السفير الصيني في لبنان: موقفنا ثابت من الأزمة

قال السفير الصيني في بيروت وو زكسيان: "إن بيجين تشجع جميع الأطراف في سورية على الحوار والمضي في الإصلاحات وإيجاد مسار سلمي لحل الأزمة فيها. وأوضح أن الصين استخدمت حق الفيتو سابقاً حول سورية "لأن قوى الغرب تود تعقيد الأمور فيها ونحن نعارض كل احتمالات التدخل من خارج الجامعة العربية ونؤيد تفعيل الاتفاقات بين سورية والجامعة".

وعن قول المبعوث الصيني الخاص إلى دمشق قبل 5 أسابيع أن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، فيما أخذت الأمور منحىً سلبياً منذ حينها، وهل اتخذ الموقف الصيني منحى مغايراً، قال وفقاً لصحيفة الحياة: "لا، موقف الصين لطالما كان ثابتاً إزاء مجمل الأزمات والنزاعات، نتمنى جلوس الخصوم، حول طاولة والتحاور والتوصل إلى عملية سياسية لحل المشكلة. ولحل المشكلة السورية، أي لتطبيق الإصلاحات، أعرب مبعوثنا الخاص عن الرسالة ذاتها خلال جولته في المنطقة، والجدير ذكره أنه يتردد كثيراً على المنطقة، ولم نتوقف عن بذل الجهود لحضّ الجميع على التفاوض والتحاور وإيجاد مسار سلمي لحل الأزمة وتسهيل عجلة الإصلاح التي تؤدي إلى النتيجة المرجوة في نظر الجميع".

 

 
 


تدخل الجامعة العربية
وعن قرارات الجامعة العربية والعقوبات على سورية قال: "تابعنا عن كثب التطورات، ولمسنا بالطبع تدخل الجامعة العربية منذ بعض الوقت في الملف السوري. ولاحظنا في الدرجة الأولى حدوث اتفاق بين الجامعة العربية وسورية. ونعتقد أن الأهم هو تطبيق الاتفاقات، فلا بد من أن يبذل جميع الفاعلين، أي سورية والجامعة العربية على حد سواء، جهوداً لتفعيل هذه الاتفاقات. والأهم أيضاً حل المشاكل بطريقة مناسبة عبر الحوار ضمن الجامعة العربية بين الدول المنتمية إليها وسورية، ونحن نعارض كل احتمالات التدخل من خارج الجامعة العربية. فلن يأتي بالحل القادر على إنهاء المشكلة، بل قد يزيد الأمور تعقيداً".

الفيتو الصيني
وحول توجه الجامعة العربية إلى الأمين العام للأمم المتحدة لطلب المساعدة في تطبيق تلك القرارات وبدء الحديث مجدداً عن مشروع قرار أوروبي لإدانة أعمال العنف في سورية، وهل ستلجأ الصين إلى حق الفيتو كما سبق وفعلت أم ستمتنع عن التصويت عليه أم ستؤيده؟ قال: "سبق أن صدر إعلانٌ عن رئيس مجلس الأمن منذ شهرين أو ثلاثة، ندّد بالعنف في سورية، وتلت ذلك محاولة أخرى للمصادقة على قرار لمجلس الأمن يهدف إلى فرض عقوبات على سورية، وهنا، لجأت الصين إلى حق الفيتو. ولكن بعد التصويت مباشرةً، شرح ممثلنا الدائم في نيويورك، السبب الذي حضّ الصين على استخدام الفيتو. ومن الضروري التفرقة بين أمرين، أولهما أننا نريد فعلاً أن تستعيد سورية استقرارها، من خلال إحراز تقدّم في العملية السياسية وتحقيق الإصلاح، وتلبية مطالب الأطراف كافةً. وهذا موقف واضح وصريح منذ البداية من قبل الصين، ولا ينبغي الخلط مع التصويت لمرة ليست الأولى ضد محاولة إصدار قرار، وقرار الفيتو ليس أول تحرك معارض لهذا النوع من المحاولات. ولكن هذه المرة، أراد البريطانيون فرض التصويت، وهذا ما تسبب باستخدام حق الفيتو. نحن معترضون لأن الأسرة الدولية تقف خلف هذا النوع من التدخل الذي تقدم عليه القوى الغربية، ومن الضروري أن نرى من يقف خلفها وما الذي تمثّله.

تودّ قوى الغرب تعقيد الأمور، وهذا ما دعا إلى اللجوء إلى الفيتو. وفي حال صدرت محاولات جديدة باتخاذ قرارات، فسوف نرى ما سنفعله، لأننا نعتبر أن أي تحرك للأسرة الدولية يجب أن يأتي لمصلحة التوصل إلى حل للأزمة السورية. إنما ليس من جانب أحادي، وأن تأتي تلك المساعدة لمصلحة هذا الطرف أو ذاك، بل أن تُحَل المشكلة بطريقة ترضي الجميع. ومن المؤكد أن الأمر ليس سهلاً على الإطلاق".

أعمال العنف
وأضاف انه من المؤسف أن تحصل أعمال عنف على الدوام، ومن الضروري وضع حد لها. ولكن ما الطريقة للتوصل إلى ذلك. لا حل آخر غير حضّ الناس على الجلوس وتهدئة التوتر والتشاور. ولا يعني وجود مشاكل تعترض سبيل الحد من أعمال العنف أنه ينبغي اللجوء إلى أنواع عنف أخرى في أوساط من هم أكثر نفوذاً، لأن الأمر سيتطلّب استعمال وسائل أكثر جبروتاً. والأمر لن يحل المشكلة، رأينا ما حصل في أفغانستان، وشاهدنا ما آلت إليه الأمور في العراق. حصلت تدخلات خارجية استُعمِلَت فيها وسائل عنف أشدّ حتى من سابقتها لتهدئة بعض أعمال العنف، لكن الهدف لم يتحقق. وتقع أفغانستان والعراق منذ سنوات ضحية أعمال عنف كبيرة تشنها الأسرة الدولية، ولم يتم إيجاد أي حل للمشكلة. الحل الأفضل، على رغم الصعوبات، هو في حضّ الخصوم على الجلوس حول طاولة واحدة. وجهنا رسالة واضحة إلى الجميع. وزملائي في سفارة الصين في دمشق على تواصل مع الجميع. وتبقى السفارة دوماً على اتصال بالأطراف كافةً. وأنا واثق بأن الرسالة ذاتها وصلت إليهم كلهم.

وساطة صينية
وعن الوساطة الصينية بين المعارضة والحكومة في سورية؟ قال: "طبعاً. السفارة تؤدي هذا الدور. وأعرف أن زملائي ناشطون في هذا المجال".

وعن النتائج أجاب: "لا يمكن للصين أن تتوقعها، ولكننا نبذل جهوداً طبعاً للتحاور والالتزام بعملية سياسية لا تكون مهرباً لتجاهل ما يحصل حتى الآن. تهدف العملية السياسية إلى تطبيق الإصلاح، لاستعادة الاستقرار في البلاد، لإتاحة عيش حياة أفضل. وهو امر مشروع تماماً".

 

شام نيوز. الانتقاد