الزمن الجميل... في محل للحلاقة في باب السريجة!؟

 

لم يكن عبد الكريم الطباع يعلم ان هوايته المبكرة ستصنع له شهرة كبيرة ليقصد محله العديد من الناس من داخل وخارج سوريا، ليشتروا نوادر الطرب العربي ويتمتعوا بأصالة أغاني الزمن الجميل.

دكان العم عبد الكريم الواقع في مدخل سوق باب سريجة والذي لم تعد مساحته الحقيقية ظاهرة من كثرة الأغراض التي تكدست في محل الحلاقة الذي تحول إلى محل لبيع أكياس النايلون ومكان لتجميع ونسخ الكاسيتات لأهم اعلام الموسيقى العربية، يبيع وينسخ فيه فيه أغاني فريد لااطرش وعبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم وغيرهم ممن سماهم عظماء الطرب.

ولا تقتصر محتويات رفوف المحل على هؤلاء المطربين بل هناك أغان لمطربين من "الصف الثاني" كما قال لنا، والذين لم يصلوا لشهرة العظماء في ذلك الزمن، والذين لم يسمع الكثيرون منا بهم، كما لديه نوادر لأبو صياح وأبو رياض وأغاني الأطفال القديمة التي تعيد معها كل الذكريات وتختص ذاكرة دمشق.

حكاية العم عبد الكريم مع الطرب بدأت منذ طفولته المبكرة لكن الظروف لم تسمح له بتعلم الموسيقى فاكتفى بها كهواية طفت على السطح بعد أن منعه الأطباء من ممارسة مهنته الأساسية في الحلاقة لعدم قدرته على الوقوف لفترات طويلة، ليبدأ مشواره في الدكان البسيط الذي حوى على آلاف الأغاني والتسجيلات النادرة.

ففي الدكان تستوقفك صورة كبيرة لفريد الأطرش الذي تربطه به علاقة مميزة، فهو الذي دفعه لحب الطرب كما يقول، وحكايته معه تبدأ منذ أن أعلن فريد الاطرش أنه مظلوم لذلك تعلق به لأنه لا يحب أن يقع الظلم على أحد، كما انه في أيام الوحدة قام بتبديل صورة عبد الناصر بصورة فريد الاطرش بعد ان صرح أنه كان يتعرض لمضايقات من المصريين.

عبد الكريم الرجل الثمانيني يقفق اليوم في دكانه يبيع اكياس النايلون والموسيقى للناس، يدندن بصوته الذي امتزجت معه سنوات من التعب أغاني الزمن الجميل ليسجل في التاريخ على انه شخص مهم بطريقته الخاصة!!

 

شام نيوز

تقرير: راما الجرمقاني.

تصوير: هاني موعد.