الرئيس الأسد: العلاقات السورية الإيرانية مستقرّة وثابتة رغم العواصف السياسية والأمنية

الرئيس الأسد

قال الرئيس بشار الأسد خلال المحادثات الموسّعة مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنّ العلاقات السورية الإيرانيّة غنيّة بالمضمون، غنيّة بالتجارب وغنيّة بالرؤية التي كوّنتها، ولأنّها كذلك كانت خلال الفترات العصيبة علاقةً مستقرّة وثابتة بالرّغم من العواصف الشديدة السياسية والأمنـية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف الرئيس الأسد أنّ هذه العواصف التي غيّرت مفاهيم ونسفت أسساً ودمّرت دولاً بأكملها لكنّها لم تتمكّن من التأثير على الرؤية الثابتة المشتركة بين بلدينا للأحداث التي كانت تمر، مضيفاً “أثبتت هذه الرؤية المشتركة أنّها مستندة إلى أسسٍ صحيحة وثابتة، ومستندةٌ إلى قيمٍ ومبادئ وعقائد، ومستندة وهو الأهم إلى مصالح الشعوب وسيادتها واستقلالها".

وقال الرئيس الأسد: “عندما شُنّت الحرب ضدّ سورية منذ اثني عشر عاماً لم تتردّد إيران في الوقوف إلى جانب سورية بالرغم من التهديدات والمغريات أيضاً، ولم تتردّد في تقديم كلّ الدعم السياسي والاقتصادي بل قدّمت دماءً، والدّماء هي أغلى شيء يمكن أن يقدّمه الإنسان لأخيه الإنسان”.

بدوره قال رئيسي: "إنّ سورية حكومة وشعباً اجتازت مصاعب كبيرة، واليوم نستطيع القول بأنكّم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل وحققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدّكم"، مضيفا “نحن نشهد حالياً أن التطورات والتغييرات السياسية في المنطقة وفي العالم كثيرة، لكن العلاقات بين البلدين لم ولن تتأثّر بهذه التغييرات والتطورات، وأعتقد أن الظروف الآتية والقادمة ستكون أيضا كذلك، وهذه العلاقات لن تتأثر بالتغييرات والظروف في العالم والمنطقة”.

وتابع رئيسي أنّ "تحليلنا بالنسبة لظروف اليوم الذي يعيشه النظام العالمي، نحن نعتقد بأن النظام الرّاهن قد تغير، واختلف مع الظروف الماضية، نحن نؤمن ونعتقد بأن النظام الحالي هو يصبّ لصالح جبهة المقاومة ويضرّ بالأعداء”.

ووقّع الرئيسان الأسد ورئيسي مذكرة تفاهم لخطّة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين البلدين، ومذكّرة تفاهم للتعاون في المجال الزراعي والاعتراف المتبادل بالشهادات البحرية، كما وقّع الرئيسان محضر اجتماعٍ للتعاون في مجال السكك الحديدية والطيران المدني ومذكّرة تفاهمٍ في مجال المناطق الحرّة والنفط.

وكان الرئيسان الأسد ورئيسي قد بحثا العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وسبل تطويرها، كما تناولت المباحثات التطورات في منطقة الشرق الأوسط وانعكاس التغيّرات العالمية على المنطقة، وتوحيد الجهود من أجل استثمار هذه التغيرات لصالح البلدين وشعوب المنطقة.

واستقبل الرئيس الأسد نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في وقت سابق اليوم، وسط مراسم استقبالٍ رسميّة لدى وصوله إلى قصر الشعب، ثم عُزف النشيدان الوطنيان السوري والإيراني.

ووصل رئيسي إلى مطار دمشق الدولي في زيارة رسمية تستغرق يومين، يرافقه وفد وزاري سياسي واقتصادي كبير.