الرئيس التركي: العلاقة بين سورية وتركيا أصبحت انموذجا يحتذى لقوتها ومتانتها

أكد السيد عبد الله غل رئيس الجمهورية التركية أهمية العلاقة الاستراتيجية بين سورية وتركيا التي أصبحت في قوتها ومتانتها أنموذجا يحتذى في العلاقات لما فيه مصلحة البلدين وخدمة قضايا المنطقة وشعوبها.

ودعا الرئيس غل خلال لقائه المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء إلى ضرورة العمل المشترك لتعزيز علاقات التعاون المتنامية بين البلدين وضرورة تطويرها وتوسيع آفاقها استجابة للروابط والصلات التاريخية والثقافية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.

20101221-221800.jpg

واطلع الرئيس التركي من المهندس عطري على نتائج أعمال الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا ومشاريع الاتفاقيات التي أبرمت في اختتام أعماله والرامية إلى زيادة حجم التبادل التجاري وتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي والاستثماري وتنفيذ وانجاز مشاريع ربط الغاز والطاقة الكهربائية وتطوير المنافذ الحدودية ومنظومة النقل بأشكاله المختلفة.

حضر اللقاء الوفد الوزاري المرافق للمهندس عطري وسفير سورية لدى أنقرة والسفير التركي بدمشق.

بيان مشترك يؤكد على تعميق التعاون بين البلدين في كل المجالات

وصدر عن الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا بيان مشترك أكد على تعميق التعاون بين البلدين في كل المجالات وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة في مجالات الطاقة جاء فيه:

عقد الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية برئاسة مشتركة للسيد محمد ناجي عطري رئيس وزراء الجمهورية العربية السورية والسيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء في الجمهورية التركية في أنقرة بتاريخ 20/21 كانون الأول 2010.

شارك في الاجتماع الوزراء الأتراك والسوريون المسؤولون عن الخارجية والاقتصاد والتجارة والاستثمار والمالية والجمارك والزراعة والإسكان والتعمير والإدارة المحلية والنفط والغاز والطاقة والري والنقل والشؤون الاجتماعية والعمل والبيئة.

وخلال الاجتماع بحث الجانبان ما يلي:

.. استذكرا علاقاتهما القوية وعميقة الجذور والروابط الاجتماعية والثقافية وعلاقات الأخوة وحسن الجوار بينهما.

.. أعربا عن ارتياحهما للتقدم الذي تم إحرازه منذ الاجتماع الأول الذي عقد في دمشق في 23 كانون الأول 2009.

.. كررا تصميمهما على تطوير وتعميق وتعزيز التعاون بينهما في كل المجالات الممكنة.

.. أكدا أن علاقاتهما تتطور على قاعدة الاحترام المتبادل وخدمة مصالح البلدين والشعبين.

.. وشددا أيضا على أهمية التنسيق المستمر والتعاون بين سورية وتركيا تجاه القضايا الإقليمية بهدف إقامة سلام واستقرار وأمن دائم في الشرق الأوسط وشرق المتوسط.

.. استعرض الطرفان بعمق خلال الاجتماع الجهود المبذولة من قبل مختلف الوزارات والمؤسسات في البلدين عبر الزيارات المتبادلة واللقاءات والمراسلات.

.. عقد الوزراء من كلا الطرفين اجتماعات ثنائية حيث تابعوا تنفيذ ال51 وثيقة كل في مجال اختصاصه والموقعة خلال الاجتماع الأول للمجلس بتاريخ 23 كانون الأول 2009 وبحثوا في أساليب وطرق تطوير مجالات التعاون.

خلال الاجتماع قرر الجانبان تنفيذ المشاريع التعاونية التالية في المستقبل القريب.

1/ وضع حجر الأساس لإنشاء البوابة الحدودية المشتركة في نقطة نصيبين القامشلي بتاريخ 26 كانون الثاني 2011.

2/ وضع حجر الأساس لبناء سد الصداقة المشترك على نهر العاصي قبل نهاية شهر كانون الثاني 2011.

3/ إنشاء بنك سوري تركي لتسهيل التجارة والاستثمار بين البلدين خلال العام 2011.

4/ تطوير مشروع مشترك لخدمة القطار السريع بين غازي عينتاب وحلب خلال العام 2011.

5/ إكمال ربط خط شبكة أنابيب الغاز الطبيعي للبلدين في العام 2011.

6/ إكمال تقديم قرض ائتماني من قبل بنك اكزيم التركي للحكومة السورية بقيمة 180 مليون يورو تعادل 250 مليون دولار طبقا لمذكرة تفاهم تم توقيعها لتمويل مشاريع محددة في سورية تنفذها شركات تركية.

.. شدد الجانبان على أن المساهمة في استقرار وأمن المنطقة تشكل بعدا مهما للتعاون بينهما وإذ يجددان التزامهما بالاتفاقيات السابقة في مجال التعاون الأمني وقع الطرفان اتفاقية حول التعاون المشترك ضد الإرهاب والمنظمات الإرهابية تعزيزا للتعاون الأمني بينهما.

.. أعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التعاون الأمني الثنائي القائم بينهما وأكدا تصميمهما على تعميق هذا التعاون والذي يشكل أيضا إسهاما في الأمن والاستقرار الإقليمي.

20101221-223026.jpg

.. لاحظ الطرفان أن عددا من اللقاءات وورشات العمل والندوات والدورات والزيارات الفنية قد تم بين ممثلي السلطات المختصة من سورية وتركيا على مختلف المستويات لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والجمارك والزراعة والمقاييس والنقل والاتصالات والصحة والإسكان منذ الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى وهذا التطور المرحب به يؤكد على حقيقة أن الاتفاقيات الموقعة في اللقاء الأول قد تم تنفيذها بشكل فعال من الطرفين.

.. الطرفان السوري والتركي مصممان أيضا على تعزيز التعاون في شؤون الملاحة البحرية والجوية.

.. جدد رئيسا الوزراء دعمهما لاستمرار اجتماعات "لجنة الأملاك السورية التركية" التي تم إنشاؤها لإيجاد حل لقضايا الأملاك التاريخية العالقة.

.. أعرب رئيسا الوزراء عن ارتياحهما لتنفيذ اتفاقية التجارة الحرة والتي دخلت حيز التنفيذ بتاريخ 1 كانون الثاني 2007 وأكدا على أن اتفاقية التجارة الحرة هي إحدى أهم الوسائل لزيادة التجارة بين البلدين.

.. اتفاقا منهما على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما في مجالات الطاقة بروح من المساواة والتعامل بالمثل والاستفادة المشتركة أعرب الطرفان عن ارتياحهما لمستوى التعاون القائم في مجال الطاقة.

تعزيز العلاقات التركية العربية في إطار مؤسساتي يخدم المصالح العربية والتركية

ولحظ الطرفان أيضا بارتياح أن الجهود الحالية للاستكشاف والإنتاج المشترك لمصادر الهيدروكربون وكذلك في حقل الكهرباء والغاز الطبيعي قد حققت مساهمة هامة للتقدم الثابت في هذا التعاون.

.. لاحظ الطرفان نتائج الاجتماع الثالث لمنتدى التعاون العربي التركي الذي انعقد في اسطنبول في 10 حزيران 2010 بهدف تعزيز العلاقات التركية العربية في إطار مؤسساتي يخدم المصالح العربية والتركية.

وبهذا الخصوص أشار الطرفان إلى الإعلان عن تأسيس مجلس استراتيجي رباعي عالي المستوى بين سورية وتركيا والأردن ولبنان على هامش الاجتماع المذكور ومن المتوقع أن تؤدي آلية التعاون متعددة الأطراف هذه إلى إقامة منطقة تجارة حرة وتجوال حر بين هذه الدول.

.. أعرب الطرفان عن دعمهما الكامل لإيجاد تسوية عادلة ودائمة في قبرص تحت إشراف المساعي الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة وعلى أساس معايير الأمم المتحدة الثابتة بهدف إقامة شراكة بين منطقتين وجاليتين على أساس المساواة السياسية.

.. استعرض الطرفان أيضا خلال الاجتماعات التطورات في الشرق الأوسط والمسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأكدا أهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار لشعبي البلدين وشعوب المنطقة.

.. لقد كانت التطورات في العراق من بين المسائل الأساسية التي تمت مناقشتها خلال الاجتماعات. ولكونهما صديقين وجارين للعراق اتفق الطرفان على الحاجة لدعم الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار فيه الأمر الذي يساعد في توفير السلام والرفاهية للشعب العراقي.

ورحب الطرفان بالتفاهم الذي تم التوصل إليه بين المجموعات السياسية العراقية والذي أدى إلى عقد جلسة للبرلمان العراقي بتاريخ 11 تشرين الثاني وانتخاب رئيس للبرلمان ورئيس للعراق.

كما رحب الطرفان بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة نوري المالكي التي تم تشكيلها على أساس الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المجموعات السياسية.

أكد الجانبان بقوة على الأهمية التي يعلقانها للحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا وأمنه واستقراره.

.. أكد الطرفان على الأهمية التي يوليانها للحفاظ على الهدوء والاستقرار والوحدة السياسية في لبنان.

وإذ يؤكدان أن الاستقرار في لبنان هو جوهري للمنطقة برمتها جدد الطرفان التزامهما الاستمرار بجهودهما للمساعدة في تشجيع الحوار وإعادة الوفاق بين كل مجموعات الطيف السياسي اللبناني.

.. وتأكيدا منهما على الحاجة الملحة لإيجاد حل شامل للصراع العربي الإسرائيلي على المسارات الثلاثة جدد الطرفان قناعتهما بان الحل العادل والقابل للاستمرار يجب أن يتم على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام ومرجعية مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية.

.. أعرب الطرفان عن قلقهما تجاه أن مباحثات السلام قد توقفت بسبب استمرار الغطرسة الإسرائيلية.

وكرر الطرفان بأن السياسة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية والأراضي العربية المحتلة غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة بوجه السلام.

.. يبقى الطرفان معنيين بالمعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإذ يؤكدان على الحاجة الملحة لرفع الحصار غير الشرعي المفروض على شعب غزة يجددان التزامهما الاستمرار بالمساهمة بالجهود الدولية الهادفة إلى تحسين الوضع الإنساني على الأرض.

.. كرر الجانب السوري تقديره للدور النزيه والمركزي الذي تلعبه تركيا لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة ورحب بالجهود التي بذلتها خلال المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل.

اتفق الجانبان على الاستمرار بالتنسيق والتعاون في هذا المجال بهدف الوصول إلى حل دائم يضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان السوري المحتل في العام 1967.

.. أعرب الجانبان عن ارتياحهما للدعم الذي يقدمانه لمرشحي كل منهما في المنظمات الدولية والإقليمية.

.. دعما لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط استعرض الطرفان التطورات الأخيرة المتصلة بموضوع إيران النووي وشددا على أهمية إيجاد حل دبلوماسي لهذه المسألة في الوقت الذي يعترفان به بحق كل الدول بالاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وشددا أيضا على عالمية معاهدة عدم الانتشار وضرورة انضمام إسرائيل إليها بصفة دولة غير نووية.

ورحب رئيسا الوزراء بتوقيع الوثائق التالية:

1/ اتفاقية حول التعاون المشترك ضد الإرهاب والمنظمات الإرهابية بين حكومة الجمهورية العربية السورية وحكومة الجمهورية التركية.

2/ مشروع اتفاق للتعاون بين هيئة تخطيط الدولة وبنك اكزيم التركي.

3/ اتفاقية للتعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية ووزارة الدولة لشؤون المرأة التركية حول الخدمات الاجتماعية ورعاية الطفل.

4/ مذكرة تفاهم في مجال تطوير عمل المديرية العامة للمصالح العقارية بين وزارة الإدارة المحلية في الجمهورية العربية السورية ووزارة الأشغال العامة والتجمعات السكنية في الجمهورية التركية.

5/ مشروع برنامج تنفيذي للتعاون بين وزارة الإسكان والتعمير في الجمهورية العربية السورية ووزارة الإسكان والمرافق التركية.

6/ برنامج تنفيذ لاتفاق التعاون في مجال حياة العمل والاستخدام والضمان الاجتماعي بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية ووزارة العمل والضمان الاجتماعي في الجمهورية التركية للأعوام 2011/2013.

7/ مذكرة تفاهم بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية للتعاون في مجال توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية والطاقات المتجددة ورفع كفاءة الطاقة.

8/ البرنامج التنفيذي الأول لاتفاقية التعاون في مجال البيئة.

9/ مشروع مذكرة تفاهم بين مجلس النقد والتسليف في مصرف سورية المركزي والسلطة الرقابية المصرفية التركية.

10/ خطة عمل للعام 2011 لتنفيذ مذكرة التفاهم حول المساعدة الفنية والتعاون بين هيئة تخطيط الدولة في الجمهورية العربية السورية وبنك التنمية التركي التي تم توقيعها بتاريخ 30/10/2010.

11/ إعلان نوايا حول التعاون في مجال الغطاء الجغرافي للمركبات المؤمنة من كلا البلدين.

زيادة عدد الرحلات الجوية بين سورية وتركيا 

أعلن وزير المواصلات والنقل التركي بن علي يلدرم أن سورية وتركيا اتفقتا على زيادة عدد الرحلات الجوية بينهما بسبب الزيادة المتنامية في عدد الركاب والبضائع المنقولة بين البلدين وخاصة بعد إلغاء سمات الدخول بينهما.

وأوضح الوزير التركي في تصريح لـ سانا في ختام الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا أن البلدين سيعملان خلال الفترة القريبة القادمة على افتتاح خط للقطار السريع بين غازي عنتاب وحلب يقطع المسافة بينهما في نحو 30 دقيقة.

وأشار إلى أن المجلس بحث بعض الأمور التي تسهم في تسهيل وتبسيط الاجراءات في المنافذ الحدودية والطرق والتعاون بمجال الملاحة البحرية وعمليات البحث والانقاذ معربا عن استعداد بلاده لتقديم المساعدات الفنية اللازمة لسورية في هذه المجالات.

وبين الوزير يلدرم أن وزراء النقل في سورية ولبنان والأردن وتركيا سيعقدون اجتماعا بداية الشهر القادم في عمان لمناقشة مواضيع التعاون في مجال النقل على الصعيد الاقليمي.