الزواج عبر الانترنت.. قلوب دوت كم ومشاعر ويب

شام نيوز – وجيه موسى

 

بعد أن أصبح العالم مفتوحا على مصرعيه ومع التقدم التكنولوجي الرهيب في مجال الانترنت  غدا التقارب بين الناس والتعارف فيما بينهم وخاصة بين الجنسين أمرا من أسهل ما يكون وذالك عبر جهاز الكمبيوتر .
وبكبسة واحدة بإمكانك أن تتواصل مع من تريد وتتحول لقاءات الغرام في الحدائق والمقاهي والكافيتريات إلى لقاءات عبر الشاشة الصغيرة وتتحول القلوب إلى  "دوت كوم والمشاعر إلى دوت نت" وتصبح جمل الغرام أحبك مدة ثلاث دقائق وسنحدد موعد لخمس دقائق غيرها.

إنسان غير عادي عاش الحياة كما لم يعشها أحد، تزوج وطلّق وما زال هائماً يبحث عن أنثى فيها كل المتناقضات،" ، بينما يبحث آخر عن جليس يؤنس وحدته...
أما الآخر فيطلب زوجة ثانية قادرة على التكيف مع الواقع والتعايش مع عائلته، مشيراً أن مستواه المعيشي أعلى من المتوسط، ومؤكداً أنه سيوفر لسعيدة الحظ جميع حقوقها من دون تقصير مشترطاً أن تكون متعلمة، خلوقة، جميلة وهادئة الطباع.
أما "بنت الحلال" فتفتش عمن يحبها ويحترمها بعد أن فقدت الأمل في أن تتصيد الشريك المناسب. وأخرى تعلن بكل بساطة عن رغبتها بالزواج وتبحث عمن يسترها وهي إنسانة جدية تتميز بالصدق والرومانسية، من عائلة محافظة، وما زالت تتابع دراستها الجامعية ولكن لا مانع لديها من الزواج بالرجل المناسب بدخل شهري تحدد قيمته على قائمة متطلباتها، معربة عن استعدادها للتفرغ لزوجها ومنزلها في حال عثرت على رجل الأحلام المنتظر...
ونظراً للتطورات العالمية في مجال الانترنت، انتشرت هذه الظاهرة المثيرة للانتباه واستحوذ "الزواج المعولم" على اهتمام الكثير من الشبان والفتيات الباحثين عن شريك العمر، واندرج ذلك على رأس وسائل جديدة تواكب العصر وتتمثل من خلال مواقع يقدم بعضها عناوين المأذونين‏، ويرد على استفسارات الراغبين في الزواج‏، والبعض الآخر يقدم وثيقة زواج للراغبين في الارتباط تماثل وثيقة عقد القران، كما يوجد فيها خانة للشهود‏.‏
فهل هذه المعرفة كافية لإتمام زواج بين طرفين تعارفا عن طريق الانترنت ؟

 

أسئلة كثيرة تطرح نفسها وبقوة في هذا الموضوع وشام نيوز يطرحها على مجموعة من الشباب والشابات ومن مختلف الشرائح من خلال التحقيق التالي :

نبيل – س  شاب متخرج من كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية قال:
- تعرفت على فتاة منذ فترة عن طريق (الانترنيت) وبعد أن تبادلنا الأفكار والمشاعر اكتشفت أنها قريبة إلى نفسي فعرضت عليها الزواج فترددت في بادئ الأمر لكنها سرعان ما وافقت بعد أن حصلت على موافقة أهلها واليوم نحن نستعد لبناء عش الزوجية.
يروي المهندس (خليل - ح) تجربته مع الانترنيت مؤكداً انه استطاع أن يعثر على الحب الحقيقي بعد عشرات المحاولات الفاشلة بعد أن غدرت به خطيبته وتزوجت من آخر فلجأ إلى الانترنت محاولاً التنفيس عن إحباطه العاطفي من خلال التعرف على الفتيات.
ويضيف كنت أبدأ حديثي معهن بمهاجمة المرأة واصفها بالخائنة كي استفزهن لكنهن مع ذلك لم ينسحبن من الحديث معي وأصبحت من مدمني الانترنيت وفي نهاية المطاف وجدت ضالتي عند إحداهن.
أما (يوسف -ع) موظف في إحدى دوائر الدولة فقد جرب حظه هو الآخر على الانترنت بعد أن اجتاز دورة خاصة في الحاسوب وتعرف من خلاله على العديد من الفتيات وقد استطاع الحصول على موعد مع إحداهن حيث كان يحدثها عبر الانترنيت وتطورت العلاقة كما يقول إلى حب عميق أدى في نهاية الأمر إلى الزواج وها هو متزوج حالياً من الفتاة التي تعرف عليها من خلال (الانترنت).

 

زواج فاشل


 (سهى -م) وقعت بالحب ولكن ليس عن طريق قلبها بل عن طريق الانترنت،حيث تعرفت على شاب بعد جلسات محادثة طويلة، تعرفت على صدق مشاعره و تعرف هو على مشاعرها اتجاهه.
ونمت بذرة الحب بينهما، وتأكيدا على صدق مشاعره نحوها تقدم لطلب يدها من أهلها لكن والدها رفض بشدة هذا الهراء أي الزواج عن طريق الانترنت وحرمها من الخروج من البيت أو استخدام الانترنت.
أما الطالبة الجامعية (م- ق) وصفت الزواج عبر الانترنيت بأنه نوع من اللهو  والعبث بمشاعر الفتيات.
وأكدت إن كل ما يروى من قصص وحكايات غرامية وعلاقات حب انتهت بالزواج عبر الانترنت ما هي إلا محض أكاذيب صنعها خيال الرجال.
وتساءلت: هل يعقل أن يتم الزواج بهذه البساطة وبهذه الثقة المطلقة التي تولدت بين الطرفين دون الخوض بتجربة حب صادقة وحقيقية؟ إني لا اعتقد ذلك؟

 

أحمد الم حمود طالب في جامعة دمشق: غالبية من ينساق نحو هذا الهراء هم المراهقون .. ومن يبحثون عن اللهو واللعب خلال فترات جلوسهم أمام شاشات الانترنت .
وبالنسبة لي أعارض وبشدة الزواج عن طريق الانترنت وهي طريقة كمن يتزوج عبر الهاتف أو عبر الخطابة
فعندما يختار الشاب أو الشابة شريكه يراه ويقترب منه وتحصل الثقة بين الاثنين بالحقيقة والواقع، وإلا كيف يمكن أن نصل إلى الثقة عبر الشاشة فاحتمال الكذب وارد جدا عبر الشاشة من حيث الشك والمضمون فكل يقول عن نفسه كما يرغب وليس كما هو في الواقع لذلك أقول إن الزواج بهذه الطريقة نهايته الفشل لأنه ليس صادق ويبقى في علم الغيب إلى لحظة عدم التراجع .
هيفاء علي طالبة جامعية تقول :
بالنسبة لي لاأؤيد الزواج عن طريق النت أبدا معقول أن تختار الفتاة شريك حياتها بعيداً عن مشورة أهلها، إن الزواج ليس لعبة وهناك قواعد وأصول للارتباط والزواج فالأهل يختارون لأبنائهم أصحاب الخلق والدين وهذا هو الزواج الناجح وليس ذاك الزواج الذي يتم عبر الشاشة وبعيدا عن الأصول والأهل .


الاتصال اللالفظي أكثر شجاعة وأصدق

 
الشاب ماهر يقول :
الزواج عن طريق الانترنت يختلف بشكل كلي عن الزواج العادي ، أي أنه في البداية التعارف يكون الشاب افتراضي والفتاة افتراضية لا يعرفان شيئا عن بعضها مطلقاً
إن الانترنت فتح المجال للشباب الذين يتسموا بعدم الجرأة والانطواء على أنفسهم لكي يتعرفوا على الجنس الآخر من خلال الشبكة، قائلا: "الانترنت سرّع عملية التعارف بين الجنسين، والدخول في خصوصيات الطرف الآخر."

 

 

عريس ولو بـ"الحمام الزاجل"

 
تقول   السيدة مها : العنوسة، المفهوم المغالط لـ"ثقافة الزواج"، الكبت، الملل.... كلها عوامل تجمع بين آلاف المسمّرين أمام شاشة صغيرة يعلقون آمالهم ويبحثون عن خلاصهم عبر تقليب صفحات الشبكات الكترونية فيتخذونها وسيلة بديلة عن التعارف الحقيقي،ويعكس هذا السلوك، حالة تخاصم وتمرد على الواقع الفعلي الذي يعيشه الشبان خاصة في ظل وجود مجتمعات متزمتة تضع عوائق أمام الاختلاط واللقاءات الاجتماعية بين الجنسين.
ويعزز الزواج بتلك الطريقة اللعب على وتر العواطف، خاصة في ظل تنامي ظاهرة العنوسة وعزوف الشباب العربي عن الزواج، وما يزيد الأمر سوءاً هو النظرة الاجتماعية للعانس التي تدفعها إلى التفتيش عن "ابن الحلال" بأي وسيلة، ولو كانت بـ"الحمام الزاجل" وتزيد حظوظ الرجل بالفوز بعروس المستقبل المنتظرة.
ترى، بعد انتشار هذا النوع من الزواج هل نسمع قريبا عن أطفال الانترنت ؟!