الرئيس الامريكي قلق مما وصفه بالشلل التشريعي للعامين القادمين

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم إن الولايات المتحدة غير قادرة على تحمل الوقوع في شلل تشريعي في غضون العامين القادمين في الوقت الذي تتقدم فيه دول أخرى مثل الصين.
واضاف اوباما ان دولا أخرى مثل الصين تعمل وهو الأمر الذي ينبغي على بلاده القيام به والمضي قدما, معربا عن استعداده لسماع أفكار الحزب الجمهوري بشأن تعزيز الانتعاش الاقتصادي البطيء وتوفير فرص عمل, ودعا إلى تنحية السياسة جانبا.
كما دعا أوباما إلى تحقيق تقدم في مقترحات عدة قدمها من بينها اعفاءات ضريبية لتشجيع الشركات على شراء معدات جديدة والاستثمار في البحوث والتطوير, والى جعل التخفيضات الضريبية للطبقة المتوسطة دائمة, وإلى تمديد اعانات البطالة.
وقال الرئيس الأمريكي إن فتح الأسواق أمام السلع الامريكية أحد اسس توفير فرص العمل, وان المنافسة الاجنبية هي اهم ما تواجهه البلاد, ووصف أحدث أرقام لمعدلات البطالة بالأخبار المشجعة الا انه رأى انه ما زال يوجد الكثير من العمل لزيادة فرص العمل داعيا الحزب الجمهوري إلى العمل معه.
من جهة أخرى أعرب أوباما عن سعادته بنمو وظائف اكثر صحة في بلاده بيد انه اقر بأن الاقتصاد الأمريكي لا يخلق فرصا كافية من الوظائف تكفي الامريكيين المحتاجين إلى وظيفة.
وأضاف أوباما أنه منفتح على أي فكرة او اقتراح سيساعد على جعل الاقتصاد ينطلق بسرعة مشيرا إلى ان الركود الاقتصادي تسبب بمتاعب كثيرة وأنه من الأساسي التشجيع على نمو الاعمال لخلق فرص عمل أكثر.
وأعلنت الحكومة زيادة فرص العمل بمعدل اكثر من المتوقع في تشرين الاول الماضي بيد ان هذا المعدل ليس بالكافي لخفض معدل البطالة الذي يقدر بـ 6ر9 بالمئة.
وكان الحزب الديمقراطي الامريكي خسر السيطرة على مجلس النواب وتقلصت سيطرته على مجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي التي جرت الثلاثاء الماضي.
الجمهوريون يعملون لترك بصماتهم على الكونغرس قبل الانتخابات الرئاسية في 2012
يذكر ان الجمهوريين يعملون لحشد قواهم في محاولة لترك بصماتهم على الكونغرس وتعزيز مواقعهم قبل سنتين من الانتخابات الرئاسية الامريكية في 2012 وذلك بعد ان حققوا فوزا كبيرا في انتخابات منتصف الولاية التشريعية الثلاثاء الماضي .
وقال زعيم الكتلة الجمهورية في مجلس النواب جون بونر الذي سيصبح اعتبارا من كانون الثاني القادم رئيسا للمجلس وحامل لواء معارضة الرئيس باراك أوباما: انه إذا كان له الحظ بأن يخدم كرئيس لمجلس النواب فسوف نكون مسؤولين عن كونغرس مغاير تماما لافتا بذلك الى الانتصار الذي حققه الجمهوريون وذلك في إشارة أيضا إلى المنافسة الشديدة التي ستلاقيها الإدارة الديمقراطية برئاسة أوباما.
وأشار بونر أمس في رسالة من 44 صفحة تحمل عنوان "ركائز الأكثرية الجديدة" إلى الخطوط العريضة للبرنامج الجمهوري اهمها ضوابط اقل من جانب الحكومة والغاء قانون التغطية الطبية والحد من إنفاق الدولة الفيدرالية وإصلاح الكونغرس.
وكلام بونر يتوافق مع ما أشار إليه أيضا رئيس الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في خطاب ألقاه أمس أمام مؤسسة هريتادج فاوندايشن البحثية المحافظة بأن هدف الجمهوريين يجب ان يكون منع اوباما من الفوز بولاية رئاسية ثانية في 2012 مضيفا أن البيت الأبيض أمامه خياران إما أن يغير الاتجاه أو أن يبقي على رؤيته لدولة رفضها الاميركيون ومن هذا المنطلق فان اوباما الذي مد يده الى الجمهوريين إثر فوزهم الثلاثاء الماضي يواجه عوائق على طريق 2012 .
ولكن توماس مان الخبير في معهد بروكينغز للأبحاث أكد أن الجمهوريين لا يسعهم فعل شيء اكثر من القاء الخطب وقال لا يمكن للجمهوريين إلغاء إصلاح النظام الصحي في ظل وجود مجلس شيوخ ديمقراطي ورئيس يمتلك حق الفيتو مشيرا الى ان الجمهوريين لن يتمكنوا حتى من عرقلة تطبيق هذا الإصلاح .
وبالنسبة إلى مان فان الجمهوريين يمكنهم إزعاج أوباما حتى 2012 اذا نجحوا في اخماد كل المحاولات الاضافية للادارة الديمقراطية لدعم الاقتصاد .
غير أن الجمهوريين سيكونون قادرين على ترؤس لجان برلمانية وبهذا السلاح القوي في ايديهم سيكون بامكانهم اطلاق تحقيقات برلمانية تستهدف ادارة اوباما .
وفي هذا الإطار من المقرر أن يترأس النائب داريل عيسى لجنة الرقابة على الحكومة واصلاحها ليصبح بذلك المراقب الجديد المتربص بالحكومة حيث أعلن في مقابلة مع شبكة "ام اس ان بي سي" هذا الاسبوع انه يعتزم اطلاق تحقيقات لتبيان كيف كان ليبدو عليه قانون التغطية الصحية من دون الوعود التي تم قطعها للأفرقاء المختلفين واعدا ايضا بمكافحة ماسماه الغموض والاحتيال لاستغلال في الإدارة .
وفي اطار محاولات الجمهوريين للسيطرة على الامور اشارت الوكالة الى ما وصفته بالمناورات الكبرى التي بدأت خلف الكواليس للسيطرة على المراكز الاساسية في الاكثرية الجديدة حيث طالبت ميشيل باكمان مؤسسة حزب الشاي الحركة المحافظة في مجلس النواب غداة الانتخابات بأن يكون لها مكان في القيادة الجمهورية الجديدة.
وبفضل انتصارهم في انتخابات التجديد النصفي اصبح الجمهوريون يسيطرون على الاكثرية في مجلس النواب حيث يشغلون 240 مقعدا من أصل 435 إما في مجلس الشيوخ وعلى الرغم من فوزهم فهم لا يزالون اقلية. اما حزب الشاي فقد خرج معززا بانتصار كبير فمن اصل اكثر من ستين مقعدا انتزعها الجمهوريون من الديمقراطيين هناك نحو ثلاثين فاز بها مرشحون مدعومون من حزب الشاي.
شام نيوز - وكالات