الشرطة التركية تفرق بالقوة متظاهرين رافضين لسياسات حكومة أردوغان وتعتقل عددا منهم


فرقت قوات الشرطة التركية بالقوة والعنف المفرط حشودا كبيرة من المتظاهرين الرافضين لخطط وسياسات حكومة حزب العدالة والتنمية التي يتزعمها رجب طيب أردوغان واستخدمت القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين في أنقرة الليلة الماضية.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الشرطة التركية تدخلت في منطقة ديكمن واعتقلت 16 متظاهرا ممن احتجوا على قرار القضاء التركي الذي صدر أمس الأول بالإفراج عن شرطي متهم بقتل متظاهر في أنقرة بالرصاص.

وقد أقام المتظاهرون حواجز على جادة رئيسية في أنقرة وقطعوا السير فيها وتصدوا للشرطة التي عملت على تفريق الحشود كما ذكرت شبكتا ان تي في وسي ان ان ترك التركيتان.

وتشهد المدن التركية منذ 31 أيار الماضي احتجاجات سلمية واسعة ضد سياسات أردوغان إلا أن قوات الأمن التركي امعنت في مواجهتها بالعنف رغم الانتقادات الدولية اللاذعة مدفوعة بتصريحات أردوغان الذي فاخر أمس بما سماها "ملاحم" قامت بها الشرطة ضد المتظاهرين.

وتشير التقارير إلى أن 2ر5 ملايين تركي شاركوا في الاحتجاجات منذ بدايتها التي قتل خلالها خمسة متظاهرين وأصيب الآلاف فيما لايزال المئات معتقلين في السجون تنفيذا لتعليمات القمع التي صدرت عن حكومة أردوغان.

وعلى أثر ذلك أجل الاتحاد الأوروبي جولة جديدة من المحادثات مع تركيا لإحياء مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والذي جمد تقريبا منذ ثلاث سنوات لأربعة أشهر إضافية حيث أوقفت ألمانيا ومعها النمسا وهولندا الخطة قائلين إن هذا سيبعث بإشارة خاطئة بعد أن قمعت الشرطة المتظاهرين في المدن التركية.

كاتبان تركيان: أردوغان يشعر بالخوف ويصنع أعداء خياليين ويزرع الفتنة والكراهية داخل المجتمع.. وأصبح بنظر أمريكا بطة عرجاء واقترب رحيله 

إلى ذلك قال الكاتب الصحفي التركي اوغور دوندار إن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي كان يخطط للبقاء في السلطة للابد يشعر بالخوف حيث يصنع أعداء خياليين ويزرع بذور الفتنة والكراهية في المجتمع التركي ولم يكتف بتقسيم المجتمع واستقطابه بل يحرض ناخبيه ضد معارضيه ويفرق الناس عن طريق الكذب واستغلال الدين.

وقال دوندار في مقال نشرته صحيفة سوزجو التركية إن اردوغان الذي شن حملة اعتقالات واسعة ضد الشعب التركي المعارض لسياساته ويستهدف اشخاصا معينين يسعى الى خلق صراع بين ابناء الشعب الواحد و لا يتردد في خلق مواجهة بين الشعب والشرطة من خلال خطابه التحريضي مؤكدا أن مقولة الديمقراطية المتقدمة تتحول إلى مقولة دولة الشرطة المتقدمة.

وبين الكاتب أن اردوغان يدعو الشرطة الى الافراط في العنف من خلال تشجيعها عبر القول بانها تسطر ملحمة بطولية في ظل مقتل 4 مواطنين وفقدان 11 مواطنا لبصرهم واصابة 50 مواطنا بجروح خطرة ما زالوا في العناية المشددة اضافة الى اصابة آلالاف بجروح مختلفة مؤكدا أن اردوغان اختار طريقة اهانة وتحقير الشباب ووصفهم بالقوات المحتلة والغوغائيين والرد على مطالبهم بالحرية والديمقراطية عبر استخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات وخراطيم المياه بدلا من أن يفهمهم.

ولفت إلى التهديد الذي وجهه اردوغان لبعض رجال الاعمال الذين يعارضونه واعطاء اصحاب رأس المال في اسطنبول رسالة حول استعداده لتوجيه ضربة قوية لهم بينما يقوم بالغاء العقوبات الضريبية للموالين له والذين حققوا مكاسب كبيرة في عهد حكومته.

وقال الكاتب إن اردوغان يهدد الفنانين الذين شاركوا في الاحتجاجات ويصفهم بالارهابيين ويدرجهم في القائمة السوداء ويهدد الشباب بالقتل مؤكدا أن صفحات تاريخ الفاشية الاخيرة تسطر في تركيا على يد حكومة حزب العدالة والتنمية واردوغان.

من جانبه أكد الكاتب الصحفي التركي يلماز بولات أن واشنطن وجهت 17 رسالة تحذيرية في الأيام الأخيرة لحكومة حزب العدالة والتنمية تتعلق بأحداث متنزه كيزي وأن رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان تحمل هذه التحذيرات ولم يرد عليها بأي شكل من الأشكال والتزم مسؤولو حزب العدالة والتنمية الصمت الكامل أمام واشنطن.

وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة يورت أن أردوغان أصبح بطة عرجاء بنظر الولايات المتحدة الامريكية ما يعني اقتراب موعد رحيله لأنه يفقد قوته ويتحول الى شخصية غير مرغوب بها بسبب الضربات السياسية التي تلقاها حيث أصبح عمله على الساحة السياسية صعبا للغاية.

ولفت الكاتب إلى زيارة السفير الامريكي فرانسيس ريتشاردوني لمقر حزب العدالة والتنمية خلال اجتماع مجلس ادارة الحزب برئاسة اردوغان بشكل غير معتاد موضحا أن وزير الخارجية داود اوغلو لم يستدع السفير الامريكي إلى وزارة الخارجية بسبب التصريحات الأمريكية وانتقاداتها والتزم الصمت بشكل مثير ما يثير التساؤل حول زيارة السفير إلى مقر الحزب.

وتوقع الكاتب أن يكون السفير سلم اردوغان رسالة مهمة خلال هذه الزيارة غير الطبيعية كما ان التصريح الذي ادلى به ريتشاردوني بعد الزيارة يلمح الى مضمون الرسالة حيث قال إن لقاءه بمسؤولي حزب العدالة والتنمية استند إلى مبادىء عالية المستوى.

ورأى الكاتب أن التصريحات التي ادلى بها السفير بعد اللقاء لا تطلق على زعيم قوي دائم الأمر وانما دلت على توتر العلاقات بين اردوغان والرئيس الأمريكي باراك اوباما.