السوريون خارج مدنهم في العيد... والأسعار "مولعة"!!

 

اخذت العادة في الاعياد ان تصبح المدن السورية خالية الا من سكانها الاصليين و خاصة المدن الكبرى، الا ان هذا العيد اصبحت تلك المدن خالية ايضا من سكانها الاصليين الذين استغلوا فترة العيد للحصول على عطلة صيفية بعد رمضان شاق و اقتراب الموسم الدراسي.

 

المشهد يبدأ بكراجات مزدحمة بالمسافرين و اتوسترادات السفر المليئة بالسيارات الخاصة و الوجهة المصايف السورية ، ان كانت جبلا أو بحرا ، و لكن المشهد لن يكتمل بالصورة الجميلة التي يمكن للبعض أن يتخيلها ، فارتفاع للاسعار و خاصة أجور النقل وآجار "الشاليهات" والغرف في بعض الفنادق مع ارتفاع نسب الاشغال و اقترابها الى ما يقارب 100%.

 

لكن ورغم "التشوهات" في الصورة العامة من حالة الفوضى التي شهدتها "المصايف" بسبب الاقبال غير المحسوب له، إلا أن هذا المشهد يبشر بموسم سياحي داخلي جيد و ان كان بمدة قصيرة، ويشير إلى أن السياحة المحلية اصبحت ضمن اجندة السوريين.

 

الاقبال الكبير على السياحة الداخلية خلال هذه الفترة أظهر بعض العيوب في التحضير لها، وأبرزت أنها ليست سياحة داخلية للجميع، بل أنها اختُصِرت على بعض من فئات المجتمع السوري ...اي الطبقات الميسورة و القادرة على دفع تكاليف تلك الرحلات اما الطبقات الاخرى فما لها الا مشاويرها البسيطة في ساحات و حدائق المدن او التجول في المصايف و مشاهدة للحركة السياحية القوية خلال هذا الموسم.

 

خالد و هو مغترب سوري قام بتغيير خططه و البقاء في دمشق حتى انتهاء العيد ليذهب بعدها الى أحد المنتجعات السياحية في اللاذقية أو طرطوس و يقول " لم أحسم أمري لان الازدحام شديد في منتجعات اللاذقية و الاسعار خيالية و قمت بالاستفسار حول احد المنتجعات السياحية في طرطوس ...و قالوا لي أن هناك شاليهات متوفرة و لكن الافضل محجوز و الاسعار تصل الى 20 الف ليرة لليلة الواحدة."

 

خالد بقي مع عائلته في العيد منتظرا عودة السياح المحللين الى مدنهم و عودة الحياة الطبيعية الى مجاريها و لكنه يستغرب من عدم وجود رقابة على أسعار المنتجعات السياحية التي ارتفعت الى ما يزيد عن 400 دولار لليلة الواحدة دون الحصول على خدمات تناسب تلك الاسعار وفق تجربته من السنوات الماضية مما يجعله التفكير بجدية وضع تركيا و مصر على خارطته السياحية للاعوام القادمة.

 

أحد شواطئ طرطوس

 

 

أم رشيد و هي تملك شاليه في احد أهم المنتجعات الساحلية بطرطوس و تقوم بتأجيره قالت لنا أن طلب الحجوزات انهالت عليها منذ بداية شهر رمضان و انها اعتذرت لأكثر من زبون و خشيت ان تخسرهم مستقبلا، فاتبعت سياسة التفاوض معهم و بالنهاية لم تؤجر الا للذي دفع أكثر ضمن سقف المسموح لها و هو 300 دولار لليلة الواحدة و الذي حددته كما قالت اللجنة المشرفة على ذلك المنتجع و السقف الأعلى هو 400 دولار اي عشرين الف ليرة سوري.

 

ورأت ان الاسعار تتفاوت من شاليه لاخر و فق الخدمات الموجودة فيها و المواصفات ايضا بالإضافة الى المدة المطلوبة للحجز و ذلك حتى لا يضيع عليك الموسم السياحي القصير لهذا العام.

 

و قال احد المشرفين على ذلك المنتجع، الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان نسب الاشغال كبيرة خلال هذه الفترة و الطلب كان كبيرا على الحجوزات ان كان من قبل السياحة الداخلية أو المغتربين السوريين الذين يريدون استغلال هذه الفترة قبل العودة الى بلاد الاغتراب و بدء المدارس هناك و لكنه شدد ان الاسعار تحت رقابة اللجنة و لكن الطلب الكبير دفع الى رفع الاسعار ضمن الحدود المعقولة مشددا ايضا ان الخدمات التي يقدمها ذلك المنتجع توازي هذه الاسعار رافضا فكرة أن الاسعار أغلى بكثير من الخدمات المتوفرة.

 

 

 

أبو مجد و هو تاجر دمشقي غير "خطته السياحية" بعد ان قضى أول أيام العيد في أحد المصايف الجبلية وفضل العودة الى دمشق  دون الذهاب الى أحد المنتجعات اللاذقية حسب الخطة وذلك بسبب المشهد "المأساوي" الذي وصفه لنا بقوله "زحمة شديدة.. وكانت المطاعم مزدحمة حتى اننا بتنا نتنقل من مطعم الى اخر حتى نجد محلات للجلوس فيها ...و المطلوب هو الحجز ، كيف نحجز و نحن مصطافين ام نحجز قبل اسبوع للجلوس في احد المطاعم مثلا ...الطلب على السياحة الداخلية بات كبيرا و لكن هناك قلة في المطاعم و التخديم ..يجب ايجاد حل لهذه المشكلة".،و يضيف ابو مجد لشام نيوز "خططنا للذهاب الى اللاذقية و لكن احد الاصدقاء اتصل بنا و قال لنا زحمة شديدة و الاسعار مولعة ...ارجعو للشام أحسنلكم".

 

 

ارتفاع الاسعار لم تصب فقط حجز الشليهات او منازل الاصطياف انما وصلت ايضا الى أجور التنقل و ايضا أسعار بعض المطاعم التي أحيانا باتت تضيف أصنافا لم تكن على المائدة و هذا ما حدث مع أبو مجد و غيره في نفس المطعم ... حيث اخبرنا "قمنا باعادة الفاتورة بعد الاطلاع عليها و طلبنا حذف تلك الطلبات و وفق مشاهداتي فانه أكثر من طاولة قامت بإعادة الفاتورة و النقاش حولها... طبعا هذا غير العيدية التي يجب دفعها لهذا الجرسون و ذلك و الفاليه... وهم يقومون بعملهم... التصييف بات مرهق لجيوبنا".

 

 

ازمة سياحة داخلية نشأت هذا الموسم و لعل اهم اسبابها قصر مدتها و قلة المشاريع السياحية و لربما أيضا ضعف الرقابة على بعض المواقع السياحية و بالأخص المطاعم ....بعض القائمين قالوا لنا ان قصر مدة الاجازة فقط خلق هذا الازدحام و تمنوا دائما ان يكون اقبال السوريين على السياحة المحلية كبير مثل هذه الايام و كما قال احدهم "هكذا ظروف تعلمنا كيف نتصرف معها مستقبلا!!"...

 

 

هاني موعد – شام نيوز – المصايف السورية