السوريون الأوفياء......خالد الأشهب

كما في داخل سورية , كذلك خارجها وحولها من جوار إقليمي أو دولي , كان ثمة من يضع قدما هنا وقدما هناك .. وعلى طريق باتجاهين متعاكسين يسير , خطوة هنا وثانية هناك , ويتبعها تصريح لنا وآخر علينا ويجوز الوجهان , وهكذا !
ومع أن أصحاب الخطوتين المتعاكستين والاتجاهين المتناقضين أيا كانوا من داخل سورية أو خارجها .. يتوهمون غالبا أو يخفون حقيقة أنهم يمالئون أو ينافقون أو يبدلون قناعا بقناع , وأنهم إنما يحفظون طريق العودة السالمة , من شر مستطير يمكن أن يتربص بهم حيث يضعون هذه القدم هنا أو تلك هناك , إلا أنهم على الأغلب والأرجح يؤذون حتى أنفسهم , سواء بصراخهم المنافق أم بصمتهم المريب .
أخذتنا الدهشة حين فاجأنا بعض الأصدقاء المقربين من العرب وغير العرب , ومن جوارنا البعيد أو القريب كيف ينقلبون علينا ويتقلبون .. يسحبون قدما من أرضنا ويتركون الثانية ثم يستبدلون , لكن , أخذتنا دهشة أكبر حين فاجأنا البعض الآخر من أولئك الأصدقاء ومن غير العرب تحديدا كيف أصطفوا في صفوفنا.. حملوا ألويتنا وساروا معنا , دون أن يبدلوا بين قدم وقدم , ودون أن ينتظروا ثمنا أو اعترافا !
سوريون كثر يتجمهرون كل يوم تقريبا أمام سفارتي روسيا والصين , يرفعون أعلامهما ويتمتمون بالشكر والاعتراف بالجميل , وهذا وجدان شعبي وطني نظيف وعفوي وحتى ضروري , تجاه كل من ساهم ويساهم في صون سورية واستبعاد قوى الشر عنها بكلمة أو بموقف أو حتى بابتسامة , في مقابل سوريين آخرين يتجمهرون أيضا أمام سفارات فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة , يتمتمون بغضب وعتب , وهذا أيضا وجدان وطني وشعبي نظيف وعفوي تجاه من يروم لوطنهم القتل والخراب خفية أو علانية !
لكن , ما هو غير النظيف وغير العفوي , بل المخرب والوضيع , أن البعض من إدارتنا الحكومية البائدة جهد طويلا ومريرا , كي يبعد أي حضور استثماري أو تعاوني روسي وصيني في بلادنا خلال السنوات السابقة , جعلونا نتسول البوينغ والايرباص وقطع غيارها مثلا في حين صوروا التوبوليف زورا كما لو أنها « الطنبر « , ركضوا حفاة عراة وجرونا معهم خلف الـ « شل « الأميركية والـ « توتال» الفرنسية ولم يردوا حتى التحية على الـ « غاز بروم « الروسية كمثل آخر .. وثمة الكثير .
لأسابيع قليلة ماضية بدت محاولة تخريب سورية علنية واضحة .. عصابات وأسلحة وأنياب تنغرس في لحمنا , ولسنوات ماضية كانت المحاولة ذاتها خفية وغير ظاهرة .. أيضا عصابات ومافيات تأكل لحمنا على مهل ودون أن تسيل دما , وهذا واحد من نماذجها .. وثمة الكثير!
أيها السوريون .. تجمهروا كل يوم أمام السفارات إياها شكرا أو غضبا , لا لتكونوا أوفياء فحسب لمن فتح لكم الصدر سواء كان وطنا أو صديقا , بل لتكونوا رقباء أيضا على من طعنكم في الظهر أو على من أدار لكم الظهر أيضا سواء بسواء !!
خالد الأشهب. الثورة