الرئيس الأسد وأمير قطر: إرادة مشتركة لمواصلة الارتقاء بالعلاقات وإرساء الاستقرار بالمنطقة..

عقد السيد الرئيس بشار الأسد مع سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ظهر أمس جلسة مباحثات في العاصمة القطرية الدوحة.
وتناولت المحادثات علاقات الأخوة والتعاون القائم بين البلدين الشقيقين والإرادة المشتركة لمواصلة الارتقاء بهذه العلاقات على الصعد كافة وخاصة في ضوء عمق العلاقات التي تجمع البلدين والتطور الكبير الذي تشهده هذه العلاقات.
كما جرى استعراض مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية وخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق وعملية السلام المتوقفة والجهود التي تقوم بها سورية وقطر لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الرئيس الأسد وسمو الأمير أهمية اعتماد الحوار لحل المواضيع الخلافية على الساحة اللبنانية وتجنب الوقوع في الفتنة مجددين حرصهما على مساعدة اللبنانيين في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره.
كما أكد الجانبان أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين سورية وقطر حول مختلف القضايا لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين وخدمة قضاياهما العادلة.
وهنأ السيد الرئيس سمو الأمير حمد والشعب القطري على فوز دولة قطر باستضافة مونديال 2022 معربا عن ثقته التامة بقدرة قطر على النجاح في تنظيم هذا الحدث الرياضي الهام.
وعقب المحادثات قال الرئيس الأسد في تصريح صحفي إن زيارته إلى قطر تأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين منذ سنوات طويلة.
وأضاف الرئيس الأسد.. تحدثنا في مواضيع كثيرة ومتعددة .. تطرقنا إلى الوضع في العراق وموضوع تشكيل الحكومة هناك وتحدثنا عن التصعيد الموجود الآن في لبنان بالإضافة إلى العلاقات الثنائية وغيرها من القضايا.
الرئيس الأسد: أي اتهام بحاجة إلى دليل كي لا يكون هناك انقسام
وردا على سؤال حول الأفكار المطروحة لحل الوضع في لبنان قال الرئيس الأسد: أنا لا أريد التحدث نيابة عن اللبنانيين في هذا الموضوع.. أحيانا إعلان الأفكار في الإعلام يكون ضارا بالعمل السياسي نفسه.. تناقشنا أنا وسمو الأمير في الأفكار المطروحة ولكن يفضل أن تعلن لبنانيا وليس سوريا أو قطريا.
وعما إذا كان سيادته يوافق على فكرة أن صدور القرار الظني قبل التسوية في لبنان سيؤدي إلى الفوضى هناك.. قال الرئيس الأسد: لا أريد أن أقول نوافق أو لا نوافق.. فالموضوع في لبنان وليس في سورية.. ولكن لكل إنسان رأي .. بالنسبة لسورية بشكل عام كدولة وكقيادة سياسية لا نقبل أي اتهام بأي حال دون دليل .. ليس فقط في موضوع لبنان سواء كان من المحكمة أو من غيرها بل في دول أخرى حصل ذلك في عدة مواقف سابقة اتهامات قد تكون سياسية.
وأضاف الرئيس الأسد .. نقول إن أي اتهام بحاجة إلى دليل وخاصة إذا كان الموضوع فيه محكمة وهو متعلق بقضية وطنية كاغتيال رئيس وزراء بلد مثل لبنان فيه انقسامات عمرها قرون وليس عقودا من الزمن.. لابد أن يكون هناك دليل كي لايكون هناك انقسام.
أمير قطر: دمشق والرياض حريصتان كل الحرص ألا تكون هناك فتنة في لبنان
بدوره أكد أمير دولة قطر ردا على سؤال عن وجود مبادرة مشتركة سورية قطرية بشأن لبنان أن الموضوع ما زال في يد سورية والسعودية مضيفا أنه متأكد أن دمشق والرياض حريصتان كل الحرص ألا تكون هناك فتنة في لبنان وأن تجنبا المنطقة أي شر جديد قادم.
وقد اقام أمير دولة قطر مأدبة غداء على شرف الرئيس الأسد تابعا خلالها محادثاتهما حضرها وليد المعلم وزير الخارجية والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.
يشار إلى أن هذا اللقاء هو السادس هذا العام بين الرئيس الأسد وأمير قطر.
ففي الثامن من آب الماضي بحث الرئيس الأسد وأمير قطر في اللاذقية عددا من القضايا على الساحتين العربية والإقليمية وتعزيز العلاقات بين البلدين.
كما التقى الرئيس الأسد وأمير قطر في الدوحة في التاسع عشر من أيار الماضي وأكدا مواصلة العمل لتعزيز التقارب بين الأشقاء العرب وزيادة التنسيق حول قضايا المنطقة والتحديات التي تواجه دولها.
وفي التاسع من نفس الشهر بحث الرئيس الأسد في اسطنبول مع أمير قطر ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سبل دفع العلاقات بين الدول الثلاث وصولا إلى تحقيق تعاون استراتيجي بين دول المنطقة بما ينعكس إيجابا واستقرارا على شعوبها.
وأجرى الرئيس الأسد وأمير قطر مباحثات خلال انعقاد القمة العربية في مدينة سرت الليبية أواخر اذار الماضي تركزت على سبل مواجهة سياسة إسرائيل العدوانية في القدس والأراضي العربية المحتلة.
كما أجرى الرئيس الأسد وأمير قطر في التاسع والعشرين من كانون الثاني الماضي مباحثات في الدوحة أكدا فيها على رفع الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة وضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية.