الرجل الطيب

الرجل الطيب
ساهرة صالح. شام نيوز
إنها الثورة الأعنف حتى الآن بين الثورات التي شهدناها مؤخرا في الوطن العربي ...
و مدن ليبيا تسقط الواحدة تلو الأخرى بيد المتظاهرين المحتجين و المطالبين برحيل القذافي ...
هم أيضاً سقط منهم ألاف الشهداء , و هو متحصنٌ في مدينة طرابلس العاصمة , بينما نحن نسمع خطابات رنانة بلهجات مختلفة تندد بطريقة تعامل القذافي مع شعبه و تهدد باحتمال التدخل العسكري إذا لم يفهم هذا الرجل ( حسب قولهم ) إن العنف أمر غير مقبول في المجتمع الدولي , و أنه قد تجاوز كلّ الحدود بما أقدم عليه من قتل منظم للشعب الليبي ....
والولايات المتحدة أمرت سفنها الحربية بالاقتراب من السواحل الليبية بعد أن أطالت وزيرة خارجيتها كلينتون في خطابها أمس و حدثتنا عن مبادئ أمريكا الأخلاقية و نبذها للعنف و حبها الكبير لخير الشعوب المنتشرة في جهات العالم الأربع , و كيف أن القذافي ديكتاتور متسلط ,
ولم تتوانى عن ذكر_ ولو بشكل مبطن_ أن مصالح أمريكا قد تتأذى من الوضع الحالي و على القذافي أن يرحل بدون إبطاء ....
ليصرح القذافي بعدها لقناة ABC (( إن أوباما رجل طيب , و لكنهم يضللونه بشأن الوضع الليبي ))
فما حال هذا الرجل الطيب الذي يحكم أمريكا !!! ولماذا كلّما تظاهر شعب عربي ضد رئيسه و اقترب من الإطاحة به , صرح هذا الأخير بأن (( أوباما رجل طيب ))؟؟؟
هل هو فعلا كذلك أم أن القذافي و حسني مبارك من قبله أرادوا بقولهم هذا أن يرسموا خارطة طريق توصلهم في نهاية المطاف إلى العيش بسلام في أحد المدن الأمريكية ...
ولماذا كلّ هذا الغضب الأمريكي الأوروبي والتفاعل غير المسبوق ؟؟؟
هل السبب فعلا أولئك الأبرياء الليبين الذين قضوا على يد النظام ؟؟؟
أم أنها أبار النفط الليبية التي تعمل باستطاعة ثلاثة ملايين برميل يوميا ؟؟
وإن لم يكن لا هذا ولا ذاك , كيف نفسر إذا ضعف التجاوب الأمريكي الأوربي مع الثورات في تونس و مصر .. وكأنهم أرادوا أن يقولوا:
(( يا أخي بدك تقتل 200 – 300 ولك 500 ماشي الحال بس هيك وين بدنا نودي وشنا من المجتمع الدولي )) وكأن للقتل حدود مقبول بها ...
و ما سر تصريح القذافي أمس لقناة ABC (( إن أمريكا خانتني ))
هل هو مجرد كلام , أم أن أمرً ما دبر بليل ؟؟؟
فمن المعروف أن القذافي منذ سنة ال 2003 لم يدّخر جهدا في تصليح و تصحيح العلاقة مع أمريكا , ولم يفشل.
كما أن نجله سيف الإسلام كان قد صرح للشعب الليبي في بداية الثورة بأن أمريكا و أوروبا لن يقبلوا بما يجري لأن مصالحهم سوف تتضرر , و أنهم لا بدّ من أن يتدخلوا ولو عسكرياً , و أن ليبيا سوف تُقسّم ...
هل أراد سيف الإسلام أن يقول بأنّ عائلة القذافي هي القيّم الفعلي على مصالح الأوروبين و الأمريكين أم أنه مجرد لغط ؟؟؟
ما هذه التصريحات النارية المتبادلة و هذه الإنقلابات بين الأصدقاء؟؟
وهل سنشهد منها المزيد في ليبيا , بين الأب و إبنه مثلا ؟؟؟
وما هو سر الرجل الطيب والرجل الأخضر, وأيضا الرجل الذي كان يقف وراء عمر سليمان؟؟؟
هي تساؤلات كثيرة لا بد من أن تجد إجاباتها طريقا لنا يوما ما ...