السيسي يتعهد بعدم السماح بترويع المصريين مهما كان الثمن


تعهد المشير عبد الفتاح السيسي المرشح لانتخابات الرئاسة في مصر بعدم السماح بترويع المصريين مهما كان الثمن والتضحيات وانه لن يكون هناك شيء اسمه الإخوان المسلمين خلال مدة رئاسته في حال فوزه مؤكدا أن الدولة لم ولن تعبأ بتهديدات جماعات الظلام والتطرف الديني والفكري.

وقال السيسي في أول حوار تلفزيوني له مع قناتي "سي بي سي" و"أون تي في" الفضائيتين المصريتين بث مساء أمس" لست أنا من أنهى الإخوان من على وجه الأرض ولكن الشعب المصري هو الذي حسم أمرهم وحدد مصيرهم ".

وحول مدى تصور الدولة للعنف الذي اجتاح الشارع المصري بعد ثورة 30 يونيو قال السيسي "إن البناء الفكري لجماعات الظلام والتطرف الديني والفكري يرانا مجتمعا جاهليا وغير مسلمين ولذلك قررنا حتمية مواجهتهم وسحقهم وان الدولة لم ولن تعبأ بتهديدات تلك الجماعات ".

وأضاف" إن مواجهة العنف حتى القضاء عليه نهائيا يتطلب فهما ودعما معنويا وماديا لجهاز الشرطة الذي يمر بظروف صعبة منذ أربع سنوات لتحقيق تقدم في الملف الأمني في مصر حتى تستقر الدولة ولن ندخر وسعا من أجل ذلك" مشيرا إلى أن عمليات الجيش استغرقت وقتا طويلا في سيناء لتجنب سقوط مدنيين أبرياء قدر الإمكان.

وأوضح السيسي أن التحديات التي تواجهها مصر داخليا وخارجيا تفرض على أي وطني تحمل المسؤولية وان ترشحه للرئاسة جاء تلبية لدعوة المصريين وخاصة البسطاء منهم لمواجهة المخاطر التي تواجه مصر داخليا وخارجيا.

وعن مدى وطبيعة الضغوط الخارجية التي مورست ضد السيسي عقب قراره الترشح للرئاسة قال " ان مصلحة الوطن مقدمة على كل شيء وبالتالي نحن لا نأخذ رأي أحد بالخارج أو بالداخل ولم ولن نتشاور مع كائن من كان بشأن حماية مصر ولدينا إطار نعمل ونتحرك من خلاله يتمثل في الوطن والشعب ولست مدينا لأحد إلا الله والوطن".

وردا على سؤال بشأن التخوفات القائمة أو المحتملة في ضوء ما يردده البعض حول مدى واقعية تنفيذ اغتيال المشير السيسي قال " نحن نؤمن بالقضاء والقدر وطول أو زيادة عمري من نقصانه ليس بيد أحد وان مقتضيات تحمل المسؤولية الوطنية تستوجب عدم الخوف ومواجهة كل التحديات "لافتا إلى انه تعرض فعليا لمحاولتين لاغتياله.

وحذر السيسي من مخاطر انحراف الخطاب الديني عن مساره الصحيح وخطورة ما يروجه تجار الدين لتشويه واقع الدين الإسلامي الوسطي السمح.

وطالب الجميع بتحمل المسؤولية تجاه مواجهة محاولات تشويه صورة الإسلام والمصريين كما طالب الحكام جميعا بمراجعة مواقفهم بشأن تدارك خطورة انحراف الخطاب الديني عن مساره موضحا أن قيادة الشعوب تستوجب أن يكون القائد مسؤولا وليس داعية وأنه لا يوجد ما يسمى بالدولة الدينية في الإسلام.

وقال السيسي "إن الحاكم يجب أن يتعامل مع الواقع بشكل متكامل ويقوم بوضع آليات ضابطة لكي لا تخرج الأمور عن نصابها بالشكل الذى نحن فيه ونعاني منه الآن من إرهاب وتخريب وتدمير وقتل باسم الدين" مشيرا إلى أن ارتكاب الجرائم باسم الدين يعد إساءة بالغة للإسلام والمسلمين موضحا أن "إسلام الدولة غير إسلام الفرد بمعني أن إسلام الدولة هو أنه يتم التعامل مع واقع الدولة بأكملها مع اختلاف الديانات".

وعن أولويات أجندته في المرحلة الحالية قال السيسي إن ملف الاستقرار وتحقيق الأمن والأمان للمصريين يأخذ أولوية متقدمة جدا بالتوازي مع ملف تحقيق التنمية البشرية الشاملة بكل أبعادها ومجالاتها وبينهما محاور كثيرة سنعمل على تحقيقها مؤكدا أن برنامجه الانتخابي "حلم قابل للتحقيق".

وأوضح السيسي أن برنامجه الانتخابي يمثل مشروعا استراتيجيا بعيد المدى لتنفيذ تنمية حقيقية وملموسة في كافة المجالات والأصعدة للمصريين وفقا للتركيبة الجغرافية والإدارية لجمهورية مصر العربية وكذلك التحديات المستقبلية وليس وقوفا عند المشكلات الحالية فقط.

وحث السيسي الشعب المصري على العمل الجماعي الذي يحافظ على الشعب ويضمن مستقبل البلاد مشددا على ضرورة وأهمية عملية الاختيار والتصويت في هذه المرحلة البالغة الحساسية التي تمر بها البلاد ليس لرئيسهم القادم فحسب بل لأعضاء البرلمان القادم أيضا لأن مستقبل أبنائهم مرتبط باختياراتهم.

وكانت بدأت يوم السبت الماضي في مصر الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها المشير عبد الفتاح السيسي والمرشح حمدين صباحي وذلك بعد أن أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة الماضي القائمة النهائية للمرشحين الرسميين للرئاسة والمقرر إجراؤها نهاية الشهر الجاري.

ومن المقرر أن تستمر الحملات الانتخابية لكلا المرشحين حتى نهاية يوم 23 أيار الجاري إذ تبدأ في أعقاب ذلك فترة الصمت الدعائي لمدة يومين قبل بدء العملية الانتخابية كما حددت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة يومي 26 و27 من هذا الشهر موعدا للاقتراع على الانتخابات الرئاسية المصرية في الداخل ويومي 16 و 17 من حزيران المقبل للجولة الثانية في حال وجود إعادة بالداخل.

ويرى مراقبون أن السيسي الذي ألقى بنفسه بيان عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في الثالث من تموز الفائت يلاقي حظوظا كبيرة في الفوز بمنصب الرئاسة أكثر من منافسه صباحي وخاصة بعد أن تعهد بالقضاء على الهجمات المسلحة والتفجيرات الإرهابية التي تشنها الجماعات التكفيرية والتي راح ضحيتها عدد كبير من رجال الشرطة وقوات الأمن والكثير من الأطفال والنساء.