الذكرى السادسة لرحيل الفنانة ربا الجمال .. صوت استثنائي غاب باكرا

بدأت المطربة السورية الراحلة زوفيناز قره بتيان المشهورة بلقب ربا الجمال مسيرة الصوت الغنائي الرخيم منذ الطفولة المبكرة حيث لفتت الأنظار إلى صوتها وهي في عمر الحادية عشرة ثم اعتمدت مطربة في إذاعتي دمشق وبيروت عام 1979 وكان عمرها آنذاك 13 سنة ليكون غناؤها من خلال الإذاعتين الانطلاقة الفعلية لصوت لم تشهد الساحة العربية مثيلاً له برأي كبار النقاد والدارسين في مجال الغناء والصوت والموسيقا.
دخلت ربا الجمال مشوارها العالمي أيضاً في وقت مبكر فالشابة التي ذهبت إلى باريس ولندن لتدرس الطب وفقاً لرغبة أهلها اتجهت إلى الغناء ولفت صوتها أنظار مدير الأوبرا في باريس حيث وجد فيه ميزات متكاملة لغناء السوبرانو فتم على هذا الأساس إشراكها في مسابقة ماريا كالاس حيث نالت المرتبة الأولى أمام أكثر من ثلاثين صوتا نسائيا أوروبيا متميزا ووصف صوتها بأنه أفضل صوت قرار سوبرانو في العالم وغنت على أهم مسارح العالم مثل اليلدزلار و الكونكورد.
وعلى الصعيد العربي تبنى صوتها الموسيقار الفلسطيني رياض البندك حيث لحن لها العديد من الأغنيات إلا أن شهرتها العربية انطلقت بشكل أوسع بعد زيارتها للقاهرة إثر مشاركتها في حفل المؤتمر الرابع للموسيقا العربية عام 1995 والذي اقيم في سحاب حيث غنت فيه العديد من الأغاني الطربية كان منها ..أنت عمري..عودت عيني.. يا ليلة العيد ..ح قابلو بكرة و افرح يا قلبي, والتي أذهلت الحاضرين بأدائها لها وظلوا واقفين يصفقون لها لمدة ربع ساعة وبقيت تلك الأغاني الكلثومية التي غنتها ربا الجمال بمثابة أرشيف خالد ما زال يتناقله عشاق الفن الأصيل حتى وقتنا هذا.
لحن لربا الجمال أهم ملحني مرحلة الثمانينيات والتسعينيات مثل وديع الصافي,رياض البندك,سهيل عرفة ,نجيب السراج,صفوان بهلوان ,فاروق الشرنوبي,سعيد قطب,ماجد زين العابدين,أمير مجيد,عماد توفيق كان من أشهر أغانيها لماذا تخليت عني للشاعر السوري نزار قباني وأغنية لن أعود إلا أن قصر مسيرتها الفنية التي اختتمت بالموت المبكر لم تتح لها إصدار إلا ألبوم واحد بعنوان صعبها بتصعب الذي ضم أعمالها الخاصة مثل فاكر ولا ناسي, صعبها بتصعب هونها بتهون, أما باقي أغانيها وحفلاتها فمعظمها حفلات طربية تألقت فيها باعادة غناء مجموعة من أغاني أم كلثوم وأسمهان.
واشتهرت حفلتها في تأبين الموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب حيث غنت قيس وليلى بالاشتراك مع وديع الصافي.
كانت ربا الجمال ميالة إلى الغناء على المسارح ولم تصور الفيديو كليب بسبب عدم اقتناعها بهذا النموذج لعرض الأغنية.
توفيت ربا الجمال منتصف شهر نيسان عام 2005 في ريعان شبابها تاركة أرشيفاً طربيا يعتبر من أرقى ما تم تسجيله في مكتبة الموسيقا العربية ليخلد صوتها كصوت سوري تميز على صعيد عالمي ونال جائز عالمية مثل جائزة ماريا كالاس وجائزة المايكروفون الذهبي ,الطبق الذهبي كأفضل صوت عربي وغيرها.
قال عنها الناقد الموسيقي صميم الشريف إنها صوت خارق لم يسمع مثيل له منذ خمسين سنة وقال الموسيقار محمد سلطان إن ربا الجمال إذا قبلت أن تبقى في القاهرة لعام واحد فإن ذلك سيجعل منها أهم مطربة في عصرها ووصفتها الصحافة التونسية بأنها صوت كلثومي بامتياز.
سانا