الزراعة المنزلية.. الاتجاه المستقبلي للزراعة ومواجهة التحديات المناخية والاقتصادية والصحية وحتى النفسية!

الزراعة المنزلية.. الاتجاه المستقبلي للزراعة ومواجهة التحديات المناخية والاقتصادية والصحية وحتى النفسية!

رزان حبش – شام إف إم

في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر حالياً على كل أنحاء العالم، وتؤدي لانحسار المساحات الزراعية بشكل عام، تبرز أهمية أن يبدأ كل شخص من نفسه ومن منزله الصغير بزراعة نوع أو نوعين من الخضار على سبيل المثال.

وهو ما قد يؤثر مادياً على الشخص حتى ولو كان بشكل بسيط جداً، فضلاً عن التأثير النفسي للزراعة على الإنسان باعتباره يزرع بنفسه ويهتم بالمزروعات الخاصة به!!

 

التغير المناخي والزراعة المنزلية:

ذكر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة "الفاو" أن تغير المناخ يهدد استقرار أسعار الأغذية، فهطولات الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المتغيرة، وظواهر الطقس المتطرفة التي نشهدها حالياً، قد تؤدي مع بداية القرن المقبل إلى انخفاض كبير في غلّات المحاصيل الرئيسية كالذرة والقمح والأرز وفول الصويا، وقد تكون آثار هذا الانخفاض على أسعار الأغذية والأمن الغذائي واسعة الانتشار في كل العالم.

كما أشار البرنامج إلى أنه يمكن من خلال تبني ممارسات زراعية مستدامة مصممة خصيصاً للسياقات المحلية، مواجهة هذا التحدي المعقد الذي يواجه الكوكب، ويمكن لأصحاب الحيازات الصغيرة تحقيق مكاسب كبيرة من حيث الإنتاجية والدخل.

 

الاتجاهات الزراعية الجديدة:

انتشرت أيضاً أفكار زراعية مبتكرة في الفترات الأخيرة كالزراعة المائية، التي تعني الزراعة بدون تربة، وعبر محاليل غذائية مدروسة بدقة.

وهناك الزراعة العامودية أو الطابقية التي تعتمد على الزراعة ضمن رفوف فوق بعضها البعض، ما يوفر المساحة، وحتى التكلفة من حيث المكان والموارد الكهربائية اللازمة للزراعة.

 

تجربة محلية سورية:

في قصةٍ ملهمة لشابٍ استطاع استغلال هذه الأفكار.. أسس عبد الرحمن المصري مشروعاً زراعياً يعتمد على نظام الزراعة المائية على سطح بيته..

ويؤمن هذا المشروع 35 طناً من الخضار سنوياً، من خلال 1200 شتلة وبمساحة 65 متراً مربعاً، ويستطيع أن يعيل عائلة من 3 أشخاص، بحسب تصريحات المصري لعدة وسائل إعلامية.

وذكر أيضاً أن "منشأته تعتمد على نظام الزراعة المائية ووضع الشتلات ضمن وسط بديل عن التربة لحماية جذر النبات والحفاظ على رطوبته، وتمرير المياه على الجذور بعد إضافة أسمدة بنسبة معينة لها"، مشيراً إلى أن هذه الطريقة توفر 70 % من الماء المستخدم بالطرق التقليدية، وتعطي إنتاجاً أكثر بعشرة أضعاف.

 

كيف تبدأ مشروعك الزراعي الصغير؟

كيف يمكن لأي شخص أن يبدأ مشروعاً مماثلاً أو كمثالٍ أبسط أن يزرع لمنزله فقط، وما النباتات التي من الممكن زراعتها في شرفة المنزل أو بأي مساحة مناسبة لذلك؟؟

وما فوائد ذلك اقتصادياً أو غذائياً أو حتى نفسياً؟؟

وحول ذلك أوضحت المهندسة الزراعية سناء محمد لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أن الزراعة المنزلية أو الأسرية تعني أن نزرع بأي مساحة صغيرة متاحة في المنزل وبتكاليف قليلة، والحصول على عائد طازج من الخضراوات لسكان المنزل ذاته، أو حتى الاستثمار به وبيع الفائض منه.

وأشارت محمد إلى أنه يمكن الزراعة بالقرب من نافذة المنزل في حال لم تتوفر الشرفة أو أي مساحة أخرى مناسبة للزراعة، لكن المهم أن تتوفر الشروط اللازمة لإنجاح عملية الزراعة، والتي تتضمن وجود السطوع الشمسي، والتهوية، ومصدر للري، بالإضافة لوجود أحواض الزراعة.

وتعتبر النباتات العطرية أو الطبية من الأنواع المفضلة للزراعة في المنزل، كنبتة العطرة، والحبق والزعتر، وإكليل الجبل، والميرمية، واللافاندر، وهي نباتات متوفرة وسهلة الإنبات، والإكثار منها سهل أيضاً.

كما يمكن زراعة الخضار الورقية كالنعنع مثلاً، والخضراوات الموسمية الأخرى مثل الفليفلة والباذنجان التي يمكن زراعتها وحصادها خلال 40 يوماً وحتى الشهرين.

وفيما يتعلق بطريقة الزراعة، ذكرت المهندسة الزراعية أنه يمكن اتباع الإكثار عن طريق البذور، أو عن طريق الشتلات لاختصار الوقت، ويمكن حماية النباتات من الحشرات عن طريق نثر مسحوق القرفة على سطح التربة مرةً في الأسبوع، أو تطبيق مادة بيكربونات الصوديوم على التربة مرة كل شهر.

وحذرت محمد من السقاية المفرطة، وسقاية النبات في ساعات الظهيرة، لافتةً إلى أنه من الأفضل سقاية النبات في الصباح وعند المغرب، ونوّهت إلى أهمية تقليب تربة النباتات أثناء فترة سكونها.

كما أكدت المهندسة الزراعية سناء محمد أن لزراعة النباتات في البيت تأثيراً نفسياً قوياً، حيث تعطي المزروعات طاقة إيجابية وتُبعد الطاقات السلبية، كما أن لها منظراً جمالياً مريحاً للأعصاب.

 

الزراعة الأسرية بحسب منظمة الفاو قادرة على أن تطعم العالم وتضمن الأمن الغذائي، وتحسن سبل العيش، وأيضاً يمكنها أن تحمي البيئة وتحقق التنمية المستدامة..

كما أن المزارعين الأسريين يملكون عوامل التغيير الضرورية للقضاء على الجوع في العالم!