السفير "اللبنانية"- فيروز في البيال

 
فيروز غنّت. حقاً غنّت. حفلها في البيال مساء أمس، هو الحدث الوحيد الحقيقي، الرحيم ويقطر رحمة، وسط ضجيج الأصوات الشيطانية المثابرة رغم ماضي البلد المرعب، على تبديد أي أمل بوطن آمن للبنانيين. عادت «السيدة» بعد طول انقطاع، خصوصاً «زوبعة» أحقيتها بغناء التراث الرحباني، وقصدها آلاف اللبنانيين والعرب (اللافت كان حضور المصريين، ممثلين وإعلاميين على رأسهم «الزعيم» عادل إمام). الكثير من العرب والأجانب، واللبنانيين بكل توجّهاتهم واصطفافاتهم السياسية الحادة، توحّدوا حول أيقونة العرب وصوتها الذي اكتشف لبنان وثبّته على الخارطة العالمية. ليلة استثنائية أعادت فيروز إلى جمهورها، مع مجموعة من الأغنيات أغلبها لعبقري الموسيقى اللبناني زياد الرحباني، رغم غيابه جسدياً عن الحفل بداعي المرض.

 


أوركسترا ضخمة، وقفت بينها فيروز بالأزرق المضيء وانهالت أطايب صوتها مع «سلّملي عليه» و«كيفك إنت» و«اشتقتلك» و«الله كبير»، ورائعة ألبومها الجديد غنتها للمرة الأولى: «إيه في أمل» في مرافقة للفيولونات والبيانو فحسب. صوتها على ما هو، ترنّمت كما في الماضي، وتنهّد الجمهور وقد توسّعت روحه في صدره. يضمّ ألبومها الجديد 12 أغنية بينها مقطوعتان موسيقيتان لزياد الرحباني هما «ديار بكر» و«تل الزعتر». صفّق الجمهور طويلاً لـ«الله كبير» و«كبيرة المزحة هي» و«قال قايل» وكلها من ألبومها الجديد متوّجة بـ«إيه في أمل» في مضمونها العاطفي ودلالاتها السياسية.

 


لم يعلّمنا صوتها الحب وحسب، بل علّمنا أيضاً كيف نجلّ العواطف والأنا الحساسة، والسلام والسكينة. الأمل ممكن إذن، وما دامت فيروز أكدت عليه، فقد صدقناها، كما بكينا من تصديقنا نفسه الذي جافانا طويلاً.
 

السفير - عناية جابر