الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة ألمانية

اعتبر السيد الرئيس بشار الأسد أن التحدي الأهم والأكبر الذي تواجهه المنطقة يتمثل بالتطرف الذي يحدث انزياحا في مجتمعاتنا ويبعدها عن الاعتدال مؤكدا أن ما من شك أن سورية ستقضي على الإرهابيين على أرضها.
وحذر الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ الألمانية من أن أي لعب بالحدود في هذه المنطقة يعني إعادة رسم خارطة لمناطق بعيدة جدا موضحا أن السبب الرئيسي في إطالة آمد الأزمة في سورية يعود إلى العامل الخارجي الذي يسعى سياسيا وعسكريا لذلك.
وأكد الرئيس الأسد أن سورية مدت يدها منذ اليوم الأول لكل من يرغب بالحوار وأنها منفتحة على أي معارضة لا تحمل سلاحا ولا تدعم الإرهاب ولديها برنامج سياسي معبرا عن أمله بان يكون مؤتمر جنيف محطة مهمة لدفع الحوار وأن ينجح هذا المؤتمر بمنع تهريب السلاح والإرهابيين إلى سورية.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
السؤال الأول: سيادة الرئيس.. كيف ترون الحالة في بلدكم... لقد فقد الجيش السوري أجزاء واسعة من سورية.. أي أن هذه المناطق تبقى بعيدة عن السلطة المركزية.. كيف ترون الوضع؟
السيد الرئيس: سؤالك بحاجة لوضع الأمور في موضعها الصحيح.. نحن لسنا في حرب نظامية حتى نفقد السيطرة عن أجزاء ونسيطر على أخرى.. لسنا جيشا مقابل جيش.. وبالتالي أرض محتلة نخرج العدو منها.. إنما نحن جيش مقابل عصابات.. صحيح أن الجيش لم يرد الدخول إلى مكان إلا وتمكن من الدخول إليه وبالتالي نحن نستطيع أن نسيطر على أي مكان ندخل إليه.. لكن في نفس الوقت الجيش لا يتواجد .. وليست مهمته أن يتواجد .. في كل نقطة في سورية.
الأهم من السيطرة وعدمها أن مطاردة الإرهابيين لها ثمن كبير.
المشكلة ليست أن تكون في مكان ما أو لا تكون ولا شك لدينا بأننا سنقضي على الإرهابيين تماما على أرضنا لكن المشكلة هي بالتخريب الذي يلحقه الإرهابيون بالبلاد.. ما هو الثمن... بكل الأحوال نحن دفعنا ثمنا كبيرا.. صحيح أن الوضع ليس مثاليا في كثير من الجوانب لكن التحدي الأكبر الذي يواجهنا سيكون فعليا بعد انتهاء الأزمة.
العامل الخارجي يسعى سياسيا وعسكريا لإطالة أمد الأزمة
السؤال الثاني: في مقابلتكم الأخيرة مع قناة المنار استشفينا أنكم تحضرون الشعب لمعركة طويلة.. هل تعتقدون ذلك؟
السيد الرئيس: لا.. ليس مع قناة المنار.
منذ الأيام الأولى كنت أسأل دائما متى ستنتهي الأزمة.. وكان جوابي انها قد تستمر لفترة طويلة.. ذلك لأن العامل الخارجي كان واضحا فيها.
فأي أزمة داخلية فقط ستنحو بأحد اتجاهين.. إما أن تحل نهائيا وتنتهي وإما تتطور لحرب أهلية.. لم يحصل لا هذا ولا ذاك.. والسبب يعود للعامل الخارجي الذي يسعى سياسيا وعسكريا لإطالة أمد الأزمة.. وأستطيع القول انني كنت محقا في هذا التوقع.
الإعمار الحقيقي هو إعادة إعمار العقل والايديولوجيات والمفاهيم
السؤال الثالث: سيادة الرئيس.. إن الدمار الذي حصل في سورية كبير.. كيف تتوقعون أن تتجاوزوا هذا الدمار الكبير؟
السيد الرئيس: كما تجاوزتموه أنتم في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.. وكما تجاوزته كثير من الشعوب بعدما مر بها من حروب طالما أن هناك شعبا حيا فهو من سيبني الأرض ويقوم بالعمران.
كما أعدنا إعمار أنفسنا وبلادنا في السابق.. سنعيد إعمارها مرة أخرى مستفيدين من كل ما سبق.
سؤالك ربما يكون حول التمويل.. نحن شعب.. ومنذ زمن بعيد منتج لما يحتاج.. الأكيد أنه علينا أن نكون أكثر إنتاجا مما كنا عليه بسبب ما نمر به.. وقد يستغرق الأمر وقتا.. لكن هذا ما سنقوم به بإرادتنا وقوتنا وتعاضدنا.
لا شك أيضا أن الدول الصديقة مدت وتمد لنا يد المساعدة.. ربما تصل حتى للقروض.. لكن في النهاية سنعيد إعمار بلادنا.. الأصعب هو إعادة إعمار نفوس من تضرروا.. فكيف لك أن تمحو الآثار الاجتماعية للأزمة وعلى رأسها التطرف... أعتقد أن الإعمار الحقيقي هو إعادة إعمار العقل والايديولوجيات والمفاهيم.. فالحجر غال لكن البشر أغلى.. والتحدي هو أن نعيد بناء البشر والحجر.
أي إعادة رسم للخريطة في المنطقة ستكون عبارة عن خريطة لحروب كثيرة في الشرق الأوسط لن يكون أحد قادرا على إيقافها
السؤال الرابع: سيادة الرئيس.. في إطار الأزمة أصبحت بعض المناطق تعتمد أكثر وأكثر إما على ذاتها أو على الخارج.. هل تعتقدون أنه سيكون هناك انزياح بشكل ما في الحدود القائمة؟
سيادة الرئيس: هل تقصد داخل سورية أم في المنطقة بشكل عام...
الصحفي: المنطقة بشكل عام .. بعد مئة سنة على اتفاقية سايكس بيكو.
السيد الرئيس.. بعد مئة عام على سايكس بيكو.. أنت تتحدث الآن عن إعادة رسم الخريطة في المنطقة بشكل عام ومن ضمنها سورية.. دعني أشبه لك سورية بقوس معماري قديم.. فالحجر في قمة القوس هو ما يستند عليه القوس كاملا.. عندما تسحب هذا الحجر ينهار ذلك القوس.
لنسقط ذلك على المنطقة.. بل وعلى العالم.. أي لعب بالحدود في هذه المنطقة يعني إعادة رسم خارطة لمناطق بعيدة جدا.. فهذا له تأثير الدومينو الذي لا يستطيع أحد التحكم به.
قد تستطيع إحدى الدول الكبرى أن تبدأ بهذه العملية.. لكن أحدا بما فيها هذه الدولة كائنة من كانت لن تستطيع أن توقفها في مكان ما وخاصة أن هناك اليوم حدودا اجتماعية جديدة في الشرق الأوسط لم تكن موجودة خلال سايكس بيكو.. حدود طائفية.. عرقية.. إضافة للسياسية ما يجعل الوضع أكثر تعقيدا بكثير.
إن أي إعادة رسم للخريطة في المنطقة.. لا يستطيع أحد أن يعرف بعدها كيف سنكون.. لكن الأغلب أنها ستكون عبارة عن خريطة لحروب كثيرة في الشرق الأوسط لن يكون أحد قادرا على إيقافها.. من الأطلسي إلى الهادي.
التحدي الأول وهو الأولى هو إعادة الأمن والاستقرار.. أما التحدي الثاني فهو إعادة الإعمار.. لكن التحدي الأهم والأكبر هو الوقوف في وجه التطرف
السؤال الخامس: سيادة الرئيس.. كيف ستبدو المنطقة خلال السنوات القادمة.. كيف سيكون شكلها؟
السيد الرئيس: إذا استبعدنا سيناريو التقسيم المدمر الذي كنت تسأل عنه في سؤالك السابق.. فأنا أعتقد أنه سيكون هناك سيناريو معاكس تماما وإيجابي بالمطلق.. وهو يعتمد على كيفية تصرفنا كدول وكمجتمعات.
هذا السيناريو يعتمد على تحديات.. التحدي الأول وهو الأولى هو إعادة الأمن والاستقرار.. أما التحدي الثاني فهو إعادة الإعمار.. لكن التحدي الأهم والأكبر هو الوقوف في وجه التطرف.. لأنه بات واضحا أن هناك انزياحا في مجتمعات المنطقة وابتعادا عن الاعتدال وخاصة في الجانب الديني.. السؤال هنا.. هل نستطيع أن نعيد هذه المجتمعات إلى مكانها الطبيعي كما كانت عبر التاريخ... هل يستطيع كل هذا التنوع الغني أن يعيش مع بعضه البعض بشكل طبيعي... ودعني في هذا السياق أوضح بعض المصطلحات.. فهناك من يقول تسامح وهناك من يقول تعايش.. أما ما كنا فيه هنا وما يجب علينا أن نعيده كما كان فهو التجانس.. إن الأمر لا يتعلق بالتسامح فإذا كنت متسامحا فسيأتي يوم وتتوقف عن التسامح مع الطرف الآخر.. ولا يتعلق بالتعايش لأنك تتعايش مع من يخالفك تماما.. أما التجانس فهو تماما ما كان يميزنا في هذه المنطقة.. لا يمكن لك أن تقول أن يدك تتعايش أو تتسامح مع قدمك.. فيدك تتجانس مع يدك الأخرى وتكمل الواحدة دور الأخرى إنه العيش المشترك.
التحدي الأخير هو الإصلاح الذي نريده.. والسؤال دائما ما هو أفضل نظام سياسي يبقي مجتمعنا متماسكا.. النظام الرئاسي.. نصف الرئاسي.. برلماني.. ما هو قانون الأحزاب المناسب... أنتم في ألمانيا لديكم الحزب الديمقراطي المسيحي.. لا يمكن أن يكون لدينا أحزاب دينية.. لا مسيحية ولا إسلامية لأن الدين لدينا هو دعوة للدين وليس لممارسة السياسة.. وكثير جدا من التفاصيل.. لكن الجوهر هو قبول الآخر.. فإذا لم أقبل الآخر لا يمكن أن يكون هناك ديمقراطية حتى ولو كنا نملك أفضل دستور وأفضل قوانين.
نحن دولة علمانية بمفهومنا المؤدي إلى السماح للجميع بحرية ممارسة الأديان وعدم التعامل مع أي شخص على أساس ديني أو طائفي أو عرقي
السؤال السادس: سيادة الرئيس.. كيف تنظرون برؤيتكم الخاصة إلى مفهوم ما يسمى العلمانية ضمن إطار هذا التوجه الإسلامي الموجود في المنطقة؟
السيد الرئيس: هذا سؤال مهم جدا.. كثيرون في المنطقة لا يفهمون هذه العلاقة.. الشرق الأوسط منطقة ايديولوجية.. والمجتمع العربي بشكل عام يعتمد على قاعدتين.. العروبة والإسلام.. أي شيء آخر هو أشياء صغيرة.. لدينا شيوعية.. ليبرالية.. أي شيء آخر.. لدينا قومية سورية أصغر من القومية العربية ولكن كل هذه ليست قاعدة كبيرة.
كثير من الأشخاص يفهمون العلمانية كما كانت الشيوعية في السابق بأنها ضد الدين لكن الحقيقة هي ليست كذلك.. بالنسبة لنا في سورية العلمانية هي حرية الأديان.. وهذا النوع من العلمانية هو الذي يجعل هذا التنوع جميلا.. مسيحيون ومسلمون ويهود.. وبكل طوائفهم الكثيرة.. العلمانية هي ضرورية لوحدة المجتمع ولشعور المواطنة الحقيقية.. فإذا لا يوجد خيار لنا إلا أن نعزز العلمانية.. لأنه وبنفس الوقت الأديان قوية أساسا في منطقتنا.. وأؤكد أن هذا شيء جميل وليس شيئا سيئا.. السيىء هو التطرف لأنه يؤدي إلى الإرهاب.
ليس كل متطرف إرهابيا ولكن كل إرهابي متطرف.
لذلك وجوابا على سؤالك نحن دولة علمانية بمفهومنا المؤدي إلى السماح للجميع بحرية ممارسة الأديان وعدم التعامل مع أي شخص على أساس ديني أو طائفي أو عرقي.
الجميع متساوون بالفرص دون النظر إلى دينهم.
السؤال السابع: سيدي الرئيس كيف ترون السنتين والنصف اللتين مرتا على ما يدعى الربيع العربي؟
السيد الرئيس: المفهوم خاطئ.. لأن الربيع ليس فيه نزف دماء.. ولا قتل.. ولا تطرف.. ولا تدمير مدارس ولا منع للأطفال من الذهاب الى مدارسهم ولا منع المرأة من أن ترتدي ما تريد وما يناسب.. الربيع هو أجمل الفصول وما نمر به اليوم هو أحلك الظروف.. فهو بكل تأكيد ليس ربيعا.. خذ تفاصيل ما يجري في سورية من قتل وذبح وتقطيع رؤوس وأجساد وسلخ جلد وأكل لحم البشر واعرضها على من يسوقون هذا المصطلح.. وأترك الرأي لك.
السؤال الثامن: ما هو الشيء الذي يعالجه الربيع العربي أو ما يطلق عليه الربيع العربي في الدول العربية؟
السيد الرئيس: العلاج لن يأتي لا من الربيع ولا من غيره.. العلاج يأتي منا نحن.. نحن من يجب أن يعالج.. أن نكون فاعلين لا منفعلين.. فعندما نقوم نحن بعلاج مشاكلنا سيكون العلاج صحيحا.. أما الربيع .. إن كان سيعالج .. فهي معالجة منفعلة ونتيجتها مشوهة.
نحن وكثير من دول الشرق الأوسط لدينا مشاكل كثيرة.. نعرفها وننظر إليها بشكل موضوعي.. وهذا هو المنطق الصحيح لحل هذه المشاكل. الأهم إذا أن يكون علاجنا من الداخل.. لأن أي شيء يأتينا من الخارج سيعطيك مولودا مشوها غير قابل للحياة السليمة.. لذلك عندما ندعو الى حوار أو حلول ما.. يجب أن تكون محلية وطنية لنصل إلى سورية التي نريدها.
ما يحصل في العراق وقبله في لبنان هو تداعيات ما يحصل في سورية.. وهذا سيمتد بشكل طبيعي
السؤال التاسع: سيدي الرئيس لقد قلتم أنكم ضد أي تدخل أجنبي يمكن أن يؤدي إلى انزياح المعركة إلى مساحات واسعة؟ هل وصلتم إلى هذا الشيء؟
السيد الرئيس: لنكن واضحين في هذه النقطة.. هناك نوعان من التدخل الأجنبي.. الأول بشكل غير مباشر عبر وسطاء وعملاء.. والثاني هو تدخل مباشر من خلال شن الحروب.. نحن في المرحلة الأولى.
في بداية الأزمة قلت إن التدخل في سورية ولو بشكل غير مباشر هو كاللعب بفالق الزلزال.. سيؤدي إلى ارتجاج المنطقة كلها.. في حينها قال الكثيرون وخصوصا في الإعلام إن الرئيس الأسد يهدد بأنه سيوسع الأزمة لتصل للجميع.. وهذا طبعا دليل على أنهم لم يفهموا ما قصدته وهو ما حصل الآن.. لو نظرنا إلى الواقع سنرى أن ما يحصل في العراق وقبله في لبنان هو تداعيات ما يحصل في سورية.. وهذا سيمتد بشكل طبيعي.
رغم كل ذلك.. ونحن ما زلنا في النوع الأول .. التدخل غير المباشر .. وبدأنا نرى هذه النتائج.. فما بالك لو حصل تدخل عسكري.. طبعا سيكون الوضع اسوأ بكثير وعندها سنرى تأثير الدومينو لانتشار التطرف والفوضى والتقسيم.
العلاقة بيننا وبين روسيا وإيران وغيرها من الدول التي تقف مع سورية هي علاقة تعاون تكفلها وتضمنها المواثيق والقوانين الدولية
السؤال العاشر: أنتم تنتقدون تورط دول مثل السعودية وقطر وتركيا وبريطانيا في الأزمة السورية.. أليس صحيحا أن روسيا وإيران متورطتان أيضا؟
السيد الرئيس: هناك فرق كبير بين التعاون بين الدول والتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما وزعزعة استقرارها.. التعاون بين الدول يتم برغبة متبادلة فيما بينها بما يحافظ على سيادتها واستقلالها وحرية قرارها وضمان استقرارها.. العلاقة بيننا وبين روسيا وإيران وغيرها من الدول التي تقف مع سورية هي علاقة تعاون تكفلها وتضمنها المواثيق والقوانين الدولية.
أما الدول التي ذكرتها.. فهي ومن خلال السياسات التي تنتهجها إزاء الأزمة السورية تتدخل في الشؤون الداخلية لسورية وهو تدخل سافر ترفضه المواثيق الدولية ويعد انتهاكا للقانون الدولي وخرقا لسيادة الدولة.
هذا هو الفرق.. التعاون بين الدول يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار وازدهار الشعوب بينما التدخل الخارجي فهدفه زعزعة هذا الاستقرار ونشر الفوضى والتخلف.
السؤال الحادي عشر: سيدي.. ذكرتم انه في العراق ولبنان هناك بعض الإرهاصات للأزمة السورية.. ولكن هناك أنظمة أو مجتمعات تعتمد على ما يسمى النظام الطائفي.. هل تعتقدون أن هذه العوامل الموجودة هناك.. أو حامل السياسة في هذه الدول.. السنة والشيعة.. سينقلون هذا الشيء الى سورية؟
السيد الرئيس: طبعا عندما يكون لديك أنظمة طائفية مجاورة لك.. أو اضطرابات طائفية أو حروب أهلية.. كما حصل في لبنان منذ 30 عاما أو أكثر .. فهذا سيمتد إليك.. لذلك تدخلت سورية في لبنان في عام 1976 لكي تحمي نفسها وتحمي لبنان.. ولهذا أيضا نهتم بما يحصل في العراق.. لأننا سنتأثر به مباشرة.. من هنا كان موقفنا ضد الحرب على العراق موقفا حادا بالرغم من الإغراءات والتهديدات الأمريكية في ذلك الوقت.. لأنه لم يكن لدينا قناعة بأنه علينا أن نرضي الأمريكيين ونخسر استقرارنا.. لذلك الأنظمة الطائفية هي أنظمة خطيرة.. وهذا يجعلني أؤكد على الأنظمة العلمانية وهي نقيض الأنظمة الطائفية.. حيث كل المواطنين متساوون بغض النظر عن الدين.
جبهة النصرة فرع من القاعدة.. وبالتالي يحملون نفس الأيديولوجيا تماما
السؤال الثاني عشر: سيدي الرئيس.. أنتم تقاتلون جبهة النصرة.. حدثونا عن هذه الجبهة.. ما هي.. من يدعمها.. من يمدها بالسلاح وبالمال؟
السيد الرئيس: جبهة النصرة فرع من القاعدة.. وبالتالي يحملون نفس الأيديولوجيا تماما.. لكنهم يعيشون في منطقة سورية والعراق ولبنان والأردن.. يتم تمويلهم بشكل أساسي من قبل كل الأشخاص والمنظمات غير المعلنة التي تملك المال وتحمل الأيديولوجيا نفسها.. أموالهم كثيرة وسلاحهم أيضا لأن التبرعات تأتيهم بشكل مباشر ومن الصعب معرفة المصدر والمصب. يهدفون أساسا لإقامة دولة إسلامية .. كما يفكرون هم بالإسلام .. يعتمدون بشكل أساسي على المذهب الوهابي.. وبالتالي كله يصب في فكر القاعدة كما هو الوضع في أفغانستان تماما.
هذه الأيديولوجيا يطبقونها الآن في المناطق التي يتواجدون فيها.. وبشكل أساسي على المرأة.. يقولون وربما يعتقدون انهم يطبقون الشريعة الإسلامية أو الدين الإسلامي.. وبالطبع هم يطبقونها بشكل منحرف ومشوه تماما ولا علاقة له بالدين الإسلامي.. نستطيع أن نرى بعضا من نماذج وحشيتهم على بعض الفضائيات المأخوذة من اليوتيوب الآن.. وهم من يقوم بنشرها عمدا كتسويق لفكرهم.. ليس آخرها ما شاهدناه على التلفزيون البلجيكي لأشخاص منهم يقطعون رأس إنسان بريء.. أما بالنسبة لأعضائها فهم من سورية ومن دول عربية وإسلامية وأوروبية.
السؤال الثالث عشر: ما هو الدافع الذي يحدو بالمملكة العربية السعودية وقطر كي تسلحا الإرهابيين ضدكم؟ ما مقصدهم؟
السيد الرئيس: أولا.. أعتقد أن هذا السؤال يجب أن يجيبوا هم عليه.. ولكن أنا سأجيب بتساؤلات.. هل يدعمون المسلحين إيمانا منهم بالحرية والديمقراطية كما كانوا يدعون في إعلامهم... أساسا هل لديهم ديمقراطية في بلدانهم حتى يدعموا الديمقراطية في سورية... هل لديهم برلمان منتخب... هل لديهم دستور اختاره الشعب... هل قرر الشعب يوما ما.. منذ عقود حتى اليوم.. شكل الدولة التي يرغب بها... ملكية أم رئاسية أم إمارة أم غيرها... فإذا الأمور واضحة.. أعتقد بأنهم أولا يجب أن يهتموا بشعوبهم.. وثانيا أن يجيبوا على سوءالك.
لدى فرنسا وبريطانيا مشكلة مع الدور السوري المزعج في المنطقة حسب رأيهم.. فهذه الدول كما أمريكا تبحث عن إمعات ودمى تنفذ مصالحهم دون أي اعتراض
السؤال الرابع عشر: ما الذي يعنيه رأي فرنسا وبريطانيا بأن تتولى المملكة العربية السعودية وقطر القيادة في هذه المعمعة الحاصلة حاليا؟ ما الذي يقصدونه؟ ما الذي يريدونه من هذا التوجه؟
السيد الرئيس: أيضا لا أستطيع أن أجيب نيابة عن فرنسا وبريطانيا.. لكن أستطيع أن أعطيك الانطباع العام هنا..
أنا أعتقد بأن لدى فرنسا وبريطانيا مشكلة مع الدور السوري المزعج في المنطقة حسب رأيهم.. فهذه الدول كما أمريكا تبحث عن إمعات ودمى تنفذ مصالحهم دون أي اعتراض.. ونحن رفضنا أن نكون كذلك بل وكنا دائما مستقلين أحرارا.. فرنسا وبريطانيا دول استعمارية تاريخيا.. ويبدو أنهما لم تنسيا هذا التاريخ وما زالتا تتعاملان مع هذه المنطقة بنفس الطريقة لكن الآن عبر وكلاء وعملاء.. نعم قد توجه فرنسا وبريطانيا السعودية وقطر بما يجب أن يفعلاه.. لكن بالمقابل يجب ألا ننسى أن سياسة فرنسا وبريطانيا واقتصادهما هو رهن بالبترودولار.. المهم أن ما حصل في سورية كان فرصة لكل هذه الدول للتخلص من سورية.. هذه الدولة غير المطيعة.. والبحث عن رئيس يقول لهم حاضر دائما.. وهذا ما لم ولن يجدوه لا الآن ولا مستقبلا.
لا أستطيع أن أقول إن الأوروبيين مع الدولة السورية.. ولكن هناك دولا لديها موقف عدواني تجاه الدولة السورية.. وخاصة فرنسا وبريطانيا.. الدول الأخرى بالمقابل.. وفي مقدمتها ألمانيا تسأل أسئلة منطقية
السؤال الخامس عشر: الاتحاد الأوروبي لم يمدد حظر السلاح على سورية.. ولكنه بالمقابل لم يسمح بتوريد السلاح إلى المعارضة.. كيف تقيمون هذه الخطوة؟
السيد الرئيس: من الواضح أن هناك انقساما في الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع من عدة جوانب.. لا أستطيع أن أقول ان الأوروبيين مع الدولة السورية.. ولكن هناك دولا لديها موقف عدواني تجاه الدولة السورية.. وخاصة فرنسا وبريطانيا.. الدول الأخرى بالمقابل.. وفي مقدمتها ألمانيا تسأل أسئلة منطقية.. حول نتيجة إرسال السلاح للإرهابيين.. وما الذي سيحصل.. أولا ستدمر سورية أكثر.. ومن سيدفع الثمن الأكبر هو الشعب السوري.. النقطة الثانية أنت ترسل سلاحا الى إرهابيين.. والأوروبيون يعرفون انهم إرهابيون.. البعض يحاول تسويق الطريقة الأمريكية عن مقاتلين جيدين ومقاتلين أشرار تماما كما فعلوا وقالوا منذ عدة سنوات أن هناك طالبان جيد وطالبان سيء.. قاعدة جيدة وقاعدة سيئة.. الآن هناك مصطلح جديد.. أن هناك إرهابي جيد وإرهابي سيىء.. هل هذا منطقي... هم الآن يعرفون ان وصول السلاح إلى هذه المنطقة يعني وصوله إلى الإرهابيين.. وهذا سيكون له نتيجتان.. الأولى هي أن الحديقة الخلفية لأوروبا ستكون حديقة إرهاب.. وأوروبا ستدفع الثمن.. فعندما يكون هناك إرهاب يعني أن هناك فوضى.. والفوضى تعني فقرا.. والفقر يعني أن تفقد أوروبا سوقا مهما لها.
الإرهاب عندما يسيطر هنا فإنه سينشر رسالته الإرهابية باتجاه أوروبا
النتيجة الثانية هي تصدير الإرهاب لكم مباشرة.. لأن الإرهاب عندما يسيطر هنا فإنه لن يتوقف هنا بل سينشر رسالته الإرهابية باتجاه أوروبا إما من خلال الهجرة غير الشرعية للإرهابيين أو من خلال عودة الإرهابيين الأوروبيين إلى بلدانهم الأصلية.. وسيعودون مدربين ومشربين بالأيديولوجيا المتطرفة أضعاف المرات.
كل ذلك سيؤدي وأدى برأيي إلى وجود انقسام بل وربما صراع داخل الاتحاد الأوروبي حول هذه الحقائق.. فلا يوجد لهم أي مخرج آخر.. أو أن يضطروا للتعاون مع الدولة السورية ولو لم تعجبهم.
المعارضة السياسية لديها برنامج سياسي معلن وأما القتل والذبح فهو إرهاب يعيد البلاد سنوات نحو التخلف
السؤال السادس عشر: سيادتكم قلتم إنه في حال قامت دول الإتحاد الأوروبي بإرسال أسلحة إلى سورية.. فإنها ستقوم بإرسالها إلى الإرهابيين.. هل تعتبرون أن جميع المسلحين هم من الإرهابيين؟
السيد الرئيس: أنا سأسألك كمواطن ألماني أوروبي.. هل يسمح لك في بلدك أن تحمل السلاح وتقتل الأبرياء.. وتروع المواطنين.. وتخرب وتسرق... إلخ... في كل بلدان العالم كل شخص يحمل السلاح طبعا ما عدا الجيش والشرطة ويقتل الناس.. ويهدد ويروع الآمنين هو بالتعريف إرهابي... انظر إلى ما يجري في سورية... من يحملون السلاح يقومون بهذه الأعمال.. بغض النظر عن خلفياتهم سواء أتوا من فكر متطرف أو هم أصلا خارجون عن القانون أو مطلوبون في جرائم متعددة.. إنهم إرهابيون... ولذلك نحن دائما نفرق بين الإرهابيين وبين المعارضة.. فالمعارضة السياسية لديها برنامج سياسي معلن وأما القتل والذبح فهو إرهاب يعيد البلاد سنوات نحو التخلف.
السؤال السابع عشر: إذا ترون سيدي الرئيس أن المستقبل هو ضد الإرهاب.
السيد الرئيس: هذا هو المنطق.. ولكن لديكم الكثير من المسؤولين غير المنطقيين في أوروبا.. وغير الواقعيين.. وغير الموضوعيين.. والذين يعملون بعواطف سلبية بدلا من العقل.. السياسة فيها مصالح لا تعتمد على الحب والكره.. وأنت عليك أن تسأل نفسك كألماني ما هي مصلحتي فيما يحصل في المنطقة... بكل بساطة ما يحصل هو ضد مصلحتك.. هو ضد أوروبا. لديكم مصلحة في مكافحة الإرهاب.
السؤال الثامن عشر: ترى بعض الجهات أن حزب الله هو منظمة إرهابية. وكما سمعنا بأن حزب الله قاتل إلى جانب القوات السورية في القصير.. كما سمعنا أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني موجودون لديكم. هل تحتاجون إلى هذه القوى؟
السيد الرئيس: الإعلام الآن يحاول أن يصور أن حزب الله كان يقاتل.. والجيش السوري هو جيش ضعيف لا يحقق أي انتصار.. هذ