الرياض - مطار جدة.. مأساة متكررة

** من يأتي إلى المملكة من الخارج .. سواء من المواطنين أو الوافدين إليها .. وتحديداً من مطار الملك عبدالعزيز بجدة .. سواء كان ذلك من خلال "الصالات الشمالية" أو "الصالات الجنوبية" .. فإنه يتعرض لصدمة حقيقية ولا يكاد يصدق انه في المملكة العربية السعودية .. البلد الذي يحتضن المقدسات .. وصاحب اكبر احتياطي بترولي في العالم .. والعضو في مجموعة الدول العشرين .. والدولة التي تنفق أكثر من (400) مليار ريال على خطط وبرامج التنمية .. ووطن الملك الذي نذر نفسه لأن يحمل هذه البلاد إلى قمة المجد .. فلم يكتف – حفظه الله- بالقول .. بل قرنه باستمرار بالعمل .. وبالإنفاق اللامحدود ..
** لا يكاد يصدق هذا لرداءة كل شيء فيه .. وتهالكه .. وبالذات في الصالات الشمالية إلى درجة مخجلة .. وغير قابلة للتصديق ..
** صحيح ان هناك جهوداً مبذولة لرمرمة أوضاعه .. ومعالجة الكثير من أوجه القصور .. أو البشاعة فيه.
** وصحيح ان هناك مشروعاً ضخماً لإعادة بنائه وتشييده من جديد كما سمعنا .. وقرأنا .. وتابعنا ..
** لكن الأكثر صحة هو .. أننا تأخرنا كثيراً في تصحيح هذا الوضع المزري .. والسيئ للمملكة .. ولسمعة المملكة .. ولصورتها عند الكل ..
** والحقيقة أن ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع اليوم هو .. تأخر مغادرة آلاف المعتمرين إلى بلادهم بسبب قصور في أداء شركات خطوط عربية وإسلامية وعالمية تجاه المعتمرين الوافدين من بلدانهم عليها .. وفي مقدمتها شركة الخطوط الجزائرية .. وذلك بسبب تأجيل عدد غير قليل من رحلاتها الواصلة إلى جدة لنقل هؤلاء المعتمرين المتكدسين بصالات مطار الملك عبدالعزيز بجدة .. أو بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة ..
** ولا ندري من نلوم على ذلك ..؟
** هل نلوم وزارة الحج السعودية .. أو نلوم مصلحة الطيران المدني السعودي .. أو نلوم الخطوط السعودية .. أو نلوم شركات الطيران الأخرى لتقاعسها عن أداء التزاماتها تجاه الزوار والمعتمرين القادمين من تلك البلدان .. أو الحجاج المتوقع وصولهم إلينا في نهاية العام ؟!
** لكن ما اعرفه هو .. أنه لولا عدم كفاية التنسيق بين الجهات السعودية المختصة .. لما واصلت شركات الطيران العربية الأجنبية تراخيها وعدم الوفاء بالتزاماتها .. لتضيف بذلك إلى الصورة المؤلمة عن مطاراتنا صورة سوداء عن التكدس فيها في أذهان الوافدين إلينا بالرغم من عدم تحملنا مسؤولية ذلك بصورة مباشرة ..
** ومما يؤسف له هو .. أن هذه المشكلة تتكرر على مدى الأعوام .. وتتضخم وتزداد تعقيداً بعد موسم حج كل عام .. ولا حلول عملية جادة ونهائية ..
** فهل نترك سمعة المملكة رهناً لمن لا يحرصون عليها .. ولا نحاسبهم ، أو نوقفهم عند حدهم .. وإلى متى ؟!
***
ضمير مستتر:
**( مسكين هذا البلد وأهله .. حين يخطئ البعض بحقه وبحقهم .. فلا يحاسبون على أوجه قصورهم .. فيسيئون بذلك إلينا جميعاً).
الرياض - هاشم عبده هاشم