الزراعة تطلق مشروع التنمية المتكاملة لمنطقة الغاب (الأغروبوليس)

أطلقت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "يو ان دي بي" ومنظمة الأغذية والزراعة الفاو ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" مشروع التنمية المتكاملة لمنطقة الغاب "الأغروبوليس" ضمن ورشة عمل شارك فيها عدد من الخبراء الزراعيين والأجانب وممثلون عن بعض المنظمات.
ويهدف المشروع الذي تصل تكلفته الى 540 مليون دولار إلى تحويل منطقة الغاب إلى اقتصاد مزدهر ديناميكي متوازن اجتماعياً وبيئياً يتبنى آليات السوق ويعتمد على تعزيز الموارد الطبيعية والبشرية والثقافية والتاريخية لتطوير منتجات وخدمات تنافسية وعالية الجودة وخلق بنية تحتية كفوءة وتحسين التنافسية ومراعاة المعايير البيئية وضمان مصادر مستدامة لرزق الفقراء.
وقال الدكتور رياض حجاب وزير الزراعة إن هذا المشروع يقوم في جوهره على تحقيق تنمية شاملة لمنطقة الغاب عبر ربط الزراعة بالأسواق وتشجيع الاستثمارات في مجالات التصنيع والتسويق وإيجاد فرص عمل جديدة في المجالات كافة إضافة إلى خلق صناعات دائمة تشمل مختلف الخدمات بالإستناد إلى كون المنطقة متميزة بمختلف المعايير التي يمكن أن يأخذ المشروع على عاتقه ترجمتها فنيا واقتصاديا واجتماعيا بغية رفع القدرات الإنتاجية والتصديرية.
ولفت حجاب الى ضرورة دعم المنتجات الزراعية وتدعيم البنى التحتية المتعلقة بمعاملة المحاصيل وميزات المنطقة وتوفر الموارد الطبيعية والبيئية والمائية والبشرية وتوفر أسواق كبيرة ومجاورة.
وبين أن منطقة الغاب غنية بمواردها وفقيرة بمستوى التنمية لذا لابد من تحويل مزاياها النسبية إلى مصادر محتملة ومستدامة لموارد الرزق وتوليد الثروة وزيادة القدرة التنافسية عبر زيادة القيمة المضافة ووضع استراتيجيات وتوجهات صحيحة لتحويل الفرص إلى ضمانات للنمو والازدهار المستدام مشيرا إلى أن تقرير استراتيجية التنفيذ أعد اعتمادا على الحقائق والمعلومات الأساسية التي جمعت خلال تصميم وصياغة البرنامج.
من جهته أشار الدكتور عبد الله طاهر بن يحيي ممثل منظمة الأغذية والزراعة الفاو في سورية إلى أنه وبعد عامين من العمل الجاد لجهات عدة بينها برنامج الأمم المتحدة والفاو ومنظمة الصناعة الدولية والمركز العالمي للسياحة والجهات والوزارات المختلفة في سورية تمكن المشروع من إنجاز جميع المخرجات المطلوبة منه حسب وثيقة المشروع إضافة إلى إنجاز نشاطات أخرى ذات علاقة بأهداف المشروع لم تتضمنها الوثيقة.
وأوضح بن يحيي أن المعنيين بالمشروع سيناقشون اليوم استراتيجية تنمية منطقة الغاب التي تم التوصل إليها لافتا إلى أن الدعم الكبير الذي قدمته الحكومة السورية دليل عزمها على دعم تنمية المنطقة وتحسين مستواها الاقتصادي في إطار البيئة العالمية التنافسية التي نأمل التمكن من تنفيذها في إطار وثيقة استراتيجية تنمية سهل الغاب التي سيعرضها فريق المشروع.
وأكد أن المشروع الذي يشارك في تمويله الفاو والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة يشكل نقطة انطلاق نحو نمط جديد للتنمية يعتمد على الكفاءة الاقتصادية ويأخذ بعين الاعتبار البعد البيئي والاجتماعي وجعل منطقة الغاب نموذجا للتنمية والرفاه المعتمدين على الموارد الطبيعية المتاحة من خلال تطبيق المنهج المتكامل الذي يشرك جميع القطاعات الاقتصادية على حد سواء.
وقال المهندس غازي العزة مدير عام الهيئة العامة لتطوير الغاب إن سهل الغاب يعتبر من المناطق الزراعية الخصبة والغنية بمواردها إلا أن مستوى التنمية الحالي لا يتناسب مع الإمكانات المتاحة للمنطقة نظرا الى عدم تحويل هذه المزايا إلى مصادر محتملة للدخل.
ولفت العزة الى أن منطقة الغاب تعاني من مشاكل عدة أهمها ازدياد عدد السكان وتناقص الحيازة الزراعية وازدياد معدلات الفقر والبطالة وتواصل الزحف العمراني على الأراضي الزراعية وتملح الأراضي نتيجة استعمال مياه الصرف الملوثة وقلة المياه المخصصة للزراعات الصيفية والمعاناة من العطش في الصيف رغم أمطارها الغزيرة.
من جهته استعرض فيتو شيستولي كبير الخبراء الفنيين بالمشروع الإستراتيجية التي توصلت إليها الجهات الدارسة والتي تركزت على مجموعة من المحاور أهمها الموارد الطبيعية ومدى غزارتها ونوعية الأراضي الزراعية وسبل الحصول على الموارد المالية إضافة إلى استعمالات الموارد التي سيتم بموجبها تحويل منطقة الغاب إلى مثال التنمية المستدامة والرخاء.
ورأى شيستولي أن التوصل إلى النتائج المرجوة يكون من خلال تحسين إضافة القيمة والاستخدام الفعال والمستدام لعوامل الإنتاج وحماية الموارد الطبيعية واستخدامها بصورة فعالة ومستدامة والترابط بين الناس والبضائع إضافة إلى ضرورة وضع الإطار القانوني والسياسي والتنظيمي والمؤسساتي المناسب والشامل يدار بصورة حسنة وعرضة للمساءلة.
واشار إلى أن مراحل التنفيذ تمر بثلاث فترات الأولى التمهيدية تبدأ هذا العام وتنتهي عام 2013 مخصصة لبناء القدرات والثانية للإستثمار تبدأ العام المقبل حتى العام 2014 والثالثة تخصص لاستقرار وتكامل المشاريع تبدأ في العام 2015 وتنتهي في العام 2022 ينفذ فيها 46 مشروعا أغلبها للتنمية المتكاملة والسياحة.
وتوصي استراتيجية تنمية سهل الغاب المقترحة بإنشاء لجنة توجيهية تنفيذية كإجراء عاجل لمتابعة وضع خطط العمل الفورية على أن يتم استبدال اللجنة بهيئة مستقلة لتطوير الغاب المزمع إنشاؤها خلال عامي 2012 و2013.
شام نيوز - سانا