الرئيس اللبناني: ليس النظام السوري هو جارنا فقط بل أيضاً الشعب السوري

 

 

دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم الاثنين القيادة السورية إلى التحاور مع كل أطياف المعارضة، واصفاً علاقته بالرئيس السوري بشار الأسد بالجيدة.

وقال سليمان في مقابلة مع موقع "ليبانون فايلز": "إنّ علاقتي جيّدة مع الرئيس السوري بشّار الأسد ومع القيادة السوريّة، وما أقوله في السرّ والجلسات الخاصّة أقوله أيضاً في العلن.. أنّنا مع الديمقراطيّة في سورية وغيرها، ومع تداول السلطة في سورية وغيرها".

وأضاف "ندعو القيادة السوريّة لأن تتحاور مع المعارضة بأطيافها كلّها ولأن تطبّق المبادرة العربيّة الأولى، وإبقاء المعالجة ضمن الجامعة العربيّة".

وأشار إلى أن "موقف الدول ينبع من جغرافيّتها السياسيّة، وسورية جارتنا الوحيدة في ظلّ وجود العدوّ الإسرائيلي على الحدود الأخرى، ولكن، ليس النظام السوري هو جارنا فقط بل أيضاً الشعب السوري، ولذلك تشعر بانقسام اللبنانيّين حول هذا الموضوع، بين فريقٍ يؤيّد هذا القسم من الشعب وفريقٍ يؤيّد القسم الآخر من الشعب.. كذلك تنقسم القرى المتاخمة للحدود مع سورية بين تأييد قسمٍ من الشعب السوري أو تأييد قسمٍ آخر".

وتمنى "أن نبقى على علاقة جيّدة مع الشعب السوري بفئاته كلّها، فلا ندعم هذه الفئة لصالح أخرى ولا نحارب فئةً من أجل تحقيق مصلحة أخرى.. كما نتمنّى أن تتحقّق الديمقراطيّة في أسرع وقتٍ ممكن، من دون عنفٍ أو اقتتال".

وردا على سؤال حول علاقته مع القيادة السورية، قال "انه على تواصل مع الأسد"، ونفى وجود عتب سوري على لبنان وقال "العتب يحصل حين يضمر الإنسان شيئاً ويفعل شيئاً آخر، في حين أنّني صريح جدّاً في علاقتي مع الرئيس الأسد، منذ كنت قائداً للجيش، حيث اتّسمت علاقتي به بالصراحة دوماً، وإن لم أبلغه بموقفي وبما أشعر به من خلال مواقف بعض الدول أكون كمن يكذب عليه، كما أقدّم إليه أحياناً بعض الأفكار التي يمكنه أن يستفيد منها".

وما إذا كان يخشى من انعكاسات سلبيّة على لبنان في حال حصول تغيير في سورية أجاب "يجب ألا يحصل أيّ انعكاس سلبيّ، فالنظام الذي لم نطبّقه كما يجب في لبنان تحوّل إلى نعمة وساهم في حفظ الوضع وتجنيب لبنان الكثير".

وقال إن الاتفاقيّات بين لبنان وسورية "موجودة، إلا أنّها كانت تتعثّر دوماً في التطبيق، ولم تطبّق يوماً بشكلٍ سليم، كما أنّ الظروف الحاليّة تحول دون ذلك".

ونفى أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة باكي مون خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان قد ضغط على لبنان لاتخاذ موقف معين فيما يتعلق بالملف السوري وقال "لا صحّة لذلك، فالأمين العام كان مدعوّاً إلى الاسكوا للمشاركة في نشاط وهو يحرص دوماً على زيارة الدول الأعضاء في مجلس الأمن، كما أنّ لقاءاتنا تكون دوماً موسّعة وبحضور الوزراء اللبنانيّين، وهم من أطياف مختلفة، وهو تحدّث عن الملف السوري ولكن ليس من باب الضغط على لبنان".

وأضاف أن وزير خارجية تركيا داوود أوغلو الذي زار لبنان أيضا "لم يسمح لنفسه أبداً بالكلام على هذا الموضوع السوري، بل بادرت إلى الطلب منه العمل على إيجاد حلّ لما يجري في سورية، فعرض أمامي للخطوات التي قامت بها تركيا في هذا الخصوص، مشيراً الى أنّها لم تلقَ التجاوب المطلوب، ومعبّراً عن حسن نيّة في هذا المجال".

ونفى سليمان أن تكون الاعتداءات التي وقعت على القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان على صلة بالأحداث في سورية وقال ان "الاعتداءات بدأت قبل اندلاع هذه الأحداث، (في سورية) وهي عمل إرهابيّ يهدف إلى دفع قوات اليونيفيل لسحب جنودها من لبنان".

وأضاف أنه "على القوات الدولية ألا تخضع للإرهاب، لأنّها لو فعلت فستكون ملاحقة من قبل الإرهاب إلى مدنها وشوارعها ومحطات "المترو" فيها، تماماً كما كان ليحصل مع الجيش اللبناني لو خضع للاعتداء الإرهابي الذي تعرّض له في اليوم الأول من أحداث نهر البارد (للفلسطينيين في شمال لبنان عام 2007) حيث كان الإرهابيّون (فتح الإسلام) سيلاحقوننا إلى ثكناتنا".

وقال "ليس من الضروري أن تكون "القاعدة" وراء هذه الاعتداءات (على القوات الدولية)، لكنه تابع "يتعزّز الشعور بوجود "القاعدة" حين يحصل ما شهدناه في مخيّم "نهر البارد" حيث اتّخذه تنظيم إرهابيّ موقعاً له وأعلن عن وجوده فيه".

هذا واستبعد الرئيس اللبناني انتقال ما يجري في بعض البلدان العربية إلى لبنان، لكنه أشار إلى أن التخريب وارد دوماً، ليس فقط في لبنان بل في الكثير من الدول.

وأضاف "لسنا نعاني من مشكلة كيانيّة في النظام لكي تنتقل إلينا عدوى ما يجري في بعض الدول العربيّة.. لكن التخريب وارد دوما ليس فقط في لبنان بل في الكثير من الدول".

 

 

شام نيوز - ليبانون فايلز