السعودية تغلي في مرجل أزمتها بعد فشلها في تدمير سوريا

شام إف إم - نيفين الهندي:
أمراء سعوديون ووزراء على قائمة المتهمين بالفساد في السعودية بعد ساعات قليلة من إحداث لجنة عليا لحصر جرائم الفساد، و يرى محللون أن موجة الاعتقالات في المملكة تأتي على خلفية انقسامات داخلية بين أمراء العائلة الحاكمة، إضافة إلى التورط في دعم الجماعات المسلحة في سوريا، مما دفع الأمير محمد بن سلمان لـ”الالتفاف” على الأزمة السعودية بـ”حملة على الفساد و منح المجتمع مجموعة من الحريات”.
وانعكس التوتر بين الأطراف الخليجية على ممثليها في الأرض السورية، فتمثل بالاقتتال القائم بين “فيلق الرحمن” المدعوم من جانب قطر، و “جيش الإسلام”المدعوم سعودياً.
و جاء اعتراف وزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم، تأكيداً على تورط السعودية و أطراف خليجية أخرى في دعم الجماعات المسلحة في سوريا، إضافة إلى تقديم مبالغ مالية مقابل حدوث انشقاقات عن الجيش السوري و جهاز الدولة.
و عبرت تصريحات لمسؤولين سعوديين عن حقيقة، “أن الإنفاق على “إسقاط سوريا”، وانخفاض أسعار النفط عام ٢٠١٥، هي أبرز أسباب الأزمة المالية التي دفعت السعودية إلى انتهاج استقطاعات مالية لصالح موازنة الدولة، و إعادة صياغة وتناول عدد من الملفات المفتوحة لغير صالحها، في ظل ضغط آتٍ من الجنوب، حيث عجزت المملكة عن حسم المعركة في اليمن”.
في حين لم تستبعد منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن تكون حملات التوقيف الأخيرة في السعودية، والتي طالت عشرات الشخصيات بتهمة الفساد، "متصلة بصراعات سياسية" في المملكة، وكانت السلطات السعودية قد أوقفت، وزراء ورجال أعمال وأمراء، من بينهم الملياردير، الوليد بن طلال، ووزير الحرس الوطني السابق الأمير، متعب بن عبد الله.
ودعت المنظمة، السلطات السعودية، إلى تحديد أسباب الاعتقالات وتقديم أدلة ضد كل من الشخصيات المعنية، والحرص على ضمان حقوقهم القانونية، و شددت على أن "الطريقة الصحيحة هي التحقيقات القضائية الدؤوبة ضد الجرائم الفعلية، وليس الاعتقالات الجماعية في فندق فخم”.
فيما يرى آخرون أن الحملة الأخيرة تأتي أيضا في إطار تعزيز موقف الموالين للإدارة الأمريكية الحالية في الرياض، ولا سيما أن أحد المعتقلين هو الأمير الوليد بن طلال، الذي وصف دونالد ترامب بأنه "عار أمريكا”، في حين رحب الأخير بالإجراءات التي اتخذها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بقوله إن الموقوفين في الحملة كانوا "يستنزفون بلدهم لسنوات".
وقامت السلطات السعودية بتجميد أرصدة المعتقلين، كما جرى تجميد أموال الأمير محمد بن نايف و عائلته، ويذكر أنه تم إعفاء الأخير من منصب ولي العهد و استبداله بابن الملك سلمان.
وبينت شبكة “بلومبرج” الأمريكية، أن ثروة الأشخاص الموقوفين بتهم تتعلق بالفساد في السعودية، تقدر بنحو٣٣ مليار دولار أمريكي، قابلة للزيادة.
و تشير بعض المصادر الصحفية إلى أن ما يجري في السعودية من توقيفات، يأتي في إطار تعزيز موقف التيار المناهض لإيران، لا سيما بعد تحميل مسؤولية قصف الحوثيين للرياض، و أسفر القصف عن مقتل نائب أمير محافظة عسير، منصور بن مقرن، الذي لقي مصرعه في حادث تحطم مروحية كانت تقله مع عدد من مرافقيه.
و رداً على هذه الاتهامات شن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، هجوما قاسيا على السعودية بقوله “من هم أعظم شأنا منكم لم يتمكنوا من المساس بالشعب الإيراني، لقد عبأت أمريكا وأذنابها في المنطقة كل الإمكانات ضد إيران ولم تستطع فعل شيء”.