الرئيس الأسد: مصطلح التطبيع مرفوض.. وسورية ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها

أكد الرئيس بشار الأسد رفض مصطلح "التطبيع" لأنه كمصطلح لغوي يفترض أن يكون عملية طبيعية يجب أن تسير من دون عقبات ولا يمكن أن تكون قسرية، فكلمة تطبيع هي كلمة مفتعلة، والهدف منها دفع العرب باتجاه تقديم تنازلات لـ"إسرائيل" مقابل لا شيء.
وقال الرئيس الأسد خلال مقابلة مع تلفزيون "RT"، الخميس، إن: "سورية لن تغير موقفها طالما أن هناك أرضاً محتلة هي الجولان، وعندما تعود لكلّ حادث حديث ويأتي في إطار ليس التطبيع وإنما العلاقات العادية بين أيّ دولتين، علاقات عادية لا تعني حرارة ولا برود تعني ما يريده الشعب، وكيف يحدد الشعب".
وأشار الرئيس الأسد إلى أن سورية ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها وقال: "إذا كان هناك غزو فسيكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى.. طبعاً في الأماكن التي يوجد فيها الجيش السوري وهو لا يوجد في كل المناطق في سورية وعندما تسمح الظروف العسكرية للمواجهة المباشرة سنفعل هذا الشيء"، وتابع الرئيس الأسد "منذ عامين ونصف العام حصل صدام بين الجيش السوري والتركي وتمكن الجيش السوري من تدمير بعض الأهداف التركية التي دخلت إلى الأراضي السورية.. سيكون الوضع نفسه بحسب ما تسمح الإمكانيات العسكرية.. عدا عن ذلك ستكون هناك مقاومة شعبية".
وفيما يتعلق بإدلب، أكد الرئيس الأسد أنها كأيّ أرض محتلة خاضعة للخطط العسكرية والسياسية السورية من أجل التحرير، وهذا الموضوع محسوم، أي أرض محتلة من قبل التركي أو الإرهابي سيتم تحريرها مع الوقت.
وعن العلاقات السورية العربية بيّن الرئيس الأسد أنها لم تتبدل كثيراً بالمضمون خلال الحرب، فمعظم الدول العربية حافظت على علاقتها مع سورية، وكانت تقف معها معنوياً، لافتاً إلى أن كلمة "عودة" سورية إلى الجامعة العربية خاطئة، لأنّ سورية ما زالت فيها، وتم تعليق عضويتها وهذا ليس خروجاً.
وقال الرئيس الأسد: "سأكون سعيداً بزيارة أي دولة عربية، هذا الشيء أكيد ولكن هذا لا يتم من دون دعوة، من الطبيعي ومن البديهي أن أفكر بزيارة الدول العربية، لأنّه بالرغم من كلّ الوضع العربي السيىء بلا حدود علينا أن نخفف الأضرار، وأن نتلافى المزيد من السقوط، فالحوار مع الدول العربية ومع المسؤولين العرب هو شيء أساسي"، مشدداً على أن علاقات سورية مع أي دولة غير خاضعة للنقاش مع أي جهة في هذا العالم، فلا أحد يحدد لسورية مع من تبني علاقات ومع من لا تبني، لا يحددون لنا ولا نحدد لأحد.
وعن أعمال اللجنة الدستورية، أوضح الرئيس الأسد أن الدستور- حسب المفترض – يعبّر عن رغبات وتطلعات الشعب السوري كحل وسط بين مختلف الشرائح والتيارات الموجودة في هذا المجتمع وإذا أردنا أن نصل إلى هذه النتيجة فنحن نتحدث منطقياً عن حوار /سوري – سوري/ وفي موضوع اللجنة الدستورية نحن نتحدث عن طرفين: الأول تم اقتراحه من قبل الحكومة السورية، وهو لا يمثل الحكومة السورية وليس موظفاً فيها وبالتالي هم ليسوا موظفين دبلوماسيين، ولكن موافَق عليهم، وهناك طرف آخر عُيّن من قبل تركيا، مشيراً إلى أن السؤال المنطقي كيف يستقيم أن يكون هناك حوار سوري – سوري بطرف سوري وطرف تركي؟ هنا تكمن المشكلة، لذلك لا نصل لشيء، لأن الطرف الأول يعبّر عن تطلعات الشعب السوري، أما الطرف الآخر فهو يعبّر عن تطلعات الحكومة التركية، بكل بساطة.
وأكد الرئيس الأسد على الحاجة إلى مكافحة الفساد في حالة الحرب بشكل أكبر، لأنّ الحرب تضعف مؤسسات الدولة، ما يؤدي لانتشار الفساد، مضيفاً أن "العائق الأساسي لحل المشاكل الخدمية والمعيشية هو الكهرباء، لذلك خلال العام الماضي، وخلال هذا العام كان التركيز على كيفية حلّ مشكلة الكهرباء في ظل الحصار، لافتاً إلى أن العام الحالي سيشهد تحسناً في مجال الكهرباء.