الرئيس الأسد يبحث آلية تنفيذ الاتفاقيات التي وقعت مع الحريري

بحث الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء محمد ناجي عطري ونظيره اللبناني سعد الحريري الذي كان في زيارة إلى سوريا يوم الأحد، ماتم إنجازه في اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق السورية اللبنانية والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها حيث تم التأكيد على وجود رغبة مشتركة قوية لدفع آفاق التعاون وخاصة في الجانب الاقتصادي من أجل مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين.
وكان ذلك خلال استقباله الحريري والوفد الوزاري المرافق له، حيث أكدا على ضرورة وضع آليات عمل وخطط تنفيذية لتحويل هذه الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الجانبين إلى التنفيذ العملي ومتابعتها بغية إزالة العقبات التي يمكن أن تعترض تنفيذها وأهمية البحث عن آفاق جديدة للتعاون ومتابعة تطوير آليات العمل المشترك في إطار رؤية استراتيجية لتحقيق التكامل بين سورية ولبنان.
كما أعرب الجانبان عن ارتياحهما لتشكيل مجلس رجال أعمال مشترك الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز التبادل الاستثماري بين البلدين وخلق شبكة مصالح بين سورية ولبنان بعيدا عن السياسة وتجاذباتها، وحضر اللقاء السفير السوري في بيروت والسفير اللبناني في دمشق.
وكانت هيئة المتابعة والتنسيق السورية اللبنانية أصدرت في ختام أعمالها أمس بياناً مشتركاً جاء فيه:
انطلاقاً من معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق ورغبة من كلاً البلدين في تعزيز الروابط الأخوية المميزة بينهما والتي تستمد قوتها من جذور القربى والتاريخ والانتماء الواحد والمصير والمصالح المشتركة وبدعوة من السيد رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية العربية السورية المهندس محمد ناجي عطري قام دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني السيد سعد الحريري بزيارة إلى دمشق يوم الأحد 18-7-2010 على رأس وفد وزاري مرافق حيث تم عقد اجتماع هيئة المتابعة والتنسيق برئاسة السيدين رئيسي مجلسي الوزراء وحضور السادة الوزراء إضافة إلى الأمين العام للمجلس الاعلى السوري اللبناني وسفيري البلدين تمت خلاله مناقشة مختلف مجالات التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين وسبل تفعيل العلاقات المميزة وتعميقها وتطويرها بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين ويوفر الوسائل اللازمة لضمان تطورهما وتقدمهما وحماية أمنهما الوطني والقومي بما يمكنهما من مواجهة التحديات في هذه الظروف الصعبة والمصيرية.
وفي هذا السياق أشادت الهيئة بالتطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات السورية اللبنانية وأكدت تصميم الجانبين على السير قدما في تعزيز وتطوير هذه العلاقات وإزالة كل ما من شأنه أن يعرقل مسيرة التعاون الثنائي وتنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين الشقيقين ووضع تصورات حول الآفاق المستقبلية للعلاقات المميزة بين البلدين والتي تترجم على أرض الواقع بصيغ ومشاريع وتسهيلات تعكس أبعاد العلاقات التاريخية والشعبية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.
وفي هذا المجال أكدت هيئة المتابعة والتنسيق من جديد التزام الدولتين بالثوابت الاستراتيجية المشتركة والعمل على ترسيخ علاقات سورية لبنانية تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل منهما.
وتطرقت إلى الأوضاع الاقليمية والدولية وأكدت الالتزام بالعمل العربي المشترك والسعي لتحقيق التضامن العربي الفعال كما ركزت على أهمية التشاور والتنسيق بين البلدين في القضايا السياسية ولاسيما ما يتعلق منها بالصراع العربي الاسرائيلي لأن حالة عدم الاستقرار في المنطقة تعود إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية ومواصلة اسرائيل سياساتها وتهديداتها العدوانية تجاه أمتنا العربية.
وفي هذا الصدد شدد الجانبان على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية التي اقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 بما يضمن استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة بما في ذلك التأكيد على حق العودة ورفض التوطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وانسحاب إسرائيل التام من الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران 1967 ووضع حد لاستمرار إسرائيل في انتهاكها الفاضح لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية حيث أكد الجانبان على ضرورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من الغجر كما تقضي قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وتم استعراض أعمال اللجنة التحضيرية المشتركة التي قامت بمراجعة وإعداد مشاريع الاتفاقيات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بصيغتها النهائية ورحبت الهيئة بما تم إنجازه من وثائق جرى التوقيع عليها خلال هذا الاجتماع وكلفت الوزارات المعنية بذل الجهود لإنجاز ما تبقى من وثائق من شأنها تعميق مجالات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين