 
وعارض البعثيون الحكومة الجديدة، وفي ١٩٥٩ تورط صدام في محاولة فاشلة لاغتيال عبدالكريم قاسم، إلى أن تم إسقاط حكومة قاسم، وصار عبدالسلام عارف رئيساً للجمهورية، ثم قام قادة حزب البعث بإقالة عبدالسلام عارف، وشغل صدام منصب سكرتير حزب البعث في ١٩٦٨، وسرعان ما أصبح عضواً قيادياً فيه، وشارك في انقلاب سلمي بقيادة أحمد حسن البكر للإطاحة بـعبدالرحمن عارف، حيث صار أحمد حسن البكر، رئيساً، وصدام نائباً له، لكنه كان الطرف الأقوى في الحزب.
 
وبحلول عام ١٩٦٩ كان لصدام القوة الأكبر في الحزب، وقام بتأسيس جهاز المخابرات العراقي، وعين من يثق به في المناصب الأمنية المهمة، ثم استقال أحمد حسن البكر في ١٦ تموز ١٩٧٩، وأصبح صدام الرئيس الجديد للعراق.
وبعد الثورة الإسلامية في ايران ووصول الخمينى للسلطة، اندلعت حرب حدودية بين العراق وإيران لعدة سنوات على شط العرب، واستمرت حتى ١٩٨٨، ثم قام بغزو الكويت عام ١٩٩٠ فكان ذلك بداية النهاية لحكمه وحياته.
وفي ١٦ كانون الاول ١٩٩٨ شنت الولايات المتحدة مع بريطانيا عملية ثعلب الصحراء متذرعة برفض الحكومة العراقية الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية، وبعد سقوط بغداد ظلت أخبار صدام مجهولة إلى أن أعلن الحاكم المدني فى العراق بول بريمر عن القبض عليه، مساء ٦ كانون الاول ٢٠٠٣ في مزرعة قرب تكريت وحوكم.
وفى ٥ تشرين الثاني ٢٠٠٦ حُكِم عليه بالإعدام شنقاً، ونُفّذ الحكم في مثل هذا اليوم ٣٠ كانون الاول ٢٠٠٦ أول أيام عيد الأضحى المبارك.