السيد: سورية ستخرج من المحنة رافعة الرأس ناصعة الجبين

قال الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف في كلمة له بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم: إن شهر رمضان هو الزمن الذي اصطفاه الله تعالى لإنزال القرآن وافيضت فيه على البشر هداية الرحمن وأشرقت فيه شمس دستور الإسلام فبددت عن الكون الظلام فتحتم على المسلمين الصيام والقيام.
وأضاف أنه شهر الصيام.. شهر عظيم.. فكيف نستقبل العظماء وهو ضيف يعرف حقه الأتقياء ولا يعصي الله فيه إلا السفهاء انه شاهد يوم القيامة بالإحسان لمن أحسن وبالإساءة لمن أساء.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن رمضان لم يكن إلا زمنيا لشهر معروف في السنة القمرية ولكن عند المسلمين ايحاء تهتز له قلوبهم وتنشرح به صدورهم وتسمو به ارواحهم ويوحي برحلة إلهية ميقاتها الشهر كله يخلع فيها المؤمن نفسه من حياة مادية مظلمة إلى حياة روحية مضيئة ومن هموم الدنيا وأكدارها الى لذة لا يعرفها ألم وسعادة لا يعرفها شقاء فيبدأ يومه باسمك اللهم صمت ويختم نهاره باسمك اللهم أفطرت وفيما بين الوقتين يقوم قانتا يركع مسبحا ويسجد داعيا مرتلا وحيه وقرآنه حتى مطلع الفجر فيصبح مصدر خير لنفسه وللناس أجمعين.

وقال الدكتور السيد: إن شهر رمضان المبارك يطل علينا بألقه وروحانيته وخيره وفضله وصفائه لننعم فيه بحمد الله وعونه بإخلاص العبادة وشفافية الإيمان وتسامي الروح وقويم السلوك فشهر رمضان سيد الشهور رفع الله من قدره وشرفه على غيره وجعله موسما للخيرات وجعل صيامه وقيامه سببا لمغفرة الذنوب فتح فيه أبوابه للطالبين ورغب في ثوابه المتقين جعله الله مطهرا من الذنوب وساتراً للعيوب وعامراً للقلوب فيه تعمر المساجد بالقرآن والذكر والدعاء والتهجد وتشرق الأنوار وتستنير القلوب.

 
‏وأضاف ان شهر رمضان هو شهر البركات والخيرات وإجابة الدعوات وإغاثة اللهفات شهر الإفاضات والنفحات شهر عتق الرقاب من الموبقات فيه تكثر الصدقات وتتضاعف النفقات ويجود المسلم بما يملكه من العطايا والهبات ترفع فيه الدرجات وتقال فيه العثرات وتسكب فيه العبرات يدخل المسلم خلال الشهر بدورة متكاملة يتجه فيها إلى نفسه بالتزكية والتهذيب والتوطين على الاستجابة لأوامر الله سبحانه وتعالى ويتجه إلى جوارحه بالتدريب على تطبيق الأوامر الشرعية ليخرج الصائم من رمضان وقد أصبحت له هذه الأخلاق وتلك التصرفات التي يأخذ بها نفسه بمنزلة سجايا راسخة في حياته والذي قال عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام"قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم".

 
ولفت وزير الأوقاف إلى أن رمضان هو شهر التقوى التي هي رأس الأمر وجماع الخير وبه تعلو الهمة وتقوى الإرادة وتزكى النفوس ويقوم السلوك ويتحقق الاطمئنان والراحة النفسية معربا عن الأمل في ان يقبل رمضان ويكون مطلعه على المسلمين والعرب في شتى بقاع الأرض من أفق العزة والنصر والسوءدد والمجد ليستردوا عزهم الخالد ومجدهم التالد ويربطوا أنفسهم بركاب فخر الانسانية سيدنا/محمد/صلى الله عليه وسلم/الذي لا يأفل نجمه.. البصير بالسبل صلوات الله عليه.. داعيا الله ان يقبل الشهر الكريم على الارض فيملأها نورا وسلاما بعد ان ملئت ظلما وظلاما. وأن يقبل على بيوت الله تعالى فيغمر ظاهرها وباطنها بنوره ويفتح أبوابها ليلا ونهارا ويملأها روحا وحياة. فلا تخل ساعة واحدة من راكع وساجد أو قارئ أو ذاكر أو مرشد أو مسترشد.
وقال وزير الاوقاف إن شهر رمضان بمكرماته قد حل ضيفا مباركا على بلادنا وهي تتعرض لموءامرة كبرى على واقعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي تهدد أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية إلا أن رمضان بما خصه الله سبحانه وتعالى من معان عظيمة ودلالات سامية وقيم فضلى هي مرتكزات ديننا الإسلامي الحنيف وبما يتمتع به الشرفاء من شعب سورية من عزة وكرامة ووطنية وبعزيمة وإيمان المسلمين يبشر بأن سورية ستخرج من هذه المحنة التي تتعرض لها رافعة الرأس ناصعة الجبين مضيفا وكما قال الرئيس بشار الأسد إن سورية كانت ومازالت وستبقى عصية على الأخذ من الداخل كما كانت وستبقى عصية عليه من الخارج.

 
وتقدم وزير الأوقاف باسمه وباسم السادة العلماء وارباب الشعائر الدينية بايات التهاني والتبريك للرئيس الاسد مقرونة بالوفاء لقيادته الحكيمة ولمسيرته الرائدة سائلا الله سبحانه وتعالى أن يسدد خطاه لتبقى سورية عصية على اعدائها منيعة على المتآمرين للنيل من سلامتها من خلال وحدتها الوطنية المقدسة والتفاف شعبها حول قيادته مقدرا ايمانه القوي وغيرته الصادقة على حقوق امتنا ومقدساتها.
ووجه وزير الاوقاف التحية الى شهدائنا الابرار الذين قضوا وهم يدافعون عن ثرى الوطن وامنه وسلامته وقدموا دماءهم السخية لتبقى سورية بقيادتها وشعبها امنة مستقرة.