الرئيس الأسد: نحن ننتصر مع بعضنا لا على بعضنا

الرئيس الأسد: نحن ننتصر مع بعضنا لا على بعضنا

شام إف إم

ألقى الرئيس بشار الأسد اليوم الأحد 17 شباط كلمةً خلال استقباله رؤساء مجالس الإدارة المحلية من جميع المحافظات السورية.
وأكد السيد الرئيس في بداية كلامه أن إجراء الانتخابات المحلية في موعدها يثبت قوة الشعب والدولة، متابعاً: "إن صدور القانون 107 كان خطوة مهمة في زيادة فعالية الإدارات المحلية، وإجراء انتخابات المجالس المحلية يثبت فشل رهان الأعداء على تحويل الدولة السورية إلى دولة فاشلة غير قادرة على القيام بمهامها".
وقال الرئيس الأسد إن: "بعد تحسن الوضع الميداني نحن أمام فرصة لنقلة نوعية في عمل الإدارة المحلية ستنعكس على جميع مناحي الحياة"، مشيراً إلى أن الوحدات المحلية أصبحت الآن أكثر قدرة على تأدية مهامها دون الاعتماد على السلطة المركزية، وإطلاق المشاريع التنموية بشكل محلي سيتكامل مع المشاريع الاستراتيجية للدولة وهذا بحد ذاته استثمار للموارد المالية والبشرية.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن أحد الجوانب الإيجابية لقانون الإدارة المحلية هو توسيع المشاركة في تنمية المجتمع المحلي الذي يقوم بإدارة الموارد.
وقال الرئيس الأسد إن سياسة بعض الدول تجاه سورية اعتمدت على دعم الإرهاب وتسويق محاولة تطبيق اللامركزية الشاملة لإضعاف سلطة الدولة، مضيفاً أن مخطط التقسيم ليس جديداً ولا يتوقف عند حدود الدولة السورية بل يشمل المنطقة ككل.
وتابع الرئيس الأسد: "مع كل شبر يتحرر هناك عدو يحبط.. ومع كل شبر يتحرر هناك عميل وخائن يتذمر"، مؤكداً أن مخطط الهيمنة على العالم الذي تقوده أمريكا لم يتغير وحقيقة مقاومة شعبنا ازدادت رسوخاً.
وأكد الرئيس الأسد أن الشعب السوري العريق متجذر في التاريخ وقاوم الإرهاب قائلاً "نحن ننتصر مع بعضنا ولا ننتصر على بعضنا". وتابع الرئيس الأسد أن سيادة الدول شيء مقدس وإذا انتهكت عبر العدوان والإرهاب فهذا لا يعني التنازل عن جوهرها وهو القرار الوطني المستقل، مشيراً إلى أن الدستور غير خاضع للمساومة.

وأشار الرئيس الأسد إلى أننا نخوض أربع أنواع من الحروب، الأولى عسكرية والتي نرى إنجازاتها على الأرض بفعل كل من يقف معها، والثانية هي حرب الحصار، وغالباً ننجح فيها، ولكن أحياناً يكون هناك عثرات نتيجة تغير سياسات الدول، متابعاً: "حرب الانترنت والتكنولوجيا ولحد الآن للطرف الآخر، والأخيرة هي التقصير والفساد، ولا يمكن التحدث عن التقصير دون معرفة المشكلة في كل حالة من الحالات".
وأوضح الرئيس الأسد أن ما حصل في مادة الغاز خلال الفترة الماضية يعود سببه إلى عدم التعامل بشفافية من قبل المؤسسات الحكومية المسؤولة عن الموضوع.

وقال الرئيس الأسد إن موضوع اللاجئين كان مصدراً للفساد استغله مسؤولو عدد من الدول الداعمة للإرهاب، وعودة المهجرين ستحرم هؤلاء من الفائدة السياسية والمادية، مضيفاً إن ملف اللاجئين في الخارج محاولة من الدول الداعمة للإرهاب لإدانة الدولة السورية. ودعا الرئيس الأسد جميع اللاجئين والموجودين في الخارج إلى العودة، لأن الوطن بحاجة إلى أبناءه الأوفياء.
وأوضح الرئيس الأسد أن الدولة السورية تعمل على إعادة كل نازح ومهجر ترك منزله بفعل الإرهاب لأن هذه العودة هي السبيل الوحيد لإنهاء معاناتهم، لافتاً إلى أن الدول المعنية بملف اللاجئين هي التي تعرقل عودتهم، والدعامة الأساسية للمخطط المرسوم لسورية هي موضوع اللاجئين الذي حضر له قبل بداية الأزمة.
وقال الرئيس الأسد إن: "النقد حالة ضرورية عندما يكون هناك تقصير ويجب أن يكون موضوعياً.. والحوار يجب أن يكون مثمراً ويستند إلى حقائق وليس إلى انفعالات"، مشيراً إلى أن الحوار المبني على الحقائق يميز بين صاحب المشكلة الحقيقية وبين الانتهازي.
وأكد الرئيس الأسد أن وسائل التواصل الاجتماعي هي مجرد أدوات وأسهمت في تردي الأوضاع في البلاد بطريقة ما، لافتاً إلى أنه علينا ألا نعتقد أن الحرب انتهت ونقول هذا الكلام للمواطن وإنما الحرب ما زالت مستمرة.
وأضاف الرئيس الأسد أن الوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد نتيجة فشل الأعداء عبر دعم الإرهاب وعبر عملائهم لأنهم سيسعون إلى خلق الفوضى من داخل المجتمع السوري.
وقال الرئيس الأسد إن التحدي الأساسي هو تأمين المواد الأساسية للمواطن الذي تواجهه صعوبات يفرضها الحصار ومعركة الحصار هي معركة قائمة بحد ذاتها.. هي معركة كر وفر تشبه المعارك العسكرية، مضيفاً أن صاحب المعاناة يحتاج إلى معالجة مشكلاته لا إلى سماع خطابات بلاغية، ومؤكداً أنه مهما امتلكنا من الأمانة والنزاهة والقوانين الجيدة لا يمكن إدارتها مركزياً وهنا يأتي دور الإدارة المحلية.
وذكر الرئيس الأسد: "لدينا قوانين ولكننا نفتقد المعايير والآليات وإن وجدت كانت ضعيفة وغير سليمة، ودون المعايير لن نتمكن من حل أي مشكلة لذا علينا أن نكون عمليين في حواراتنا"، قائلاً إن المعاناة هي المبرر للبحث عن الحقوق لكن ليست المبرر لظلم الحقيقة.. فالحقيقة تقول إن هناك حرباً وإرهاباً وحصاراً.. والحقيقة تقول إن هناك قلة أخلاق وأنانية وفساداً.. وجزء من هذه الحقائق خارج إرادتنا جزئياً وليس كلياً.

وشدد الرئيس الأسد على أن إعادة بناء العقول وإصلاح النفوس هو التحدي الأكبر وليس إعادة إعمار البنية التحتية، قائلاً: "أعداؤنا عندما بدؤوا الحرب كانوا يعرفون أنهم سيتركون لنا بنية تحتية مدمرة ويعرفون أننا سنعيد بناءها لكن الأصعب هو التعامل مع البنية الفكرية ويجب ألا نفشل في ذلك".
وأضاف الرئيس الأسد أن "مستقبل سورية يقرره حصراً السوريون وسيادة الدول شيء مقدس وإذا انتهكت عبر العدوان والإرهاب فهذا لا يعني التنازل عن جوهرها وهو القرار الوطني المستقل"، قائلاً إن الدستور غير خاضع للمساومة ولن نسمح للدول المعادية أن تحقق عبر عملائها الذين يحملون الجنسية السورية أياً من أهدافها.

ولفت الرئيس الأسد إلى إن الدول المعادية ما زالت مصرة على عدوانها وعرقلة أي عملية خاصة إذا كانت جدية مثل سوتشي وأستانا، مشيراً إلى إنه مرحب بدور الأمم المتحدة إذا كان مستنداً إلى ميثاقها.

وقال الرئيس الأسد: "لا حوار بين طرف وطني وآخر عميل.. من حمى الوطن هو صمود الشعب واحتضانه للجيش العربي السوري.