السفير الصيني: بكين ستعارض أي تدخل "عنفي" في سوريا

 


أكد السفير الصيني في لبنان وو تسيشيان أن "الصين تتابع باهتمام ما يدور في سوريا"، وأنه "من وجهة نظر بكين، فإن أي حلّ يجب أن يكون سلمياً إذ لا يمكن حلّ أي مشكلة بالعنف، لذا نرى أنه من الأفضل قيام عملية حوار مرتكزة إلى مشاورات سلمية يشارك فيها جميع الأفرقاء".

  
وأكد تسيشيان أن "الصين تعارض أي تدخل خارجي يضع ضغوطاً على أي بلد، وهي بطبيعة الحال ضد أي تدخل عسكري في سوريا، لأنه سيؤدي إلى مزيد من الخسائر، ولن يسهم في حلّ المشاكل، بل على العكس سيفاقم من خطورة الوضع، لذا تلتزم الصين بصياغة حل سلمي بعيداً من عرض العضلات الذي لا يجدي نفعاً".

وعن دفاع الصين عن هذا الموقف حتى بعد الحملات التي تعرّضت لها إثر إستخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضدّ قرار يدين سوريا، قال السفير الصيني "إنه مبدأ محق ولا حاجة للشعور بالحرج من الدفاع عنه، فلا أحد يعالج أزمة معينة باجتراح أزمة أخرى، وأي حل يتطلب وسائل سلمية بعيدا من العنف".

وعن حثّ الصين الرئيس  بشار الأسد على تطبيق الإصلاحات، وخاصة بعد زيارة الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط "وو سيكة" الى دمشق والقاهرة والرياض، وعمّا إذا كان هذا الموقف ينمّ عن تبدّل في وجهة نظر الصين إزاء الأزمة السورية، قال تسيشيان "نحن طلبنا من السلطات السورية، كما من جميع الأفرقاء الآخرين، المشاركة في عملية حوار سلمية منذ إندلاع الأزمة، والأمر واضح إذا عدنا الى التصاريح الصينية منذ ثمانية أشهر ولغاية اليوم، وبالتالي هو موقف ثابت لا جديد فيه ولا ينحصر بسوريا، بل تطبقه الدبلوماسية الصينية في جميع أنحاء العالم وهو ركيزة من ركائزها"، مشدداً على إلتزام بلاده الحياد في الأزمة الداخلية السورية، وعلى إجراء إصلاحات من خلال الحوار.

وفي ما يخص التنسيق الصيني الروسي حول الملف السوري، لفت تسيشيان إلى أنه "يوجد تنسيق دائم ليس بين الصين وروسيا فحسب، بل أيضاً بين الصين والبلدان المعنية كلها، بما فيها سوريا ولبنان والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والبلدان الأوروبية التي تحاول أن تفرض وجهة معينة"، وأضاف " لكننا متشبثون بالحل السلمي البعيد عن التدخل في شؤون الدول أو إستخدام العنف أو العقوبات التي لا تسهم إلا في زيادة الوضع خطورة".

 


وعمّا إذا كانت الصين ستستمر بمعارضة أي قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي ضد سوريا، قال تسيشيان "موقفنا سيبقى ثابتاً على مبدأ أن أي تدخل من المجتمع الدولي عليه أن يختار الحل السلمي والحوار، وإذا كان التدخل الخارجي سيزيد الوضع خطورة فنحن لن نؤيده".

 

كما أشار تسيشيان إلى وجود تنسيق صيني مع جامعة الدول العربية في الشأن السوري، وقال في هذا السياق "إن جامعة الدول العربية على اتصال وثيق مع الصين، في ملفات عدة ومنها الملف السوري، ونحن نكرر موقفنا بضرورة اعتماد الحل السياسي السلمي عوض إيصال الوضع الى طريق مسدود، هذا هو الموقف نقلناه الى جامعة الدول العربية والمشاورات بيننا مستمرة".

 

وحول ما إذا قررت جامعة الدول العربية اعتماد حلّ سياسي في الشأن السوري ، لفت السفير الصيني الى أن الأمر "يعود الى محتوى هذا التدخل السياسي، فإذا كان تدخلاً سياسياً يُعلي الحوار السلمي، فلا مشكلة فيه، لكن الصين ستعارض أي تدخلّ عنفي في سوريا ولا أعتقد بأن جامعة الدول العربية حتى اليوم تظهر استعداداً علنياً لتغطية اللجوء الى حل عسكري في سوريا، هذا ليس وارداً لغاية اليوم".

 

شام نيوز. السفير