السينما الأوروبية تفوز بنصيب الأسد من جوائز مهرجان كان

 ربما تكون الروايات الأميركية قد هيمنت على مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته هذا العام، إلا أن الأفلام الأوروبية هي التي حصدت الجوائز الكبرى في المهرجان الذي يحظى بشهرة عالمية.

ومن بين أكثر من عشرين فيلما تنافست على جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم، كانت هناك ستة أعمال تدور أحداثها حول روايات وقعت في أميركا الشمالية، ولكن عندما اختارت هيئة التحكيم المؤلفة من تسعة أشخاص الأعمال الفائزة، جاءت الأفلام الأوروبية لتحصد الجوائز الكبرى.

ومن بين هذه الأفلام فيلم «أمور» أي «الحب» للمخرج النمساوي ميكائيل هانكه الذي حصل على جائزة السعفة الذهبية، وتدور أحداثه حول قصة تجمع بين زوجين مسنين عن الحب والموت.

وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب مراسم توزيع الجوائز، أكد المخرج الإيطالي ناني مورتي الذي ترأس لجنة التحكيم أن الأصول الجغرافية للفيلم لم تكن قضية أساسية في عملية صنع القرار بالنسبة لاختيار الفيلم الفائز. وقال مورتي «اعتقد أن قوة الفيلم أهم من جنسيته».

يذكر أن خمسين مخرجا أميركيا فازوا بجائزة السعفة الذهبية منذ بدء المهرجان عام 1955 بما في ذلك المخرج الأميركي المولد تيرانس ماليك الذي حصد جوائز المهرجان الرئيسية العام الماضي، وكان هو المخرج الأميركي الوحيد المتنافس على الجائزة في 2011.

وكان المخرج الأميركي الوحيد الذي حصل على إحدى جوائز المهرجان هذا العام هو بينه زيتلين الذي حصل على جائزة الكاميرا الذهبية عن فيلم «وحوش البراري الجنوبية».

ولم يكن الفيلم الذي تدور أحداثه في إطار خيالي حول صبي في السادسة من عمره يتنافس في المسابقة الرئيسية، وتم عرضه في قسم خاص بالمهرجان لتشجيع المواهب السينمائية الجديدة.

وبصرف النظر عن هذا الفيلم، حصدت الأفلام الأوروبية جميع الجوائز في المسابقة الرئيسية حيث فاز المخرج الإيطالي ماتيو جاروني بالجائزة الثانية في المهرجان عن فيلم «الحقيقة» الذي يتناول قصة رجل شغوف بالظهور في أحد البرامج التلفزيونية.

وسيطر الأوروبيون على جوائز المهرجان رغم العدد الكبير من الأفلام الأميركية التي شاركت هذا العام من بينها فيلمان استوحيت فكرتهما من اثنين من كلاسيكيات الأدب الأميركي وهما «على الطريق» للكاتب جاك كيرواك و«مغامرات هاكلبيري فين» للكاتب مارك تواين.

وفيما حصل الممثل الدنماركي مادز ميكلسن على جائزة أفضل ممثل، اقتسمت جائزة أفضل ممثلة أوبسيما ستراتن وكريستينا فلوتور بطلتا فيلم «وراء الجبال» للمخرج الروماني كريتسيان مونجيو.

وحصل فيلم «أنجيل شير» أي «حصة الملاك» للمخرج البريطاني كين لوتش على جائزة لجنة التحكيم.

وكثيرا ما يبدو أن هناك علاقة حب وكراهية بين هوليود وأهم مهرجان سينمائي على مستوى العالم.

ويعتقد رؤساء الكثير من شركات الانتاج السينمائي الكبرى في هوليود أن جماهير مهرجان كان الانتقائيين يبالغون في أحيان كثيرة في انتقاد أفلامهم، ويريدون من المهرجان أن ينظر بجدية أكبر إلى أفلامهم.

وعلى الرغم من ذلك، تظل السينما الأميركية هي التي تضفي بريقا على مهرجان كان حيث تصدر نجوم هوليوود مثل براد پيت وريز ويزرسبون وزاك إيفرون وبروس ويلس المشهد على البساط الأحمر الشهير الخاص بمهرجان كان هذا العام.

وباستثناء بعض الأفلام القليلة التي حققت نجاحا كبيرا، يعتقد كثير من مشاهدي المهرجان أن مهرجان 2012 لم يرق إلى مستوى التوقعات، لاسيما بالمقارنة مع دورة العام الماضي التي تناولت قضايا بارزة مثل بدء الخليقة ونهاية الأرض، حيث إن القضايا التي تناولها المهرجان هذا العام كان أكثر ميلا نحو الجمهور العادي وشملت موضوعات مثل استغلال الأطفال والسياحة الجنسية ومفهوم الحب.

وتطرق مهرجان كان هذا العام أيضا إلى قضايا فساد المؤسسات المالية وطرد الأرواح وبرامج تلفزيون الحقيقة ورجال العصابات سواء في العصر الحالي أو من وجهة نظر تاريخية.

 

 

شام نيوز - د ب ا