السفير السوري: الحقيقة هدف سوري ولبناني ونحرص على تحقيق العدالة

اعتبر السفير السوري علي عبد الكريم علي ان الكلام عن ان ما يحدث في سوريا هو ثمن لاسقاطه حكومة سعد الحريري "تعبير عن ردة فعل ناجمة عن احباط لم يجد تفسيرا منطقيا له عند اصحابه".
وأكد ان "سوريا كانت وستبقى تنظر الى هذا البلد بمنظر الحرص لان امن لبنان وقوة لبنان ووافق اللبنانيين وتحصين لبنان من الاختراق الاسرائيلي كل هذا يمنح سوريا اطمئناناً"، مشددا على ان "سوريا لا تستطيع ان تفصل مصلحتها عن لبنان في مواجهة عدو يتهدد البلدين معاً".
وعن المبادرة السورية السعودية، أكد السفير السوري في حديث لقناة الـ"OTV" سوريا حرصت على تثبيت كل ما يرضي اللبنانيين وكانت في غاية الاخالاص والتحمس لان يصل اللبنانيين الى وفاق فيما بينهم.
وعن ملف المحكمة الدولية، أكد ان "الحقيقة في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري هدف سوري ولبناني ولكن الحقيقة والعدالة شيء ومحاولة رفعها عنوانا واستغلالها شي اخر وبهذا الاطار كانت سوريا حريصة على ان يتفق اللبنانيين على قواسم مشتركة".
وشدد على ان "سوريا كانت ومازالت وستبقى حريصة على ان تتحقق العدالة"، لافتا الى ان "الكل يعلم ان المستهدف الاساسي من هذا الاغتيال كانت سوريا والبنية الوطنية اللبنانية"، لافتا الى ان "رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري اعطى المقاومة شرعية وكان الداعم الاول لهم فكيف يمكن اتهام المقاومة بمقتله".
ولفت الى ان "بعض الاعمال التي بذلت على الحدود اللبنانية السورية كانت محاولة للتحريض وهذا التحريض سمعناه على لسان بعض النواب الشماليين"، معتبرا ان البعض يحاول ان يضخم شيء غير قائم فيما يتعلق بالنازحيين السوريين الى لبنان.
واشار السفير علي الى أنه "نريد علاج لبنانيا لهذا الامر ولا نريد التوقف عند سلبية البعض اذا لم يكن لها مردود على الارض".
وعن مواقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، لفت الى ان سوريا حريصة على متابعة خطواتها نحو الاصلاح سواء حمسها عليها الاخرون أو لم يحمسوها.
وعن الكلام عن الاستونيين السبعة نقلوا الى الاراضي السورية، لفت الى ان الحدود اللبنانية السورية متداخلة واستغلال منطقة حدودية من قبل الخاطفين امر وارد ولكن كان هناك تعاون بين الاجهزة اللبنانية والسورية.
وعن ترسيم الحدود اللبنانية السورية، اكد ان لا مشكلة فيما يتعلق بهذا الامر واللجان مشكلة.
وعن قضية المخطوفين والمعتقلين في السجون السورية أوضح ان "سوريا قدمت كل ما لديها وابدت كل تعاون".
واعتبر السفير السوري ان "ما يحصل في سوريا مرصود ومراقب من قبل المعنيين ومن قبل المحبيين وغير المحبيين"، مشيرا الى انه "للاعلام دور كبير من جهة التشويش والمبالغة ورسم الصورة قبل وقوعها وفي رسم الصورة كما يريدها سياسيين يقفون وراء هذا الاعلام".
واشار الى ان "سوريا تراجع نفسها اليوم وتجري حوارا واراها تخرج اقوى من هذا المأزق المركب والذي تتشابك فيه خيوط طويل"، لافتا الى ان "المراجعة النقدية بدأت قبل سنوات والرئيس بشار الاسد اشار الى التطوير في خطاب القسم".
ولفت السفير علي الى ان "الاحداث المتعاقبة منذ احتلال العراق اضطرت سوريا والقيادة السورية الى تأجيل بعض الاولويات".
واعتبر ان "العمل الاساسي في تفجير الاضطرابات هو المواجهة التي تمت في العام 2006 خلال حرب تموز وفي العام 2008 خلال العدوان على غزة وقبل ذلك خلال الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000"، لافتا الى ان "حرب تموز ادت الى سقوط عامل الخوف على مستوى المنطقة وبعد ذلك ادركت اسرائيل واميركا وكل القوة التي من الممكن ان تتقاطع مصالحها معها لم تعد تستطيع ان تطمئن الى ان عنصر القوة هو العنصر المناسب لحماية وجود اسرائيل"، معتبرا انه "بعد ذلك اصبحت ترى هذه القوى انه لضمان الانتصار في صيانة وجود اسرائيل كان لا بد من ان تتحول الدول المحيطة بها الى حروب اثنية وقبلية لتنشغل بنفسها".
ورأى ان "سوريا بموقعها وتأثيرها وبعلاقاتها وبقربها من المقاومة تشكل هدفاً للادارة الاميركية للتعويض عن الخسائر التي منيت بها بعد احتلالها العراق بالاضافة الى العدوان على لبنان وعلى غزة".
ومن جهة ثانية، أوضح السفير السوري ان العلاقات السورية التركية جيدة وهناك تواصل، لكن هناك قراءة مختلفة للاوضاع وللوضع التركي خصوصيته، ملمحاً الى ان "حزب العدالة والتنمية" التركي استغل الاوضاع في سوريا انتخابياً.
ولفت الى ان هناك قوى واجهزة استخبارات خارجية حاولت استغلال ومتطرفين وافكار تكفيرية خاصة في المناطق الحدودية.
وعن العقلاقات السورية القطرية، أوضح ان "هذه العلاقة ليست في حرارتها السابقة وهي عادية وليست مقطوعة"، لافتا الى ان دور قناة الجزيرة كان واضحا منذ البداية وكان هناك تصميم على تشويه الحقائق.
ومن ناحية اخرى، اعتبر ان بدء الاضطرابات في مناطق الاطراف وعلى الحدود السورية هدفه كان تأمين التغطية لها من الخارج، لافتا الى انه كتن هناك محاولات لاستغلال الجوامع لافتعال الاشكالات.
وعن القوانيين الجديدة التي اعلنت عنها الحكومة السورية، اعتبر السفير علي ان الاصلاحات التي أقرت عندما تأخذ بعدها على الارض ستحصن المجتمع السوري أكثر، وأكد ان "الحوار الوطني السوري قائم ومستمر ومن يرفض الحوار هو الذي يعزل نفسه ودوره".
وردا على سؤال، أكد ان سوريا لا تحتاج الى "اتفاق طائف"، لافتا الى ان سوريا قادرة على حل امورها وعلى مساعدة الاشقاء، مشددا على ان سوريا ستصل الى البنية التي ستحصنها وستفرز الدستور والقوانيين الي تحقق ما يحتاجه المجتمع السوري.
شام نيوز.وكالات