السيد حسن نصر الله: أعدكم بالنصر مجددا"

أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن من أهم العوامل الأساسية في انتصار المقاومة في حرب تموز عام 2006 عامل الثبات والثقة المتبادلة والأمل بالانتصار والإيمان والصمود في كل الساحات والأبعاد

وقال: إن صمود الشعب اللبناني والصمود السياسي بعدم الاستسلام للشروط والضغوط والتسويات التي لم تكن مناسبة لمصلحة لبنان وصمود الجيش والقوى الأمنية وصمود المقاومين المقاتلين الثابتين في ميادين القتال, شكل بحد ذاته معجزة حقيقية. 

وأضاف الأمين العام لحزب الله في كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة لانتصار المقاومة في حرب تموز 2006 نقلتها قناة المنار الليلة الماضية وأوردتها »سانا«: إن هذا الصمود أسطوري بكل المعايير والمقاييس العسكرية حيث بدأ العدو الإسرائيلي حربه على لبنان بكبرياء وعنجهية وعجرفة وثقة زائدة عن اللزوم رغم أنه كان لا يزال يتجرع هزيمة عام 2000 والانسحاب من قطاع غزة أمام المقاومة الفلسطينية وانتفاضة الشعب الفلسطيني ولكن طبعه المتكبر المتعجرف سرعان ما تحول أمام صمود لبنان بكل مكوناته وصمود المقاومين إلى ارتباك ضعف وحيرة وأزمة ثقة بين الجنود والضباط وضباط الصف وبين الضباط والجنرالات وقيادة الجيش والحكومة وبين الحكومة وقيادة الجيش وبين الشعب الإسرائيلي المحتل لفلسطين والحكومة والجيش. ‏

وأضاف السيد نصر الله: إن هذه الحرب تركت آثاراً خطيرة على مستوى الكيان في حاضره ومستقبله السياسي والأمني والعسكري ولكن أهم نتيجة استراتيجية هي اهتزاز الثقة بدرجة كبيرة بين شعب الاحتلال والقيادة السياسية وجيش الاحتلال وخصوصا في داخل الجيش وفي المقابل ارتفاع عامل الثقة واليقين بالمقاومة وخيار المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق والعالم العربي والإسلامي. ‏

وأشار السيد نصر الله إلى أن إسرائيل منذ انتهاء الحرب وضعت مجموعة أهداف على رأسها استعادة الثقة المفقودة بين الشعب والقيادة السياسية والجيش في الوقت الذي تحاول فيه أن تستعيد قوتها وقدرتها العسكرية والأمنية والسياسية من أجل فرض ما تريده مستقبلا من شروط في المنطقة. ‏

وقال الأمين العام لحزب الله: إن الإسرائيليين يعملون لاستعادة الثقة من خلال عاملين الأول هو الجهد العسكري والاستنهاضي التنفيذي الإجرائي الذي يقوم به الإسرائيليون منذ ذلك الوقت أي المناورات المتكررة على المستوى العسكري وتدريب قوات من جديد واستدعاء الاحتياط وتدريبهم وتطوير الأسلحة والتجهيزات والعمل على إيجاد حل عسكري لمشكلة تساقط الصواريخ ليس الآن على حيفا وما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا بل ما بعد ما بعد ما بعد حيفا والأمل على حل الثغرات العسكرية التي أظهرتها حرب تموز مثل موضوع السفن البحرية كساعر والدبابات التي ضربت في جنوب لبنان وموضوع القيادة والسيطرة والتنسيق بين القوات العسكرية والأذرع. ‏

وأشار السيد نصر الله إلى بدء الكيان الإسرائيلي بمناورات غير مسبوقة في تاريخه على مستوى الجبهة الداخلية, الهدف منها معالجة أوضاع الناس وتدريبهم فيما لو حصلت حرب جديدة. ‏

ولفت السيد نصر الله إلى أن تقديم إسرائيل لتدريباتها العسكرية ومناوراتها في الإعلام هدفه إعادة الثقة للشعب الإسرائيلي بأن الحكومة الإسرائيلية قوية والجيش قوي. ‏

وأوضح السيد نصر الله أن إسرائيل من خلال مناوراتها المتكررة تقول للشعب الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي غير قادر بالوسائل العسكرية على حماية الجبهة الداخلية فلا هو قادر على إسقاط كل الصواريخ التي ستنزل على الأهداف داخل الكيان وحتى الآن تجربة القبة الحديدية وغيرها لا تعطي النتائج الكاملة وهو غير قادر على الوصول إلى مواقع المقاتلين المقاومين ومنصات إطلاق الصواريخ سواء في لبنان وحتى في غزة. ‏

وتابع السيد نصر الله: إن القيادة الإسرائيلية تقول لشعبها إنه في أي حرب جديدة لم تعد هناك جبهة داخلية وأخرى أمامية فأصبحت الجبهة الداخلية كلها جزءاً من الحرب مؤكدا عدم قدرة إسرائيل على معالجة أزمة الثقة الموجودة وهو أمر حاسم لإقرار أي حرب.وقال: إن الإسرائيليين أجمعوا على أن ما حصل في حرب تموز هو إخفاق وهزيمة وفشل وشكلوا لجنة فينوغراد لكن بالآونة الأخيرة لكي يخففوا المصيبة على أتباعهم وأنفسهم وشعبهم بدؤوا يفتشون عن إنجازات للحرب. ‏

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن إسرائيل تحاول استعادة الثقة لدى الشعب والجيش بأكاذيب وتضليل وتكبير أمور يجعلها انجازات مهمة مؤكدا أن من أهداف الحرب كان سحق حزب الله واضعافه فازداد قوة, ومن أهدافها استعادة الأسيرين الإسرائيليين بلا تفاوض فعادا بتفاوض أفقي وعاد أسرانا برؤوس مرفوعة ومن أهدافها أيضاً كان إيجاد شرق أوسط جديد فانتهى هذا الهدف مع نسخته البوشية الكوندارايسية. ‏

وقال السيد نصر الله: وفي الانجاز الثاني وهو الهدوء على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة فقد كانت هادئة بعد 25 أيار 2000 ولم تكن بحاجة إلى حرب تشن على لبنان تلحق بإسرائيل كل هذه الخسائر لإعادة الهدوء إلى الحدود مؤكدا أن هذا الهدوء على الحدود والسكينة والطمأنينة عند أهل الجنوب فرضته المقاومة من خلال توازن الردع والرعب. ‏

وأكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومة ليست مشروع حرب لأن مهمتها الدفاع عن بلدها وأرضها وشعبها وعرض أهلها وهذا تحقق في 25 أيار 2000. ‏

وقال السيد نصر الله: إن هناك جنرالات كباراً في إسرائيل وسياسيين يحذرون الحكومة الإسرائيلية من القيام بأي مغامرة وليس على مستوى حرب إقليمية فقط بل حتى مع لبنان فقط ومع مواجهة حزب الله فقط وهم يحذرون الحكومة الإسرائيلية من الإقدام على مغامرة من هذا النوع ويقولون لها إن هذه المغامرة غير معلومة النتائج وستكون كارثية وإن الفشل سيتكرر. ‏

ولفت السيد نصر الله إلى أن مئات الملايين من الدولارات أنفقت منذ انتهاء الحرب في 2006 إلى اليوم للتشكيك بالمقاومة وبانتصاراتها وانجازاتها وبنياتها وخلفياتها وأهدافها وتشويه صورتها وفي هذا السياق يأتي السعي إلى اتهام مقاومين شرفاء من المحكمة الدولية باغتيال رفيق الحريري رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق واتهام حزب الله بكم هائل من الافتراءات والأكاذيب التي نجدها في كل يوم في الصحف والإذاعات والتلفزيونات ومواقع الانترنت وكلها لا أساس لها من الصحة ولا تنتمي إلى ثقافة ولا عقلية ولا سلوك حزب الله والهدف منها ضرب الثقة التي تأصلت وقويت بالمقاومة, ثقة المقاومة بنفسها وثقة أهلها بها. وأكد أن إيمان المقاومة وثقتها بصوابية خيارها وطريقها لا يمكن أن يهتزا أو يتزعزعا بل هي اليوم أقوى من أي زمن مضى وأن قوة المقاومة اليوم في لبنان بسبب معنوياتها وتماسكها وشجاعتها وكادرها البشري ومقدراتها المادية هي أعلى وأفضل من أي زمن مضى منذ انطلاقاتها والعدو يعرف إمكاناتها أيضاً. ‏

وقال الأمين العام لحزب الله: منذ أيام خرج علينا الإسرائيليون وهم يعدون اللبنانيين في الحرب المقبلة بالمفاجآت ونحن لن نفاجأ لأننا نعلم أن إسرائيل تملك من السلاح والقوة والتكنولوجيا والتقنية ما لا حدود له وهو ما تقدمه لها أميركا والغرب لذلك لا نفاجأ بأي شيء. ‏

وأضاف السيد نصر الله: إن الإسرائيليين الذين ينظرون إلينا باستعلاء واستكبار فوجئوا أن المقاومة تملك عقلا وتملك تخطيطا وتملك جرأة وشجاعة وبعض الأسلحة المتطورة وأنا أقول للإسرائيليين أصغوا إلى جنرالاتكم الذين ذاقوا طعم الهزائم في لبنان ورئيس الأركان الإسرائيلي الحالي واحد منهم, كان قائد الفرقة التي هزمت من لبنان عام 2000 وهو شاهد على هزيمة إسرائيل وتركها للجنوب اللبناني كما تركوا جيش لحد في الطرقات وإن قائد المنطقة الشمالية الآن كان موجودا في لبنان وتعرض لكمين من المقاومة الوطنية وفي صدره يحمل أربع رصاصات. ‏

وخاطب السيد نصر الله جنرالات إسرائيل بالقول: لقد ذقتم طعم الهزيمة في لبنان ولن يكون لكم في لبنان إلا طعم الهزيمة مجددا, موضحا أن المقاومة الوطنية ليست من طلاب الحرب إنما جماعة دفاع عن ارض وكرامة لكن إذا فرضت علينا الحرب فإن من مسؤوليتنا أن نواجهها والآن نحن حاضرون لمواجهة أي اعتداء على لبنان. ‏

وأشار السيد نصر الله إلى أن المعنويات الكاذبة سرعان ما تنهار والإسرائيليون ليس لديهم الشجاعة الذاتية وهم أكثر الناس شكاً في أنفسهم ونحن نعرف هذا العدو جيدا كما نعرف أنفسنا جيدا وكما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا لذلك أقول للصهاينة: لا تحاولوا الاقتراب من لبنان وتخلوا عن أحلامكم وأطماعكم فيه إلى الأبد. ‏

وفي موضوع النفط والغاز والحدود البحرية مع فلسطين المحتلة قال الأمين العام لحزب الله: إننا نثق بالحكومة اللبنانية الحالية التي تقوم بمتابعة هذا الملف بأنها لن تفرط ولن تضيع أو تتسامح بأي حق من حقوق لبنان في مياهه الإقليمية ولا في ثروته النفطية أيا تكن الضغوط والمخاوف ولعل هذه الحكومة في هذا التوقيت هي فرصة لبنان للحفاظ على هذه الحقوق واستعادتها. ‏

ودعا السيد نصر الله الحكومة اللبنانية إلى الإسراع في اتخاذ الخطوات التنفيذية الكفيلة وإنهاء المراسيم التطبيقية والعمل على إجراء المناقصات المطلوبة في هذا الشأن لكي يبدأ التنقيب ومن ثم الاستخراج فالوقت مهم جداً وهذا كله يتوقف على تعاطي الحكومة اللبنانية مع هذا الأمر كأولوية وطنية مقدمة على أي أولوية أخرى. ‏

وأكد السيد نصر الله أن لبنان قادر بكل ثقة على حماية الشركات ومنشآت النفط أو الغاز التي تأتي إلى لبنان للتنقيب لأن من يمكن أن يعتدي على هذه المنشآت لديه منشآت نفط وغاز ومن يمس المنشآت المستقبلية للنفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية فستمس منشآته وهو يعلم أن لبنان قادر على ذلك ومن هذا الجانب فإن لبنان جدير أيضا بالحفاظ على هذه النعمة. ‏

وأضاف السيد نصر الله: ما دامت الدولة اللبنانية تعتبر منطقة الـ850 كيلومترا التي تحتوي على ثروة بمليارات الدولارات لبنانية فإن المقاومة تعتبرها لبنانية وفي أدبياتنا ليس هناك منطقة متنازع عليها بل هناك منطقة معتدى عليها. ‏

واعتبر الأمين العام لحزب الله أن لدى لبنان فرصته السياسية والدبلوماسية لكي يستعيد هذه المنطقة من خلال ترسيم الحدود ولكن حتى يقرر لبنان الاستفادة منها يجب أن نحذر إسرائيل من أن تمد يدها إلى هذه المنطقة ومن القيام بأي عمل يؤدي إلى سرقة ثروات لبنان في المياه اللبنانية ونحن ندعو الدولة إلى بذل كل جهد سياسي ودبلوماسي وقانوني لاستعادة هذه المساحة وبسط سيطرتها عليها كما ندعو الشعب اللبناني إلى مواكبة ومساندة ودعم الحكومة في هذا الاستحقاق الوطني الكبير لأن هذه الحكومة أو الدولة إن استطاعت أن تستخرج نفطاً أو غازاً فهو سيذهب إلى خزينة الدولة اللبنانية وسيستفيد منه كل اللبنانيين. وأضاف: إنني أقول في نهاية المطاف للصديق والعدو: إن لبنان مدعو وهو قادر على الاستناد إلى جميع عناصر القوة فيه من أجل الحفاظ على حقوقه الطبيعية واستعادتها ومن أهم عناصر القوة فيه معادلة الجيش والشعب والمقاومة وهذا استحقاق وطني كبير نحن معنيون جميعاً بأن نتعاطى معه. ‏

وقال السيد نصر الله: علينا الانتباه في المرحلة المقبلة إلى أن كل تهديد وعجرفة إسرائيلية هو جزء من حرب نفسية تشن على شعوبنا ومجتمعاتنا وجزء من حملة لاستعادة الثقة بالطرف الآخر لكن لبنان بعد حرب تموز دخل في مرحلة مختلفة تماما والمهم أن نتعاون لكي نحافظ على عناصر القوة فيه. ‏

 

 

شام نيوز. وكالات