الرئيس الأسد يحتفل وسط أسرته الكبيـرة بـذكرى المـولـد النبـوي

تعجز كل الكلمات عن وصف الصورة.. إنه مهرجان للحب في ذكرى عيد المولد النبوي الشريف.. مهرجان أراد السوريون من خلاله تأكيد محبتهم للرئيس بشار الأسد الذي لم يتردد في رد التحية بالتحية، والسلام بالسلام، والحب بالحب، فحصل ما حصل بالأمس، وكانت هذه الصور التي تعبر عن حقيقة سورية، وحقيقة السوريين وما كنا نؤكده لسنوات بأننا في سورية عائلة واحدة يستحيل تفريقها مهما حاول وحرض البعض.
في الأمس كان السؤال: من يجرؤ اليوم من الزعماء العرب وغير العرب على النزول إلى الشارع ولقاء الشعب؟ فأتى الجواب من سورية ومن رحاب الجامع الأموي وسوق الحميدية ومن الرئيس الأسد الذي كان على موعد مع السوريين في عيد المولد النبوي الشريف الذي حوله الناس إلى مهرجان حب ضمن العائلة السورية الكبرى.
وصباح أمس وما إن سار نبأ تأدية الرئيس الأسد صلاة الظهر في الجامع الأموي حتى سارع الآلاف من رجالاً ونساء وشباباً وشابات وأطفالاً إلى ساحات المسجد التي اكتظت بالناس وامتد الحشد حتى سوق الحميدية الذي امتلأ بدوره بعد دقائق من وصول الرئيس الأسد إلى الجامع الأموي وقدر عدد من التجار الذين كانوا في المنطقة عدد الذين حضروا لإلقاء التحية على الرئيس الأسد بنحو 300 ألف مواطن.
وما إن انتهى الاحتفال الديني حتى خرج الرئيس الأسد وبدلاً من التوجه نحو سيارته توجه نحو الناس وتبادل معهم التهاني وصافحهم وتحدث مع عدد كبير منهم ثم توجه إلى سيارته التي كان يقودها بنفسه محاولاً شق طريقه من خلال سوق الحميدية إلا أن المواطنين التفوا حول السيارة فما كان من الرئيس الأسد إلا التوقف والترجل أكثر من مرة خلال الأمتار القليلة التي كان من المفترض أن يجتازها للخروج من الحميدية ليلتقي بالناس ويبادلهم التهاني وعبارات الحب وليستمع أيضاً منهم إلى همومهم وشكواهم فاختلطت المشاعر بين فرح وبكاء بهذا اللقاء الذي يكشف مرة جديدة قرب الرئيس الأسد من مواطنيه والتفاف السوريين حول قائدهم وخاصة في الأوقات الصعبة التي يعرف السوريون جيداً كيفية الرد عليها.
أمس تابع الملايين من السوريين ما حصل في رحاب الأموي وتابعت أيضاً السفارات والبعثات الأجنبية والمراقبون ونجزم أن جميعهم توصل إلى نتيجة واحدة وهي أن سورية ليست مصر أو تونس ولا تشبه أياً من الدول العربية الأخرى ولا حتى الأجنبية، فالرئيس الأسد يتمتع بشعبية كبيرة ومواقفه هي مواقف الشعب السوري والإصلاحات التي بادر إليها منذ سنوات هي ذاتها الإصلاحات التي كان يتطلع إليها مواطنوه، وأن الرئيس يحظى برصيد عال جداً عند الشعب السوري الذي يدعم في كل مناسبة «النظام» ويثبت للعالم في العديد من المناسبات أن سورية شعباً وقيادة هي واحدة ولا فارق بين مواطن ومسؤول وهذا ما أكده أمس الرئيس الأسد حين قاد سيارته بعيداً عن كل المراسم المعتادة لرؤساء الدول وترجل للقاء مواطنيه وتحدث معهم وبادلهم التهاني فهو واحد منهم، وهذا ما أكده منذ لحظة توليه سدة الرئاسة إذ كان يلتقي السوريين في كل مكان في بيوتهم وفي المطاعم والحدائق والكنائس والمساجد، لكن في الأمس كان هناك إصرار من المواطنين السوريين على إظهار حبهم والتفافهم حول رئيسهم في رسالة واضحة أن سورية بخير وأنها أقوى اليوم من أي وقت مضى في ظل قيادة تستجيب لمطالب الشعب وتطابق سياساتها طموحاته وموقفه.
وفي التفاصيل أدى الرئيس الأسد أمس صلاة الظهر في رحاب جامع بني أمية الكبير بدمشق وشارك في الاحتفال الديني الذي أقامته وزارة الأوقاف احتفاء بذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى اللـه عليه وسلم.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الرئيس الأسد وبعد أن صافح مستقبليه توجه إلى داخل حرم الجامع حيث أدى صلاة السنة النبوية الشريفة ثم أدى صلاة الظهر مؤتماً بفضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي.
بعد ذلك بدأ الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ كمال هواري ثم قدمت فرقة الشيخ سليم عبده العقاد وصلة إنشاد ومدائح نبوية لذكرى المولد النبوي الشريف.
وألقى وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد كلمة تحدث فيها عن المعاني السامية للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.
وخاطب وزير الأوقاف الرئيس الأسد قائلاً: سيادة الرئيس.. لقد زرعت أزهار الحب في كل أرجاء الوطن فمسيرتك المباركة الخيرة حصنت الأمة وأعلت مقدارها وأتت ثمارها فسر على بركة اللـه واللـه معك والشعب كله معك.
ثم قدمت فرقة الشيخ سليم عبده العقاد وصلة من المدائح النبوية من وحي المناسبة السامية.
واختتم الاحتفال بدعاء للشيخ البوطي تضرع فيه إلى اللـه عز وجل أن يحفظ وطننا وأمتنا بعنايته وحفظه وأن يوفق الرئيس الأسد وأن يملأ قلبه بمزيد من الإيمان والحب والتعظيم لحرمات اللـه وأن يجمع به أمر هذه الأمة على ما يحب ويرضى وأن يوفقه في سعيه إلى مد رواق الأمن والطمأنينة والرخاء لهذا الوطن وهذه الأمة.
ولدى خروج الرئيس الأسد من الجامع حيا سيادته جموع المواطنين الذين احتشدوا بعشرات الآلاف لتحيته وتهنئته بعيد المولد النبوي الشريف.