الرأي الكويتية - تركي العازمي - الغزو العراقي بعد عقدين من الزمان...

بعد عــــقديـــن من الزمان على غزو العراق لنا تبقى الحال مشــابهة لما كـــانت عليه... وقــــد نعتقد بأن عراق الحرية قد تجاوز صفحـــة الماضي وأن الغزو مرتبط بصدام حسين، وقد نفسر الأمور حسب المنطق ولكن الأحداث تسير ضاربة بعرض الحائط كل أبجديات الفكر المنطقي.
ما زلنا نتهم بأننا وراء تأخر العراق، واستمرار الديون العالقة، والالتفاف على مطالبات الخطوط الجوية كويتية بعد إشهار إفلاس العراقية، وما زلنا نرى تجمعات تهتف ضدنا و... وفوق هذا تصريح مندوب العراق في جامعة الدول العربية: فبالله عليكم أي منطق يقبل بهذا!
التاريخ يقول ان أي ثقافة اجتماعية تترسخ حول مفهوم اجتماعي معين كمفهوم الثقافة العراقية تجاه الكويت، فالتغيير يحتاج إلى جيل كامل كي تتغير، طبعاً هذا في حال تم العمل على غسل العقلية العراقية بمنهاجية تنص على أن الكويت هي الكويت، والعراق قد أخطأ في حقها، وإن لم يحصل فستبقى الأفكار البائدة هي المحرك لحالة العداء التي تعاني منها بعض المجاميع العراقية، ما يعكر صفو العلاقة بين البلدين.
نحن نرغب في فتح صفحة جديدة، نرغب في الأمان للعراق، ولكن التاريخ يخالف ما نرمي إليه فأحداثه من الجانب العراقي تعطي مؤشرات مغايرة لما نحن وبحسن نية وشفافية نبحث عنه في المقابل من عراق اليوم... طبعاً ليس ضعف، وأكرر ليس ضعف، ولكن هذا هو واقع سلوكيات المجتمع الكويتي حكومة وشعباً تجاه البلاد المجاورة على مر العقود.
هذا على صعيد الثقافة الاجتماعية، أما على صعيد السياسة فنحن لسنا طرفاً في الغزو العراقي للكويت، ولا طرفاً في العقوبات التي فرضت على العراق، ولا جزءا محركا للسلوكيات التي تحدث على الخريطة العراقية... هذه فعلة صدام حسين وحصلت ولكن ليبحث إخواننا العراقيون عن آثار صدام إن كانت باقية أم لا؟
حري في الأخوة العراقيين معرفة متطلبات الأمة العربية والإسلامية في عصر نجد فيه المنطقة تغلي سياسياً، وباتت الفرص تتناثر من حولنا ليلتقفها كل من هو تواق لتدهور العلاقة بين الشعوب العربية والإسلامية في الجزيرة العربية والشرق الأوسط وبقية البلدان الإسلامية... والله المستعان.