السوريون يتابعون «حرباً مع إسرائيل» من شرفات منازلهم

شام إف إم - ماهر المونس
امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي في الفضاء الافتراضي السوري بصور ليليّة نشرها أبناء العاصمة دمشق، الذين خرجوا إلى شرفات منازلهم، وأسطح بيوتهم، يشاهدون «حرباً» على الهواء مباشرة، إثر تصعيد «غير مسبوق»، أعلن فيه جيش الاحتلال «الإسرائيلي» ليل الأربعاء الخميس، أنه استهدف بغارات جوية عشرات «المواقع العسكرية» في سوريا، تزامناً مع إطلاق صواريخ من الأراضي السوريّة ضد مواقع «إسرائيلية» في الجولان المحتل.
ليس غريباً على أبناء دمشق أصوات الانفجارات أو الطيران الحربي، لكن «زخم» النيران المستعرة في السماء، والألوان المضيئة في عتم الليل، دفعت بالكثيرين إلى التحوّل التلقائي لمراسلين صحافيين، يلتقطون عشرات الصور، وينشروها على صفحاتهم الخاصة على «إنستغرام» و«فيسبوك».
"ليس خوفاً لكنّه إحساس بشع" تعلّق إحدى الصديقات التي لم تنم طيلة الليلة الماضية، وهي تتابع جزءاً من «أجواء الحرب» من نافذة المنزل، وأجزاءً أخرى من نوافذ التلفزيون وهاتفها المحمول، وتقول: "أعادت لي هذه الأصوات أجواء الحرب التي اعتقدتُ للحظة أنّها شارفت على النهاية".
تقلّب الصديقة التي فضّلت عدم ذكر اسمها صوراً قيل إنّها «لإسرائيليين في الملاجئ» وفيديوهات تظهر «انفجار عدّة صواريخ في الأراضي المحتلة مع دوي صفّارات الإنذار» وتضيف: "كنتُ أسمع من أبي حكايات الحرب مع إسرائيل، والآن أراها شخصيّاً، يبدو أنّنا انتقلنا إلى مرحلة أخرى من مراحل الحرب".
وبدأ التصعيد عند منتصف الليل في جنوب سوريا قبل أن يتوسع لاحقاً، واستهدفت الصواريخ الإسرائيلية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري: "كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة"، من دون تحديد موقعها.
تعثّرت خطبة تالا، 27 سنة، قبل شهر، إثر توتّر الأوضاع الميدانية جنوبي دمشق، بعد أن قطع خطيبها زيارته لمنزل أهلها، تاركاً وراءه «الورد والمحبس والشوكولا» قبل أن تتم تقاليد الخطبة، وتقول: "لا أدري إذا كنتُ سأدرك حفل زفافي في شهر تموز، ربّما ستزدادُ الأوضاع سوءاً بعد التوتر مع إسرائيل، فالحرب مع إسرائيل لها رهبة خاصّة".
من جانبه، كتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي على حسابه على تويتر إن: "الجيش الإسرائيلي يتحرك في هذه اللحظات ضد أهداف إيرانية في سوريا"، مضيفاً أن: "أي تورط سوري ضد هذا التحرك سيواجه ببالغ الخطورة".
أجلس الآن في قهوة الروضة وسط العاصمة السوريّة، حيث يتجمّع العشرات من روّاد المقهى الشعبي، يشربون النرجيلة، ويتناولون قهوتهم الصباحيّة، ويحملُ أحدهم صحيفة محليّة ورقيّة وهو يشير بيده مبتسماً إلى صورة بداخلها ويقول "هذه الصورة التقطها صديقي أمس من سطح المنزل".
شاهد محمد (32 عاماً) بالأمس صورة لرجل يشرب النرجيلة في محيط ساحة الميسات، بعد دقائق من تفجير دوى في المنطقة، ووصلت شظاياه إلى محلّه المجاور، ويقول محمّد: "سأجهّز النرجيلة هذا المساء، وسأكرّر المشهد، سأتابع الحرب من شاشة طبيعية كبيرة، وأنفّخ عليها من نافذتي، لعلّها تنجلي..".