الرأي الأردنية- ذباب البحر الميت

كنا مجموعة من ممثلي منظمات المجتمع المدني في منطقة البحر الميت خلال عطلة نهاية الاسبوع الفائت. حيث امضينا يومي الخميس والجمعة في احد منتجعاتها السياحية المهمة.
وكانت مناسبة التواجد هناك إطلاق ائتلاف لمنظمات المجتمع المدني لدعم البرامج الصحية بشكل عام ، برنامج الشفافية الدوائية بشكل خاص. وذلك تحت مظلة مجلس المجلس الصحي العالي.
اللافت هناك ان المنتجعات تشهد نشاطا سياحيا ملحوظا، ببعديه المحلي والخارجي. لدرجة ان نسبة الاشغال وصلت إلى مئة بالمئة. وكانت مختلف مرافق المنتجعات تغص بالزوار رغم أن الطقس ما يزال صيفيا ، وما زالت درجات الحرارة مرتفعة بعض الشئ.
ويتوقع العاملون في تلك المنتجعات أن يزداد عدد روادها بشكل كبير مع نهاية الشهر المقبل، وطيلة فصلي الخريف والشتاء. سواء على صعيد السياحة الخارجية أو الداخلية. وبالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة.
ومع جمال المنطقة، واعتبارها من أكثر المناطق جذبا للسياحة بحكم أنها اخفض منطقة في العالم، وان في مياه البحر الميت من الميزات العلاجية والاستشفائية ما يؤهلها لأن تكون منطقة مكتظة على مدار السنة، فقد توقف العديد من رواد المنطقة عند ظاهرة انتشار الذباب هناك.
وهي ظاهرة يمكن أن تكون لافتة، بحكم ان الذباب المنتشر هناك من نوع خاص يصفه الرواد بانه « ذباب ثقيل الدم».
المقصود بذلك ليس تصنيف انواع الذباب إلى ثقيل دم « و « خفيف دم» وإنما الاشارة إلى ان هذا الذباب لا يستجيب لمحاولات طرده. ويصر على الالتصاق باجساد الرواد مهما تكررت محاولات طرده.
ويقول بعض العاملين في تلك المنتجعات ان ذباب الاغوار بشكل عام، وذباب البحر الميت بشكل خاص نجح في تطوير نفسه ليتكيف مع بعض أنواع المبيدات الحشرية التي يتم استخدامها لمكافحته. وبالتالي فان حملات المكافحة تكون في غالبيتها غير مجدية.
ومن بين ما يردده البعض من سكان المنطقة ان البعض من ذباب الأغوار ينجح في الهرب من حملات المكافحة التي تتم غربي النهر. ويجد المكان المناسب لتكاثره في شرقي النهر بحكم الآلية المتبعة في التعامل مع الاسمدة ، وبخاصة الطبيعية منها. والتي تؤسس لبيئة خصبة لتكاثر ذلك الذباب.
وفي الوقت نفسه عدم نجاح المنتجعات والهيئات المختصة في تطوير آلية مكافحة تمنعه من التكاثر. ومن ثم الوصول إلى المناطق السياحية ، وتحديدا المغطس والبحر الميت. الامر الذي يعني بقاء المشكلة المؤرقة.
لا أدري إن كان هذا المطلب صعب المنال. لكن بعض المقولات تتحدث عن نجاحات حققها الجانب الاسرائيلي في مجال المكافحة. وعن آليات تقرر اعتمادها لكن بعض المتنفذين يرفضون تطبيقها حتى الان في مجال استخدامات الاسمدة في المزارع ، وبالتالي بقاء المشكلة كما هي.
فهل من سبيل لحل جذري للمشكلة ؟
سؤال برسم الاجابة يردده المعنيون في القطاع السياحي ، وتحديدا في منطقة الاغوار.
الرأي - احمد الحسبان