الرئيس الأسد يهنئ الرئيس الإيراني بذكرى انتصار الثورة الإسلامية.

بعث السيد الرئيس بشار الأسد  برقية تهنئة إلى الرئيس محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران أعرب فيها باسم الشعب العربي السوري وباسمه عن أخلص التهاني وأطيب التمنيات للرئيس أحمدي نجاد وشعب إيران الصديق.

أحمدي نجاد: لا تستطيع أي قوة في العالم أن تفرض إرادتها على الشعب الإيراني

وفي كلمة له  بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية أكد الرئيس أحمدي نجاد أمام حشد كبير في طهران أن الثورة الإسلامية في إيران انطلقت لإحياء الاستقلال والعزة للشعب الإيراني وكل شعوب العالم حيث يقر الأعداء اليوم بأن الشعب الإيراني هو من أكثر الشعوب والبلدان استقلالا في العالم" ولا تستطيع أي قوة أن تفرض إرادتها على هذا الشعب الذي يدافع عن حقوقه الأساسية ولا يتراجع قيد أنملة عنها".

وقال أحمدي نجاد "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أصبحت دولة نووية وإن أعداءنا يشعرون بالانزعاج من ذلك ويريدون منع حركة الشعب الإيراني بذريعة البرنامج النووي وهم يمارسون مختلف أنواع الضغط لحرماننا من حقنا النووي ولكن الشعب انتصر على الأعداء ما دفعهم لتغيير لهجتهم والحديث عن الحوار".

20130210-161054.jpg

وخاطب الرئيس الإيراني الأمريكيين قائلا "نرفض الحوار في ظل لعبة التهديد والضغوط ولا ينبغي استخدام الحوار كوسيلة لفرض الإرادة على الشعوب .. إنهم يريدون التفاوض مع إيران التي تدعو دائما للحوار لكن ليس ذاك الذي يقع تحت وطأة التهديد وقوة السلاح".

وأضاف أحمدي نجاد "أقول لكم صراحة إن إصلاح لهجتكم ضروي جدا لكن هذا لا يكفي ولا بد أن تزيلوا الأسلحة عن جبهة الشعب الإيراني وسنحاوركم على أساس العدالة والتعاون وعليكم الانتباه إلى هذه الحقيقة لأنكم بذلتم كل ما بوسعكم لمنع إيران من نيل حقوقها النووية لكنكم فشلتم واليوم تريدون سرقة إنجازات الشعب الإيراني وهذا الأمر لن يتحقق مطلقا".

وأوضح الرئيس الإيراني أن إيران حققت استثناءات فريدة في المجال العلمي والتكنولوجي وإن الخبراء الإيرانيين استطاعوا أن يبعثوا كائنا حيا إلى الفضاء الخارجي وإعادته سالما للأرض كما صنعوا بأيديهم المسبار وقمرة القيادة وأنظمة الاتصال مع القمر والقواعد الأرضية ومنصات الإطلاق ومظلات الهبوط وأنظمة القياس ومراقبة الأبعاد الحيوية للكائن الحي.

وتابع أحمدي نجاد "إننا ضمن البلدان القليلة في العالم التي تمتلك الدورة الكاملة لإطلاق القمر الصناعي ونحن ندير ونوجه هذه الأقمار وفي القريب العاجل سنطلق القمر الصناعي الإيراني على مدار 36 ألف كيلومتر وسنقف في مصافي الدول المتقدمة في الإعلام وسنرسل نداءات السلام والعدالة لكل الإنسانية".

ولفت أحمدي نجاد إلى أن الخبراء الإيرانيين صنعوا مؤخرا أحدث طائرة مقاتلة تتمتع بكل أنظمة المقاتلات والقاذفات في العالم وتجمع كل الخصوصيات الحديثة.

وشدد الرئيس الإيراني في ختام كلمته على أن الثورة الإسلامية ملك للشعب الإيراني ولا يمكن حصرها في الأحزاب والتيارات السياسية وهي جاءت من أجل تطبيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية والقضائية والتعليمية والسياسية وإن صيانتها واستمرار حركتها واجب على الجميع وعلى الشعب الإيراني أن يصون حريته التي حققتها له الثورة.

مسيرات مليونية واحتفالات بجميع المدن الإيرانية احتفاء بذكرى انتصار الثورة الإسلامية

وبمناسبة حلول الذكرى الـ 34 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران وتحت شعار ملحمة الوحدة والمشاركة الوطنية انطلقت صباح أمس مسيرات مليونية واحتفالات في جميع أنحاء البلاد تأكيداً على دعم الشعب الايراني لمبادئ الثورة وتضامناً مع اهدافها المستمرة.

20130210-160952.jpg

ودعت الأحزاب والتنظيمات والمؤسسات والمجموعات السياسية المختلفة أبناء الشعب الإيراني للمشاركة بكثافة في هذه المسيرات.

كما دعت اللجنة التنسيقية للإعلام الإسلامي في بيان لها أمس جموع الشعب الإيراني للمشاركة في المسيرات المليونية لتجديد البيعة لمبادئ الثورة الإسلامية وإيصال رسالة رادعة إلى أعداء الشعب الإيراني ولقوى الاستكبار العالمي.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أكد في كلمة له الليلة الماضية "إن الثورة الإسلامية تتعلق بالبشرية جمعاء وليست حكرا على أحد ولم تندلع من أجل جعل الإيرانيين حكاما على العالم وبقيت خالدة لأنها أحدثت تحولاً إنسانياً وأن رسالتها انتشرت بشكل واسع في العالم".

وقال الرئيس أحمدي نجاد أمام عدد من السفراء ومسؤولي الممثليات الأجنبية والمنظمات الدولية المعتمدين في إيران بمناسبة حلول ذكرى انتصار الثورة الإسلامية "إن الثورة الإسلامية هي حركة تاريخية لم تحدث فقط تغييرا سياسيا كبيرا في إيران بل كانت حركة إنسانية خالدة وعميقة جدا".

وأضاف الرئيس الإيراني "إنه مر 34 عاما على انتصار الثورة الإسلامية إلا أن الجميع سيشهد بأن الجماهير الإيرانية ومثل السنوات الماضية من عمر الثورة ستتحرك بنفس الحماس والنشاط".

وتابع الرئيس أحمدي نجاد قائلا "إن الثورة الإسلامية جاءت لكي تقول إن الإسلام والمسيحية أو الأديان الأخرى أتت لإقامة العدالة والإنسانية والسلام والأمن المستدام وإزالة الفقر والحرمان والتمييز وتوفير الرفاه لجميع الناس".

وأكد الرئيس الإيراني أن معارضة إيران للاحتلال ولسياسة التمييز والظلم ولأولئك الذين يخططون للهيمنة على الشعوب تأتي دفاعا عن الإنسان وعلينا جميعا أن نتصدى للمتغطرسين.

السفير الإيراني بدمشق: قوى الاستكبار العالمي المتكالبة على سورية واهمة في تحقيق مآربها

بدوره أكد السفير الإيراني بدمشق محمد رضا شيباني أن ما تمر به المنطقة سببه طمع دول الاستعمار والاستكبار العالمي في خيرات ومقدرات شعوب هذه المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي المهم.

وقال شيباني في كلمة له بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران: إن هذه القوى الطامعة تذرعت بحجج زائفة لإزاحة العوائق التي تحول بينها وبين تحقيق أهدافها فوضعت على رأس اهتماماتها الكيد للدول التي تدافع عن مصالح وحقوق الشعب وتشكل محورا للممانعة والمقاومة ضد الاستكبار والصهيونية.

وأضاف شيباني إن سورية قلعة المقاومة والصمود تعرضت منذ قرابة عامين لمؤامرة كبرى وحرب بالإنابة تكالبت فيها كل القوى الإقليمية والدولية فاستخدمت إعلامها وفكرها المريض وأموالها وسلاحها بيد العصابات الإرهابية من كل الجنسيات لتقتل آلاف السوريين الأبرياء وتخرب البنى التحتية وتبيد المؤسسات السياسية والاقتصادية والعسكرية وتنهب الثروات التاريخية والإنسانية وتشعل نزاعات طائفية وهمية بغضاء تجذر الكراهية والحقد في نفوس الشعب الواحد وتدخله في دوامة يتوارثها الأبناء والأحفاد.

وأوضح شيباني أن هذه القوى تأتي بعد كل هذا لتحمل سورية وزر ما فعلته بمالها وسلاحها وتكيل لهذا البلد العريق الاتهامات في المجتمعات الدولية ثم تستدير لتضع تلك العصابات الإرهابية المسلحة التي كانت أداة لها في مؤامراتها على قائمة المنظمات الإرهابية لافتا إلى أن الشعب السوري اليوم يدفع ثمن هذه الازدواجية في سياسة تلك القوى المستكبرة.

ولفت شيباني إلى أن هذه القوى الاستكبارية فعلت فعلتها ونفذت مؤامرتها وجعلت أرض سورية الطاهرة مسرحا لسيناريو عملت على كتابته والتخطيط له سنوات وسنوات لإيمانها بحتمية وجود سورية في أي معادلة دولية وإقليمية وعربية وإسلامية وليقينهم بأن القضاء على المقاومة يبدأ بشكل أو بآخر في إضعاف أهم أركانها في المنطقة وهو سورية العروبة وشعبها الذي تنفس بأنفاس المقاومة واحتضنها في لبنان وفلسطين على مدى عقود.

وأكد السفير الإيراني أن هذه القوى واهمة في تحقيق مآربها وليست هي المرة الأولى التي تختبر فيها المقاومة والمقاومين وقد استهلكت كل أوراقها وليست هي المرة الأولى التي تخرج فيها خاسئة منكسرة وتخرج المقاومة منتصرة.

وأشار شيباني إلى أن العدوان الإسرائيلي على مركز للبحث العلمي في منطقة جمرايا بريف دمشق هو دليل على حقدهم وفشلهم.

وقال شيباني إن أبناء شعب سورية العظيم يليق بهم أن يفخروا بأنهم شعب مقاوم في العالمين العربي والإسلامي ويعتزوا بدورهم وبدور وطنهم سورية وحساسية موقعها في أي معادلة سياسية في المنطقة.

وأكد شيباني أن ايران كانت وماتزال سدا منيعا في وجه أي متآمر يريد الأذى لسورية وشعبها وهي تؤكد ضرورة تقدم الإصلاحات وتعلن استمرار وقوفها إلى جانب الشعب السوري حتى يخرج من أزمته ولتخفيف آلامه من خلال تقديم بعض المساعدات إيمانا برد الجميل والوقوف إلى جانب سورية العزيزة التي وقفت مع شقيقتها إيران لعقود خلال ما تحملته من الضغوط.

ودعا السفير الإيراني جميع أبناء الشعب السوري إلى الوقوف بوعي وإيمان وصبر ضد هذه المؤامرة المقيتة لافتا إلى أن إيران أعلنت مرارا من منطق واجبها الأخلاقي والإنساني والديني رفضها للعنف والتدخل الخارجي وعدم وقوفها مع من يخطف ويقتل ويخرب ويسلب الشعب أمنه واستقراره ودعت الشعب السوري بكل أطيافه إلى التعاضد واللجوء إلى الحوار بصدق وشفافية باعتبار ذلك الحل الوحيد للخروج من الأزمة المفتعلة.

وقال شيباني: "إن إيران استضافت ملتقى حوار وطني في طهران تمخض عنه تأسيس لجنة متابعة وقدمت مبادرة من ستة بنود للخروج من الأزمة ودعمت مبادرة السيد الرئيس بشار الأسد كإطار مناسب للحل".

وشدد شيباني على أن حقن الدماء وأمن سورية وحماية ثرواتها مسؤولية الجميع ومسؤولية كل سوري غيور على وطنه مهما كان توجهه فمصلحة الوطن هي العليا والحل السياسي والحوار الوطني وحدهما سيوصلانه لشاطئ الأمان ويبعدان رجس الدخلاء والطامعين والمستفيدين عنه.

وقال شيباني: إن الثورة الإسلامية سارت بإيران قدما لتحقيق أهداف نبيلة وعظيمة كثيرة وجعلت في ذروة أولوياتها تحقيق الاستقلال والسيادة الحقيقيين وحرية التعبير وتقرير المصير وتكريس مبادئ الإسلام الأصيل على أرضها فضلا عن أهدافها في مواجهة الاستبداد والاستكبار العالمي والكيان الصهيوني وحماية المستضعفين والدفاع عن القيم الإنسانية والإلهية والعدالة والوقوف إلى جانب القضايا العادلة في العالم بوجه الظلم.

وأشار شيباني إلى أن الثورة الإيرانية سعت لتحقيق مطالب شعبها في الاستقلال ومواجهة المخططات الاستعمارية في المنطقة وعملت على تحقيق الحرية وصولا لتقرير الشعب مصيره بنفسه وهو ما لم ينسجم مع مصالح وسياسيات القوى الاستكبارية ما جعلها عرضة لتحديات جمة منذ بداية انطلاقتها فبدأ سيل من التحديات السياسية مارسته القوى العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية في الميادين الدولية إضافة إلى التهديدات العسكرية والأمنية التي تجسدت في حرب الثماني سنوات التي فرضت على إيران.

وأوضح شيباني أن هذه القوى الاستكبارية لجأت إلى الحصار الاقتصادي ظنا منها أنها ستكسر شوكة الشعب الإيراني الذي قام بدافع إيمانه وعقيدته بحماية ثروته إلى أن تكلل بالنصر المبين واستطاع إفشال التهديدات والحصار وتحويلهما لحافز على العطاء والصمود وقدرات خلاقة ارتقت إيران من خلالها إلى مصاف الدول المتقدمة وصولا إلى الاكتفاء الذاتي في أغلب المجالات.

وقال السفير الإيراني: إن الثورة الإسلامية في إيران لاتزال تسجل انتصارا بعد انتصار وتسحق كل قيد يصاغ لها وما وصلت إليه من مواقع عالمية رفيعة في مجال العلم والبحث العلمي والصناعات الجوية والفضائية والطبية وتقنية النانو والخلايا الجذعية والاستنساخ والاستفادة من الطاقة النووية لأغراض سلمية فضلا عن التقنيات المتطورة في المنظومة الدفاعية والحرب الإلكترونية وما إجبار الطائرتين الأمريكيتين من دون طيار على الهبوط في الأراضي الإيرانية إلا نموذج من هذه الانتصارات المتتالية.

ولفت شيباني إلى أن إيران أصبحت اليوم عضوا في النادي العالمي للفضاء وطرفا مهما من الأطراف التي دخلت عصر الفضاء وهي تدأب بجهدها في هذا المجال الذي تتوج خلال الأسابيع الأخيرة بإرسال قمر صناعي إلى الفضاء وعلى متنه كائن حي وإعادته سالما إلى الأرض كمقدمة لإرسال إنسان إلى الفضاء في السنوات القريبة القادمة.