السفير أحمد يحذر من خروج الجامعة عن أغراضها

بدأت في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة صباح اليوم أعمال الدورة العادية 136 لمجلس الجامعة والتي تستمر أعمالها حتى يوم الثلاثاء المقبل حيث ينعقد اجتماعها على مستوى وزراء الخارجية العرب.
وفي بداية جلسة اليوم قامت سلطنة عمان بتسليم رئاسة الدورة الجديدة إلى دولة فلسطين التي ألقى مندوبها الدائم لدى الجامعة السفير بركات الفرا بيانا أكد فيه ضرورة تعزيز قدرات الأمة العربية في إدارة ومعالجة شؤونها وقضاياها المصيرية على الصعيدين الوطني والقومي وفي منأى عن جميع أشكال التدخل الخارجي.
وأشار رئيس المجلس في هذا السياق إلى سياسة المعايير المزدوجة التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه قضايا المنطقة وذلك من خلال تقديم الدعم المطلق لإسرائيل التي أغلقت الباب أمام أي فرصة حقيقية لإحلال السلام في الشرق الأوسط والإعلان صراحة عن تصدي واشنطن لأي تحرك فلسطيني وعربي في اتجاه الأمم المتحدة من أجل ترسيخ الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني في الاعتراف بدولته المستقلة ومنحها العضوية الكاملة في المنظمة الدولية وذلك على الرغم من المزاعم الأميركية عن دعم العدالة والحرية وحقوق الإنسان في العالم.
كما نبه السفير الفلسطيني إلى عزم الولايات المتحدة فرض عقوبات وضغوط دولية ومالية على الفلسطينيين بسبب توجههم إلى الأمم المتحدة وتوقيعهم اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية.
من جانبه قدم السفير يوسف احمد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية مداخلات عدة شدد فيها على حتمية تعزيز جهود واليات العمل العربي المشترك وترسيخ قواعد ومبادئ عملية تكفل تفعيل هذا العمل وجديته في معالجة الأزمات والقضايا العربية الوطنية والقومية وتامين حلول جذرية وجادة لها بما يعكس المصالح الحقيقية للأمة العربية دولا وشعوبا بعيدا عن التدخلات والأجندات والمصالح الخاصة للقوى الخارجية التي تسعى إلى خلق المزيد من بؤر التوتر والنزاع في العالم العربي مستغلة حالة التشتت والاختلاف التي تعيشها الأمة العربية واعتقاد البعض أنه بمنأى عن مخططات هذه القوى الساعية لتقسيم المنطقة العربية وإنهاكها بالصراعات والأزمات الداخلية وتشويه هويتها العربية الحضارية وإشغالها عن التحديات الحقيقية التي تواجه الأمن القومي العربي وعلى رأسها استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة.
وفي السياق ذاته حذر المندوب السوري الدائم من استغلال أطراف عربية للازمات التي تشهدها بعض الدول العربية وإصرار هذه الأطراف على الخروج عن غايات ومضامين العمل العربي المشترك وسعيها لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية في سورية من خلال استغلال الجامعة في تمرير قرارات وإجراءات تسعى في النهاية لاستحضار التدخل الخارجي السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وحذر السفير أحمد من أن الرؤية القاصرة لبعض العرب والمبنية على مصالح زائفة وضيقة إنما تستهدف بالنتيجة العلاقات العربية العربية وتضرب العمل العربي المشترك في الصميم وصولا إلى القضاء بشكل نهائي على دور ووجود جامعة الدول العربية باعتبارها التجمع الوحيد الذي يضمن استمرار هذه الأمة في مواجهة التحديات المفروضة على أمنها القومي وعلى وجودها ودورها في المنطقة والعالم.
كما أكد السفير يوسف أحمد مندوب سوريا لدى الجامعة العربية وسفيرها بالقاهرة أن زيارة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي لدمشق كانت زيارة موفقة وكانت في حدود مهامه ومسئولياته معربا عن شكره للعربي على هذه الزيارة.
وقال يوسف أحمد في تصريح صحفي فى ختام اجتماعات الدورة العادية الـ136 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين - إن الأمين العام لجامعة الدول العربية مرحب به في سوريا في كل حين لأنه ممثل العمل العربي المشترك وسوريا من أوائل الدول التي تدعم العمل العربي المشترك وتؤمن به وتريد أن تكون الجامعة العربية محور العمل العربي.
وردا على سؤال هل أسهمت الزيارة في إطلاق سلسلة من الإصلاحات قال إن الإصلاحات جارية ولم تتوقف في سوريا , فمنذ أول يوم بدأت فيه المشكلة كان هناك حزمة من الإصلاحات بدأت وهذه الإصلاحات تتوالي, وسوريا سوف تكون نموذجا خاصا في الوطن العربي للبلد الذي يجري فيه إصلاحات حقيقية وليست شكلية كما يجرى في أماكن أخرى.
وكانت اجتماعات المجلس شهدت انطلاق أعمال اللجان السياسية والاجتماعية والثقافية والقانونية والإدارية والمالية المتفرعة عنه حيث اقر المجلس توصيات اللجان واعتمد مشاريع القرارات التي سترفع إلى اجتماع وزراء الخارجية بعد يوم غد لإصدارها بشكل نهائي وفي هذا السياق اقر المجلس مجموعة من مشاريع القرارات كان أبرزها تأكيد الدعم والمساندة الحازمة للجمهورية العربية السورية في مطلبها العادل وحقها في استعادة كامل الجولان العربي المحتل إلى خط الرابع من حزيران 1967 وكذلك رفض العقوبات الأمريكية أحادية الجانب المفروضة على سورية في قطاعات المصارف والطيران المدني والتكنولوجيا والاتصالات.