الشبكة العنكبوتيّة تحاصر بخيوطها الكوكب الأزرق
الشبكة العنكبوتية تحاصر بخيوطها الكوكب الأزرق
ساهرة صالح . شام نيوز
عندما تعلق أحد الحشرات في شبكة العنكبوت , يكون العدُّ التنازلي قد بدأ لنهاية حياة هذا الكائن , واحتمالات النجاة قد تصبح شبه مستحيلة .
فماذا عن شبكة الإنترنت التي أطلق عليها العلماء لقب الشبكة العنكبوتية ؟
هل هو مجرد تشبيه بليغ كان عن غير قصد, أم أنّ كُرتنا الأرضيّة الزرّقاء وقعت فريسة لشبكة معلومات عنكبوتية تلتف حولها في كلّ يوم أكثر فأكثر لتصبح احتمالات النجاة هنا أيضاً شبه مستحيلة .
ولربما هذا كلّه مُجرّد وهم ,فمن منّا مثلاً يُنكر الفضل الكبير لهذه الشبكة على العلم,
فالمعلومة لم تعد حكراً على أحد , بالإضافة إلى أنّها استطاعت توحيد شعوب الأرض في حين عجزت أعتى السياسات عن ذلك .
هذا ما رأيناه و فهمناه حتى الآن , ولكن بما أنّ الشك هو صفة متأصّلة في طبيعة الإنسان , كان لابدّ لنا من الارتياب ولو قليلاً في النقلة النوعية التّي وفرّتها لنا هذه الشبكة العنكبوتيّة وكيف أنها التفت حولنا كما تلتف شبكة العنكبوت حول فريستها .
فهي أصبحت لمن يعمل و لمن يبحث عن عمل ,ولطالب العلم أو حتى للدراسة عن بعد ,
ومن أراد التسلية فله منها النصيب الأكبر , و من يعانون الوحدة فهي خيرُ دواء للتعارف وبناء العلاقات , والكثير الكثير أيضاً على صعيد الدول وليس فقط الأفراد.
فلربما هي إذاً تستحق تسمية معجزة العصر ,
رأي الشباب
يكفي أن ندخل أي مقهى فُعلت فيه خدمة ( wireless) لنرى أنّ الجميع تقريباً مشغولين مع أجهزة الكومبيوتر الخاصّة بهم , وعلى الرغم من صعوبة مقاطعة أحدهم إلا أننا فعلناها وقاطعناهم لنحصل عل هذه الأراء :
رزان : (( أقضي معظم وقتي على النت , فهو بالنسبة لي مصدر لكلّ شي ,ويساعدني على التواصل مع أغلب الأصدقاء ))
جورج :(( لن أبرر جلوسي الطويل على النت بالعمل, و إنّما الحقيقة أنا و أصدقائي هنا مشغولون بلعبة ( المزرعة ) على الفيس بوك , ولا تصدقيهم إن قالوا لك غير هذا ))
سامر ( وهو من أصدقاء جورج ) : (( نعم الأن نحن نلعب على الفيس بوك , ولكن في معظم الأوقات أقضيها في العمل على شبكة الإنترنت))
وفي مكان أخر ( مقهى انترنيت ) التقينا عدد من الشباب اللذين قالوا بكل وضوح أن الإنترنت اليوم أصبح جزء من طبيعة حياتهم و تحركاتهم وأنهم بحاجة إليه كحاجتهم للطعام و الماء .
وليس هذا فقط بل إنهم كانوا يتنافسون أمامنا بإظهار مقدراتهم في سرعة الكتابة و التشات و سرعة ( تطبيق الفتيات ) حسب مصطلحاتهم .
المواقع الإلكترونية الإخبارية
وجه أخر للإنترنت تمثّل في المواقع المتخصصة في نقل الأخبار المتنوعة بين السياسة والإقتصاد و الفن وغيرها . وقد أثبتت هذه المواقع الإلكترونية قدّرتها على نقل الخبر بسرعات تكاد تفوق باقي الوسائل الإعلاميّة لتصبح في بعض الأحيان مرجعيّة للكثيرين , ولتفتح بهذا أبواب العالم أمام متصفحي الإنترنت على كلّ ما هو جديد و ما يحدث من حولنا .
دراسات
إحصائيات و دراسات أُجريت في مختلف بقاع الأرض , لتخلص بمجملها إلى نفس النتائج والتي أهمها :
مخاطر الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر
فقد وجد العلماء حديثاً أن الجلوس الطويل بالقرب من الأجهزة الكهربائية بشكل عام يؤدي إلى موت كمية من خلايا الدماغ تصل للملايين أحياناً، بمعدّل أنّ جلوس الإنسان لمدة 17 ساعة متواصلة أمام شاشة الكمبيوتر يؤدي إلى موت 420 مليون خلية من خلايا الدماغ, وكلّما كانت الفترة التي يجلسها الإنسان أطول كانت الخسائر أكبر بكثير.
ولذلك ينصح العلماء اليوم اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية حياتنا من هذه الآثار المدمرة . فمثلاً بدلاً من أن يجلس أحدنا أمام الكمبيوترساعات طويلة، يمكنه أن يجلس على فترات متقطعة.
و على صعيد النظر أكّد فريق من أطباء العيون إمكانيّة إصابة أي شخص يقضي ساعتين وأكثر أمام شاشة الكمبيوتر يوميّاً بمرض "متلازمة الحاسوب البصرية"، أو الإصابة ببعض أعراضه ، وهذه الأعراض تصيب أعداداً ليست بالقليلة من مستخدمي الكمبيوتر و الذين يعانون من دون تنبههم لوجود المشكلة،
ومن أعراض هذه المتلازمة الشعور بجفاف وتهيج بالعين، وأحياناً تكون مصحوبة بحكّة ودموع وصعوبة التركيز والرؤية بوضوح أثناء القراءة، ورؤية الحروف وكأنّها أكبر أو أصغر مما هي عليه فعلاً في بعض الأحيان ، وصعوبة النظر للبعيد بعد التركيز لفترة على الكمبيوتر، والصداع والشعور بالإرهاق والشعور بثقل بالجفون ، بالإضافة إلى آلام الظهر والكتفين .
فنحن حفظنا و عن ظهر قلب أن للسيف حدين و هذا ما لمسناه أيضا في الوجهين المتباينين لشبكة الإنترنت.و لكن الأمل أن يأخذ مجتمعنا الوجه السليم لهذه الشبكة.و لربما واجب علينا الاقتداء بمؤسس مايكروسوفت الشهير بيل غيتس و الذي يحدد لابنته 45 دقيقة حدا اقصى يوميا لالعاب الكمبيوتر.......
لذا، بدا بيل غيتس، وكأنه مُتنبّه الى تحديّات العصر الرقمي، بعدما لاحظ أن تلك الابنة شرعت في قضاء أوقات طويلة مع الألعاب الالكترونية بعد دخولها مدرسة يستخدم فيها الطلاب الكومبيوتر في أداء كل شيء تقريبا, ويحمل كلام غيتس ربطاً ذكياً بين تحوّل البشر أسرى الآلات الذكية، التي يصنع برامجها بنفسه، وبين الاضطراب في عقولهم ونفسياتهم ومشاعرهم..
