السيد لجنبلاط: أنت لا تخدع أحد سوى نفسك

رأى اللواء الركن جميل السيد في بيان تعليقاً على تصريحات رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط وآخرها خلال المقابلة التي أجرتها معه محطة تلفزيون المنار مساء الجمعة الماضي

والتي تطرّق فيها الى حريّات الشعوب وحقوق الإنسان مُلقياً الدروس والمواعظ عن الدكتاتورية والفساد والإجرام والسرقة والقتل وغيرها، أن عموم اللبنانيين يعرفون تماماً أن كل تلك الإرتكابات والأوصاف إنّما تنطبق على النائب جنبلاط قبل أي أحد آخر، وحيث يكفيهم أن يتذكّروا ما فعله ويفعله، كديكتاتور طائفي صغير في لبنان، في إرهاب خصومه من الدروز وغير الدروز، وفي الفساد في الدولة وغير الدولة، وما أمر به من مجازر وإغتيالات، ليس أقلّها تهجير وقتل آلاف المسيحيين في الجبل وقضية إغتيال سماحة العلاّمة الشيخ صبحي الصالح والمستشار الرئاسي محمد شقير وكثيرون غيرهم وصولاً الى دوره المباشر والمعروف في مؤامرة شهود الزور وإعتقال الضباط الأربعة وتهديد عائلاتهم وأولادهم بالقتل، مستغلاً بأبشع الصُوَر جريمة إغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.

وأضاف السيّد في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي أنه ربّما من حسنات القدر ورحمته بلبنان واللبنانيين أن جنبلاط لا يملك الحجم ولا القوة اللذيْن يسمحان له بالتحكّم المُطلق بمصير البلاد والعباد ، وإلاّ لكانوا عانوا منه ومن مزاجيته وساديّته وإضطراباته النفسية ما لم يشهده الليبيّون من معمّر القذافي ولا الروس من جوزيف ستالين. واللبنانيون يعرفون أنّ جنبلاط هو مزيجٌ من هذين الإثنين معاً تحت قناع حضاري مزيّف تسكنه ذهنيّة إقطاعية من القرون الوسطى تجعله يظنّ نفسه وعن خطأ أنّه أبداً فوق الحساب والمحاسبة. هو مع الثورات العربية وتحرير الشعوب وتطيير الأنظمة حيث لا مال ولا نفط، وهو ضد الشعوب والثورات ومع الأنظمة حيث المال والنفط. هو مع المحكمة الدولية وتمويلها من أجل العدالة وهو في الوقت نفسه مع حماية وتمويل شهود الزور الذين ضلّلوا تلك العدالة.

ولفت السيد الى انه تارةً مع الأميركيين ويريد منهم أن يقضوا على المقاومة في لبنان وأن يجتاحوا دمشق، وهو تارةً أخرى مع سوريا والمقاومة متباهياً بأنه قتل جنود المارينز الأميركيين في خلده. وهو في كل تلك الحالات مكشوف لدى الجميع ويعتبر أنه يضحك على الجميع لكنه لا يخدع أحداً إلاّ نفسه. هو يعتقد بأن الشطارة تكمن في الغدر والتقلبات مرّة مع صديق ومرّة مع خصم أوعدوّ، وإلى أن يجتمع قريباً ضدّه الصديق والخصم أو العدو، فهو يتجبّر ويطعن حين يقوى ثم يزحف ويهادن حين يضعف، وربما فات النائب جنبلاط، المتّهم زوراً هذه المرّة بأنّه قارئ جيّد للتطورات، أن يُدرِك أنّ الزمن الحالي هو زمن الجدّ وليس زمن الألاعيب والبهلوانيات، وانّه زمن الكبار وليس زمن الصغار الذين يكبرون في الفتنة كما تعوّد، وأنّه ربما من الأجدى به أن يكتفي بإلقاء الدروس والمواعظ على نفسه وأن يكفّ عن التمادي وإستغباء الناس، وهو يُدرك تماماً أنّه لو كان مقيماً في بلد غير لبنان لكان قابعاً في سجون إحدى المحاكم الدولية لجرائمه المشهودة ضد الإنسانية خلال الحرب اللبنانية ،و ليس ذلك ببعيد.