السفير السوري في لبنان:سوريا ستبقى الداعمة الدائمة لتحصين العمل العربي

إستقبل وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، الذي قال بعد الإجتماع "إن اللقاء مع الوزير منصور كان مجالاً للإصغاء إليه ولجهود الجامعة العربية في إطار التنسيق السوري اللبناني على مستوى الوزيرين، وعلى مستوى القيادتين"، وأضاف "كان التفاؤل موجوداً في تفعيل العمل العربي المشترك واللجنة العربية، وعدم السماح للمخططات الخارجية بأن تتدخل وتسوّق عبر العمل العربي، سواء في اللجنة العربية أو في غيرها، بمعنى تحصين العمل العربي المشترك وتفويت الفرصة على كل المخططات الخارجية للنفاذ الى تفكيك المنطقة أو العبث بأمنها أو تقوية "إسرائيل" في مواجهة الدول العربية والمطالب العربية العادلة".
ورداً على سؤال عما إذا بدأ التجاوب الفعلي مع اللجنة الوزارية العربية، قال السفير السوري "سوريا كانت دائماً وما تزال وستبقى الداعية الدائمة للعمل العربي المشترك ولتحصين التضامن العربي وفاعلية هذا التضامن وعدم السماح للمخططات الخارجية بأن تتسرب الى هذا العمل ليكون وكيلاً عن هذه المخططات، وأظن أن التفاؤل كبير بأن الاشقاء العرب والوزراء العرب ومؤسسات الجامعة العربية ينظرون الى الهدف الاساسي والخطر الاساسي الذي هو العدوان والاستعمار الاسرائيلي، والمخططات الاميركية التي تريد السيطرة على المنطقة وتفكيكها لحماية "اسرائيل" ولتحقيق مآربها في هذه المنطقة، والتي كان من مرتسماتها احتلال العراق، لذلك نحن ننظر بتفاؤل الى وعي عربي يترجم قرارات وتوصيات ومواقف تحصن هذا الموقف وتردع كل الاطماع التي تريد شراً بالمنطقة".
وحول إعطاء جواب للجنة العربية، أكد السفير السوري أن "الأمر يدرس"، وأردف قائلاً "أظن أن الوزراء والمسؤولين العرب يناقشون هذا الأمر، وسوريا أعلنت وتعلن موقفها دائماً بحرصها على العمل العربي المشترك، ولكن ايضاً برفض الخلط بالأوراق والمسميات، بمعنى تحديد العدو والاخطار وتوصيف الحالة كما هي على الارض وتحديد المخارج المنطقية والواقعية والعملية والقابلة للحياة، وسوريا مع الحوار وماضية في اصلاحاتها الجديدة، وهي منفتحة على كل اطياف المجتمع السوري، وهي جادة في هذا، ويدرك كل الغيورين على موقع سوريا ودورها ومصلحتها، جدية سوريا وجدية الرئيس الاسد في مسيرة الاصلاح والحوار الحقيقي الذي يريد تحصين سوريا والموقف العربي في مواجهة اخطار لا تستثني احدا حتى الذين يمكن ان يؤخذوا بالرهانات الخارجية".
وعما إذا كانت سوريا سترفض سحب الآليات العسكرية من الأرض، كما طلبت اللجنة، أجاب السفير السوري "أنا لا أدخل في التفاصيل الآن، ولكن سوريا جادة في التعاون مع اي مقترح يريد المصلحة القومية وتحصين الموقع العربي وتحصين الدور السوري، الذي هو واجهة للدفاع عن قضايا الامة وكرامتها والمقاومة التي تشكل واجهة للامة كلها، وسوريا هي حجر الرحى وواسطة العقد والنبض الحقيقي لكرامة الامة وللدفاع عن مصالحها".
وأكد علي أن "سوريا مع حوار مفتوح وشامل ومعمق يشمل كل اطياف المجتمع السوري، وكل الذين يريدون خيراً لسوريا، ولكن مع حقائق غير مقلوبة، ومع إقصاء كل الأصوات الخارجية التي تريد تزوير الحقائق وتشويه الناس الذين يطالبون بهذه الحقائق"، وتابع "ان سوريا مع الحوار المفتوح مع كل ابنائها واشقائها في البحث عن هدف يحصن سوريا والموقف العربي، ويمنع كل محاولات تفكيك المنطقة وإضعافها، وحذف هذا الدور المحوري الذي هو عبر التاريخ، كان محورياً وأساسياً، ولذلك إن العبث بالمنطقة هو عبث بأمن العالم كله".
وعمّا تريده سوريا من الدول العربية، قال السفير السوري "نحن نريد من الدول العربية ان تكون مع القضايا العربية، وهذا ما نتفاءل به ونرجوه، وسوريا حاملة القضايا العربية كانت بالامس واليوم وغداً وفي كل وقت، إن ثوابت سوريا هي القضايا العربية، والحصار الذي تواجهه سوريا هو بسبب تلك القضايا التي حملتها على الدوام، وفلسطين هو العنوان الاساسي الذي لم تفرط سوريا ولن تفرط به، وبيروت التي احتضنت قمة العرب عام 2002، والكل يعرف ان سوريا ولبنان كانا حاميين اساسيين لحق العودة، وللمطالبة بحق العودة ولرفض التوطين، وهذه المبادرة العربية مضى عليها عشر سنوات، ومازالت "اسرائيل" تزيد من احتلالها ومستوطناتها، وهذا يستدعي صحوة عربية أكثر، وتشخيصاً عربياً اكثر، وهذا هو الخطر الذي يتهدد الوجود العربي ويكرسه الغرب واميركا لمحاولة التدخل في الشأن السوري وإضعاف سوريا التي حملت هذه القضية عنواناً ثابتاً اساسياً ودائماً في موقفها، وهي التي حصّنت قوتها وبنيتها الداخلية وثقافتها وخطابها مع شعبها ومع الآخرين ومع العالم، لذلك سوريا واثقة في انها في موقفها هذا يكون معها كل اشقائها الغيورين على دور سوريا وموقعها وعلى القضايا العربية العادلة والمحقة".
وعن احتمال تغيير روسيا والصين موقفهما من سوريا، قال علي "إن هذا افتراض ذهني، إن ايران والهند وروسيا والصين والبرازيل وجنوب افريقيا وفنزويلا تشكل أكثر من نصف سكان العالم، وهي مع استقرار العالم ومع المصلحة لشعوبها ومع مصالحهم ايضا، وهي مع العدالة، ولذلك فإن سوريا مطمئنة الى أن هذه المواقف ثابتة، لأنها تقرأ المعايير والاهداف التي تعمل وراءها ومن أجلها الرهانات الاميركية للإبقاء على الاحتكارات والهيمنة لرفض أن يكون هنالك شراكة دولية في ادارة هذا العالم، لذلك نحن نقرأ المستقبل بعيون مفتوحة وواقعية تسمي الاشياء باسمائها ولا تستهين بالمخاطر المحدقة، ولكنها تنظر ايضا الى القوى الذاتية والحليفة بعيون تقرأ الامور قراءة صحيحة".
شام نيوز. وكالات