الرجل الأخضر

لو كان عندي منصب كنت كتبت استقالتي و لوحتها بوجوهكم

 

ساهرة صالح. شام نيوز

 

 من كان يتخيل أن يتحول القذافي عندما يغضب إلى الرجل الأخضر.. فعندما دهن ليبيا بهذا اللون, وألغى الدستور وألّف الكتاب الأخضر و فرضه على الشعب الليبي ,

قلنا : يللا , أهل قريش أدرى بشعابها...

وعندما كان يطل كالقمر في ليلة البدر على شعبه و يلقي خطابا ما , لا يصلنا منه في باقي الدول العربية إلا القليل , لم يكن عندها لأحد أن يفهم إلا القليل من هذا القليل , ولكننا كنا نقول : يللا , على الشعب الليبي يفهم ما يقول , وهذا الأهم ...

وأخيراً عندما كانت تصلنا أنباء عن أخر مؤلفات القذافي الأدبية من كتب و قصص قصرت أم طولت , كنا نقول ( شو هاد .... يا لذيذ يا رايئ ) زعيم أمة يجد الوقت الكافي لتأليف القصص ...

 

فكيف لهذا الرجل الذي لم يُفهمنا يوماً كلمةً مما يقول , أن يتكلم بكلّ هذا الوضوح في أخر خطاب له عندما وصف الثوار طلاب الحرية بالجرذان وكيف له أن يتحول إلى الرجل الأخضر , رمز الهمجية عند الغضب ؟؟
وهو ذلك اللذيذ الرايئ الذي يكتب قصصاً للأطفال في أوقات الفراغ..

 

 


 صورة من أجمل ما قال هذا الرجل الأخضر : (( لو كان عندي منصب كنت كتبت استقالتي و لوحتها بوجوهكم ))

إنه يمنن الشعب الليبي بتوليه سدة الحكم لأكثر من أربعين عام !!!!! و كأنه يريد أن يكمل : (( الحق مو عليكن , تضربوا أنتو و اللي عمل حالو زعيم ))

 

كما أنه قال في مجمل خطابه :(( هذي أخرتها , هذي أخرتها , من أنتم)) ربما قلبه الضعيف أرشده إلى أنها النهاية , أو كأنه استفاق من سبات عميق ليسأل شعبه (( من أنتم )) ؟؟؟؟؟ إنه الشعب الليبي يا أيها الزعيم ,

الشعب الذي قطعت أنباءه عن العالم منذ أن استلمت دفة القيادة , وزدته عزلة مؤخرا لتستطيع تصفيته دونما حساب , ولكن لسوء حظك , استطاعت أخبار المجازر التي ترتكبها بحقه أن تجتاز حدود ليبيا لتصل إلى العالم أجمع ... حتى حلفائك خجلوا منك و انسلوا من حولك واحدا تلو الأخر, لتبقى وحيدا, مبعدا و مهزوما على جميع الجبهات .. أما أن لك أن تفهم أن لعبتك التي دامت لأكثر من أربعين عاما قد انتهت , و أن وقت حزم الحقائب قد حان ...

أم أنك تظن أن اللون الأخضر قد يشفع لك عند شعبك ؟؟؟؟ إذا كان هذا حلك أيها الزعيم وجب أن تتذكر قول الشاعر بدوي الجبل :

 

 حلفَ القيدُ أنه من نضارٍ             كلُ قيدٍ على الرقابِ ثقيلُ